حجم الخط
مشاركة عبر
كان يفترض أن تشكل الإنتخابات البلدية والإختيارية في مدينة صيدا فرصة للقوى السياسية الرئيسية لاختبار حجمها الانتخابي وقدرتها على تجيير الأصوات لصالح هذه اللائحة أو تلك. فهذا الاستحقاق شكل في ما مضى منصة تصويب سياسي بقالب انمائي خدماتي، يتمترس خلفها كل فريق لتصفية حسابات سابقة مع الآخر، ولإستقطاب مروحة واسعة من العائلات والقطاعات والعناصر الشابة ليبني عليها استراتيجية خوضه الانتخابات النيابية لاحقاً.
تواري القوى السياسية
لكن ما يجري على خط الاستحقاق البلدي في عاصمة الجنوب تواري القوى السياسية خلف مرشحين يقدمون أنفسهم في البداية برداء التوافق، رغم انتماءاتهم السياسية المكشوفة لدى المجتمع الصيداوي. يشكل ذلك سابقة في تاريخ الانتخابات البلدية في المدينة، ليس ترفعاً أو حرصاً من هذه القوى على عدم التدخل فيها، وانما بفعل واقع مأزوم تعيشه سياسياً وشعبياً ومادياً. تغيب الماكينات الانتخابية للأقطاب الرئيسية والتي يفترض أن تشكل رافعة للوائح المتنافسة. ويغيب بالقدر نفسه الحافز أو الدافع الذي يمكّن هذه القوى من شدّ عصبها الانتخابي بمواجهة الآخر. ولأول مرة يسبق تشكيلُ اللوائح نسجَ التحالفات التي عادة هي من تستولد اللوائح وليس العكس!
ما يحصل في صيدا له أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة،. من هذه الاسباب، إعلان تيار المستقبل عدم تدخله أو خوضه الإنتخابات البلدية في المدن الرئيسية واكتفائه بأن يكون ناخباً. ولتوجه "المستقبل" قراءة مختلفة في صيدا عن المناطق الأخرى، لأن جمهوره ومناصريه هم القوة الناخبة الأكبر بين التيارات السياسية في المدينة. ومجرد نزوله الى صناديق الاقتراع يربك ويستنفر بعضهم ويدفع بآخرين إلى محاولة كسب ود جمهور "المستقبل" أو البحث عن وسيلة لبناء تحالف غير معلن، يضمن من خلاله الدور والحضور والحصة في المجلس البلدي المقبل. كما أن قرب الاستحقاق البلدي من موعد الانتخابات النيابية في العام 2026 يلزم القوى السياسية بإسترضاء العائلات والقطاعات لضمان تأييدها وادخار أصواتها للإستحقاق النيابي.
إلى الأسباب الآنفة الذكر يبرز أيضاً العامل المادي وافتقاد بعض القوى السياسية حالياً للقدرة على تمويل حملة انتخابية أو تجهيز ورفد ماكينة انتخابية بالمال المطلوب. فيتولى هذا الأمر المرشحون أنفسهم أو من يدعمهم ولوائحهم من متمولين ورجال أعمال طامحين أيضاً لدور او لقياس مدى قدرتهم على التأثير في هذه الانتخابات وايصال مرشحين وحجز قوة ناخبة لاستحقاقات مقبلة. بينما تفضّل قوى سياسية أخرى ادخار امكانياتها المادية وماكيناتها الانتخابية لخوض الإنتخابات النيابية لاحقاً.
تتنافس أربع لوائح رئيسية حتى الآن في الانتخابات البلدية في صيدا. يتوقع أن يتم الإعلان عنها تباعاً خلال الأيام المقبلة، علماً أن جميعها حتى الآن لا يزال قيد التشكيل، بعدما بات معروفاً من سيكون على رأس كل منها:
اللائحة الأولى
لم يكن اعلان رئيس البلدية الحالي حازم بديع عزوفه عن خوض هذا الاستحقاق مفاجئاً. وهو ما كانت اشارت اليه "المدن" في وقت سابق من أن بديع كان تلقى نصائح من مقربين بـ"تجنب المغامرة"، وأنه يدرس جدياً خيار الانسحاب من السباق. لكن المفاجأة كانت في توقيت عزوفه بعد ساعات قليلة على قراره خوض الانتخابات، وبعدما كان أعد ونواة لائحته المستندات اللازمة لتقديم طلبات ترشحهم إلى وزارة الداخلية. ووفق مصادر متابعة لأجواء بعض اللقاءات التي سبقت عزوف بديع، كان الأخير يفضّل أن يكون مرشح توافق بين مختلف القوى الرئيسية ولا يريد أن يكون ترشحه سبباً لخصومة مع أحد. ولما تعذر ذلك قرر عدم الترشح!
عزوف بديع عزز فرص زميله عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي أكثر لخوض الانتخابات مرشحاً لرئاسة البلدية. وهو مقرب من تيار المستقبل ممثلاً في صيدا بالسيدة بهية الحريري. علما أنه مرشح رابطة ال حجازي. ويعتبر كثيرون انه يحظى بمواصفات المرشح المثالي لخبرته وتمرسه بالعمل البلدي طيلة 15 سنة، ولا سيما من خلال نجاحه في ادارة وترؤس لجنة إدارة الكوارث في بلدية صيدا، ونجاحه ايضا في إدارة أزمة جائحة كورونا وأزمة النزوح. هذا فضلاً عن دوره في تعزيز علاقات البلدية بالمنظمات الدولية والإنسانية في لبنان وخارجه. وتمكّن من مد وتمتين جسور تواصل وتعاون مع كل مكونات المدينة والمجتمع المدني والقطاعات المختلفة في صيدا.
يرى المقتنعون بهذا التوجه ان حجازي (هو ركن فاعل وأساسي ضمن فريق العمل البلدي الحالي المدعوم من تحالف "المستقبل" وعبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية)، يمكنه أن يحظى أقله بدعم ناخبي المستقبل والجماعة الإسلامية ومعهم الرئيس السابق للبلدية المهندس محمد السعودي. هذا فضلا عن دعم عائلات وهيئات مجتمع مدني، ليبقى دعم البزري له ولائحته مرهوناً بما اذا كان البزري سيكون مجددا جزءا من هذا التحالف أم انه سيدعم مرشحا آخر ولائحة أخرى!
لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها"
يرأس هذه اللائحة الصيدلي عمر مرجان ، الذي قدم نفسه أيضاً كمرشح توافقي لكنه حتى الآن لم يحظ بالتأييد الصريح من أي من القوى السياسية في المدينة رغم ترحيبها بترشحه. وما يميز لائحة مرجان هو عنصر الشباب وجمعها ضمن اعضائها مروحة واسعة من الإختصاصات والقطاعات كما العائلات.
لائحة "نبض البلد"
يرأس هذه اللائحة المهندس محمد دندشلي وهي مدعومة من تجمع "علِّ صوتك" وبعض مجموعات الثورة والتغييريين سابقاً وجزء من المجتمع المدني. وتضم حتى الآن مجموعة من المهندسين والناشطين في الشأن العام. وتحظى هذه اللائحة بتبني النائب أسامة سعد ولو بشكل غير معلن. وهذا ما ألمح له سعد في اجتماعاته مع كل من التقاهم، من أن دندشلي هو الشخص الأنسب. كان سعد قد أعلن صراحة رفضه لترشيح بديع، وانتقد أداء المجلس البلدي السابق برئاسته وقبله برئاسة السعودي واصفاً عهد هذا المجلس بالسنوات العجاف.
أما اللائحة الرابعة فستكون برئاسة رجل الأعمال نادر عزام. والملفت أنه رغم حراكه الانتخابي الناشط، لم تثمر تحركاته أي تأييد أو تبني له من أي قطب من الاقطاب الرئيسية، هذا رغم استقبالهم له. يقدم عزام نفسه أنه مستقل وكمرشح توافقي. إلا أن كلاماً يدور في الصالونات الصيداوية عن أنه مدعوم من رجل الأعمال مرعي أبو مرعي حليف القوات اللبنانية في صيدا. واللافت أن عزام لا يزال يقوم بجولاته الانتخابية منفردا أو مع عائلته ولم يظهر حتى الآن معه أي مرشح مفترض على لائحته العتيدة.
تواري القوى السياسية
لكن ما يجري على خط الاستحقاق البلدي في عاصمة الجنوب تواري القوى السياسية خلف مرشحين يقدمون أنفسهم في البداية برداء التوافق، رغم انتماءاتهم السياسية المكشوفة لدى المجتمع الصيداوي. يشكل ذلك سابقة في تاريخ الانتخابات البلدية في المدينة، ليس ترفعاً أو حرصاً من هذه القوى على عدم التدخل فيها، وانما بفعل واقع مأزوم تعيشه سياسياً وشعبياً ومادياً. تغيب الماكينات الانتخابية للأقطاب الرئيسية والتي يفترض أن تشكل رافعة للوائح المتنافسة. ويغيب بالقدر نفسه الحافز أو الدافع الذي يمكّن هذه القوى من شدّ عصبها الانتخابي بمواجهة الآخر. ولأول مرة يسبق تشكيلُ اللوائح نسجَ التحالفات التي عادة هي من تستولد اللوائح وليس العكس!
ما يحصل في صيدا له أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة،. من هذه الاسباب، إعلان تيار المستقبل عدم تدخله أو خوضه الإنتخابات البلدية في المدن الرئيسية واكتفائه بأن يكون ناخباً. ولتوجه "المستقبل" قراءة مختلفة في صيدا عن المناطق الأخرى، لأن جمهوره ومناصريه هم القوة الناخبة الأكبر بين التيارات السياسية في المدينة. ومجرد نزوله الى صناديق الاقتراع يربك ويستنفر بعضهم ويدفع بآخرين إلى محاولة كسب ود جمهور "المستقبل" أو البحث عن وسيلة لبناء تحالف غير معلن، يضمن من خلاله الدور والحضور والحصة في المجلس البلدي المقبل. كما أن قرب الاستحقاق البلدي من موعد الانتخابات النيابية في العام 2026 يلزم القوى السياسية بإسترضاء العائلات والقطاعات لضمان تأييدها وادخار أصواتها للإستحقاق النيابي.
إلى الأسباب الآنفة الذكر يبرز أيضاً العامل المادي وافتقاد بعض القوى السياسية حالياً للقدرة على تمويل حملة انتخابية أو تجهيز ورفد ماكينة انتخابية بالمال المطلوب. فيتولى هذا الأمر المرشحون أنفسهم أو من يدعمهم ولوائحهم من متمولين ورجال أعمال طامحين أيضاً لدور او لقياس مدى قدرتهم على التأثير في هذه الانتخابات وايصال مرشحين وحجز قوة ناخبة لاستحقاقات مقبلة. بينما تفضّل قوى سياسية أخرى ادخار امكانياتها المادية وماكيناتها الانتخابية لخوض الإنتخابات النيابية لاحقاً.
تتنافس أربع لوائح رئيسية حتى الآن في الانتخابات البلدية في صيدا. يتوقع أن يتم الإعلان عنها تباعاً خلال الأيام المقبلة، علماً أن جميعها حتى الآن لا يزال قيد التشكيل، بعدما بات معروفاً من سيكون على رأس كل منها:
اللائحة الأولى
لم يكن اعلان رئيس البلدية الحالي حازم بديع عزوفه عن خوض هذا الاستحقاق مفاجئاً. وهو ما كانت اشارت اليه "المدن" في وقت سابق من أن بديع كان تلقى نصائح من مقربين بـ"تجنب المغامرة"، وأنه يدرس جدياً خيار الانسحاب من السباق. لكن المفاجأة كانت في توقيت عزوفه بعد ساعات قليلة على قراره خوض الانتخابات، وبعدما كان أعد ونواة لائحته المستندات اللازمة لتقديم طلبات ترشحهم إلى وزارة الداخلية. ووفق مصادر متابعة لأجواء بعض اللقاءات التي سبقت عزوف بديع، كان الأخير يفضّل أن يكون مرشح توافق بين مختلف القوى الرئيسية ولا يريد أن يكون ترشحه سبباً لخصومة مع أحد. ولما تعذر ذلك قرر عدم الترشح!
عزوف بديع عزز فرص زميله عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي أكثر لخوض الانتخابات مرشحاً لرئاسة البلدية. وهو مقرب من تيار المستقبل ممثلاً في صيدا بالسيدة بهية الحريري. علما أنه مرشح رابطة ال حجازي. ويعتبر كثيرون انه يحظى بمواصفات المرشح المثالي لخبرته وتمرسه بالعمل البلدي طيلة 15 سنة، ولا سيما من خلال نجاحه في ادارة وترؤس لجنة إدارة الكوارث في بلدية صيدا، ونجاحه ايضا في إدارة أزمة جائحة كورونا وأزمة النزوح. هذا فضلاً عن دوره في تعزيز علاقات البلدية بالمنظمات الدولية والإنسانية في لبنان وخارجه. وتمكّن من مد وتمتين جسور تواصل وتعاون مع كل مكونات المدينة والمجتمع المدني والقطاعات المختلفة في صيدا.
يرى المقتنعون بهذا التوجه ان حجازي (هو ركن فاعل وأساسي ضمن فريق العمل البلدي الحالي المدعوم من تحالف "المستقبل" وعبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية)، يمكنه أن يحظى أقله بدعم ناخبي المستقبل والجماعة الإسلامية ومعهم الرئيس السابق للبلدية المهندس محمد السعودي. هذا فضلا عن دعم عائلات وهيئات مجتمع مدني، ليبقى دعم البزري له ولائحته مرهوناً بما اذا كان البزري سيكون مجددا جزءا من هذا التحالف أم انه سيدعم مرشحا آخر ولائحة أخرى!
لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها"
يرأس هذه اللائحة الصيدلي عمر مرجان ، الذي قدم نفسه أيضاً كمرشح توافقي لكنه حتى الآن لم يحظ بالتأييد الصريح من أي من القوى السياسية في المدينة رغم ترحيبها بترشحه. وما يميز لائحة مرجان هو عنصر الشباب وجمعها ضمن اعضائها مروحة واسعة من الإختصاصات والقطاعات كما العائلات.
لائحة "نبض البلد"
يرأس هذه اللائحة المهندس محمد دندشلي وهي مدعومة من تجمع "علِّ صوتك" وبعض مجموعات الثورة والتغييريين سابقاً وجزء من المجتمع المدني. وتضم حتى الآن مجموعة من المهندسين والناشطين في الشأن العام. وتحظى هذه اللائحة بتبني النائب أسامة سعد ولو بشكل غير معلن. وهذا ما ألمح له سعد في اجتماعاته مع كل من التقاهم، من أن دندشلي هو الشخص الأنسب. كان سعد قد أعلن صراحة رفضه لترشيح بديع، وانتقد أداء المجلس البلدي السابق برئاسته وقبله برئاسة السعودي واصفاً عهد هذا المجلس بالسنوات العجاف.
أما اللائحة الرابعة فستكون برئاسة رجل الأعمال نادر عزام. والملفت أنه رغم حراكه الانتخابي الناشط، لم تثمر تحركاته أي تأييد أو تبني له من أي قطب من الاقطاب الرئيسية، هذا رغم استقبالهم له. يقدم عزام نفسه أنه مستقل وكمرشح توافقي. إلا أن كلاماً يدور في الصالونات الصيداوية عن أنه مدعوم من رجل الأعمال مرعي أبو مرعي حليف القوات اللبنانية في صيدا. واللافت أن عزام لا يزال يقوم بجولاته الانتخابية منفردا أو مع عائلته ولم يظهر حتى الآن معه أي مرشح مفترض على لائحته العتيدة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها