newsأسرار المدن

حادث أمني يوتّر الحدود اللبنانية-السورية: روايتان متناقضتان

المدن - لبنانالخميس 2025/04/24
GettyImages-2205132094.jpg
أصسب 8 نازحين سوريين بجروحٍ متفاوتة بعد استهداف مزرعةٍ في بلدة حوش السيد علي (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

في حادثٍ أمنيٍّ مفاجئٍ أعاد إشعال التوتّر على الشريط الحدوديّ بين لبنان وسوريا، أُصيب ثمانيةُ نازحين سوريّين بجروحٍ متفاوتة بعد استهداف مزرعةٍ في بلدة حوش السيّد علي بطائرةٍ مسيّرةٍ مُفخَّخة. وبينما سارعت قنواتٌ لبنانيّة إلى اتّهام جهةٍ مجهولة أطلقت الطائرة من ريف حمص الغربيّ، قدّمت وزارة الدفاع السّوريّة روايةً نقيضة تحدّثت عن قصفٍ مدفعي انطلق من داخل الأراضي اللّبنانيّة باتجاه مواقع الجيش السوريّ وتحديدًا من قبل "حزب الله".

الرواية اللبنانيّة: مسيّرة سورية
وفق ما نقلت تقارير لبنانيّة فإنّ طائرة مسيّرة "أُطلقت من ريف حمص الغربيّ"، واخترقت الأجواء اللّبنانيّة لتستهدف مزرعةً في حوش السيّد علي، مُخلِّفةً ثمانية جرحى من عمّالٍ سوريّين يعملون فيها. وفور وقوع الانفجار، دوّى إطلاقُ نارٍ كثيف دفع الجيش اللّبنانيّ إلى إرسال تعزيزاتٍ عسكريّة وتمشيط المنطقة بحثًا عن أي عناصر مسلّحة أو مسيّرات إضافيّة.

المصابون نُقلوا على عجلٍ إلى مستشفى البتول في الهرمل، حيث وُصفت حالاتهم بين المستقرّة والحرجة، فيما خيّم القلق على سكّان المنطقة الّتي طالما شهدت حوادث أمنيّة شبيهة.

الرواية السّوريّة: اعتداء مدفعيّ
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسميّة "سانا" عن مصدرٍ في وزارة الدفاع السّوريّة أنّ "ميليشيات حزب الله اللّبنانيّ" أطلقت خمس قذائف مدفعيّة من داخل لبنان باتجاه نقاطٍ للجيش السّوريّ في منطقة القصير غرب حمص، ما أسفر عن إصاباتٍ في صفوف المدنيّين السوريّين في بلدة المصريّة الحدوديّة. وأوضح المصدر أنّ وحدات الجيش السّوريّ "رصدت مواقع إطلاق القذائف وردّت مباشرةً على مصادر النيران"، قبل أنّ توقف الردّ "بطلبٍ من الجيش اللّبنانيّ الذي تعهّد بتمشيط المنطقة وملاحقة المجموعات المسؤولة عن استهداف الأراضي السّوريّة".

توتّر دائم
وتُعدّ حوش السيّد علي إحدى أكثر البلدات حساسيّةً عند الشريط الحدوديّ؛ ففي 16 آذار الماضي اندلعت اشتباكاتٌ ضارية بين عشائر مسلّحة في البقاع وقوّات الأمن العام السوري، ما استدعى تدخّل الجيشين اللبناني والسوري وفرض وقفٍ لإطلاق النار وانتشار وحداتٍ من الطرفين على جانبي الحدود.

ووسط تبادل الاتهامات، تُواصل السّلطات اللبنّانيّة والسوريّة تنسيق الاتّصالات الأمنيّة لتفكيك خيوط الحادث. وما بين مسيّرة يُقال إنّها انطلقت من الداخل السوري وقصفٍ مدفعي تؤكّد دمشق صدوره من الأراضي اللبنانيّة، يبقى المدنيّون – ولا سيّما النازحون السوريّون الفارّون أصلًا من ويلات الحرب – أكبر الخاسرين في لعبة الرسائل الناريّة العابرة للحدود.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث