كلام عون جاء خلال لقائه رئيس المجلس الوطنيّ الاتحاديّ في الإمارات صقر غباش، حيث أكدّ للوفد الإماراتي أنّ العلاقات اللّبنانيّة–الإماراتيّة متجذّرة. وأضاف "أتطلّع إلى زيارتي لأبو ظبي للقاء الشيخ محمد بن زايد وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. أمامنا تحدّيات كبيرة، من أبرزها إعادة الإعمار بدعم من الدول الشقيقة".
عون: الأمور وضعت على السّكة
وأضاف عون: "على لبنان في هذه المرحلة ومن خلال ما يقوم به إعادة الثقة مع الدول الشقيقة والصديقة. فالشعب اللّبنانيّ يريد أنّ يعيش بعدما ملَّ الحروب على مدى خمسين عامًا، ونحن اليوم نقوم بالتأسيس لمرحلة جديدة فيها الكثير من التّحديات ومنها إعادة الاعمار الّتي تتطلب مساعدة الدول العربية". ونوّه بأنّها ليست المرة الأولى الّتي تساعد فيها دولة الإمارات لبنان، معربًا عن أمله في أن تفتح الزيارة الّتي سيقوم بها، صفحةً جديدة من العلاقات الثنائيّة.
وإذ أشار رئيس الجمهوريّة إلى ما تحقق حتّى الآن على صعيد التعيينات الأمنيّة والقضائيّة وحاكم مصرف لبنان، فإنّه شدّد على أنّ الأمن والقضاء يكملان بعضهما بعضًا "وهذه هي معركتنا لمكافحة الفساد ومحاربة كافة أنواع الجريمة ومنها المخدرات والإرهاب كي يسود الاستقرار والأمان". ولفت إلى ما أنجز لجهة إقرار مشروعيّ قانون السّريّة المصرفيّة وإعادة هيكلة المصارف على أن يتمّ في المرحلة المقبلة العمل على المشروع المتعلق بالفجوة المالية، لافتًا إلى أن الأمور وضعت على السّكة الصحيحة.
كما تحدث الرئيس عون عن التحديات على الحدود الشرقيّة، مشيرًا إلى أنّ الأمور في الملف السّوريّ إلى تحسّن بعد زيارة رئيس الحكومة إلى سوريا حيث ستكون هناك متابعة من قبل لجان ثنائية للعديد من القضايا، ومنها مكافحة التهريب وضبط وترسيم الحدود وإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين. أما في موضوع الجنوب، فأكّد الرئيس عون أن استمرار الاحتلال الإسرائيليّ لخمس تلال لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش حتّى الحدود، وقال: "ونحن نسعى لمعالجة الأمور بالطرق الدبلوماسيّة"، مؤكّدًا على أن أيّ موضوع خلافيّ يجب ان يحل بالتواصل والحوار مع الآخر . وقال:" مهما كانت المواضيع أكانت تتعلق بسلاح حزب الله أو التحديات الداخليّة أو هيكلة المصارف أو الوضع المالي والاقتصادي يجب أنّ تعالج بالحوار الداخليّ".
وعبّر رئيس الجمهوريّة عن أمله وتفاؤله بالمستقبل، مشيرًا في المقابل إلى أنّه لا يملك عصًا سحريّة بل كل التصميم والإرادة على تحقيق إلانجازات والانتقال بلبنان الى ضفة الأمان والاستقرار.
وأعاد الرئيس عون التأكيد على أنّه في سدّة الرئاسة الأولى ليخدم لا ليكون مخدومًا، معربًا عن تصميمه على تحقيق بنود خطاب القسم، ومشدّدًا على أنّ العالم العربيّ هو بمثابة جسد واحد عندما يمرض أحد أعضائه يتأثر كله، داعيًا إلى الاستثمار بالقدرات البشرية والفكرية والطبيعية في ازدهار الانسان والمجتمعات فيه بدل الدمار والحروب والقتل.
غباش: نقف إلى جانب لبنان
من جهته، نقل غباش إلى عون تحيّات رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان و"ثقته وتقديره لشخصه وللبنان، وحرصه على متابعة ما يتمّ من إعادة بناء الدّولة، كما ثقته بالحكومة اللّبنانيّة". واعتبر أنّ "ما أُنجز خلال الفترة القصيرة قياسًا بالزّمن، يمثّل نقلةً نوعيّةً ويُثلج صدورنا ويطمئننا على لبنان وأهله، بما نملكه من محبّة وتقدير له ولشعبه"، مؤكّدًا أنّ "للبنان خصوصيّة في العالم العربي، لجهة غناه وتنوّعه الّذي يميّزه بين مختلف بلداننا العربيّة، ومحبّة خاصّة نظرًا لطبيعته وقربه منّا، والجميع متشوّق لهذا البلد".
وأشار الغباش إلى أنّ "بن زايد يؤكّد دائمًا وقوفه الى جانب لبنان وشعبه ووحدته وعودته إلى الحضن العربي، وإلى جانب بناء الدّولة الوطنيّة الجامعة بكل أطياف الشعب اللبناني"، مركّزًاعلى أنّ "خطاب القسم يُضاف إلى الوثائق الأساسيّة في لبنان، ليكمل الدستور واتفاق الطائف، وكذلك الأمر بالنّسبة للبيان الوزاري". وتوجّه إلى الرّئيس عون، قائلًا: "لقد وضعتم على أنفسكم عهودًا، وأداؤكم وأداء الحكومة يؤكّد أنّنا أمام عهد جديد. إنّ بناء الدّولة ركيزته القانون، وقد أشرتم إلى ذلك في أول تعهّد لكم، فالدّول النّاجحة هي دول القانون الّتي يطبَّق فيها على الجميع سواسية، مواطنين أو غير مواطنين".
كما لفت إلى "تميّز لبنان بالكفاءات الّتي تشكّل ثروة لبنان المستدامة"، منوّهًا بـ"نجاح أعضاء الجالية اللّبنانيّة في الامارات وبمساهتمهم في بناء اقتصادها". وشدّد على أهميّة "الاستقرار والأمن اللّذين يُعتبران أساس التّنمية، فإذا اطمئن رأس المال تتحقّق التّنمية"، معربًا عن ثقته بأنّ "لبنان مقبِل على نقلة نوعيّة تحتاج إلى الوقت والحكمة والصّبر في التّعاطي مع الأمور". وأضاف الغباش: "قدركم اليوم أن تكونوا المسؤولين عن إعادة بناء الدّولة، وقدر اللّبنانيّين أن يكونوا محظوظين بوجودكم وحكومتكم وكل الكفاءات الّتي هي إلى جانبكم، لا سيّما أنّ خطاب قسمكم منسجم مع كل تصريحاتكم، ووضوح رسائلكم واضحة لشعبكم وللخارج"، متمنّيًا للرّئيس عون التّوفيق، ومؤكّدًا "متابعة الإمارات لما يُنجز بكل محبّة وتقدير للبنان وشعبه". وقد حضر اللّقاء سفير لبنان في الإمارات فؤاد دندن وعدد من مستشاري رئيس الجمهوريّة.
اقتراح قانون جديد
على مستوى الشؤون المحلية، يطغى الشأن الإنتخابي على بقية الملفات، وخصوصاً انتخابات بلدية بيروت. في هذا الإطار أشار النائب وضاح الصادق إلى انّه تقدّم باقتراح قانون معجل مكرر يحفظ تنوع العاصمة ويضمن المناصفة المطلوبة. وبرر الصادق حيثيات الاقتراح كونه "من حق أكثر من 500,000 بيروتي اختيار مجلس بلدي يمتلك القرار والسلطة لتنفيذه، وليس دورهم اختيار مجلس بلدي صوري لا قدرة لديه على اي انجاز، فيما السلطة التنفيذية الحقيقية بيد موظف معين من الحكومة او وزير مسمى فيها، وذلك بخلاف كل بلديات لبنان من اصغرها الى اكبرها، ولأن دوري كنائب عن الامة اولا وممثلا لبيروت ثانيا، تقدمت باقتراح قانون معجل مكرر، يحفظ اولا تنوع العاصمة وعيشها الواحد، ويضمن المناصفة المطلوبة في المجلس البلدي بين المسلمين والمسيحيين".
وأضاف: "ويعيد (اقتراح القانون) ثانيا حق مدينة مسلوب منذ عقود من خلال الغاء جملة من المادة 67 من قانون البلديات والتي تعطي السلطة التنفيذية في مدينة بيروت الى المحافظ، وبالتالي إعادتها إلى مكانها الطبيعي لدى رئيس المجلس البلدي اسوة بباقي بلديات لبنان عموما.
لقاء دريان- سليمان
وفي موضوع الانتخابات والملفات المحلية، أكدّ النائب محمد سليمان من دار الفتوى بعد لقائه بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على ضرورة "أن تقوم على احترام الشفافية في الانتخابات البلدية والاختيارية و التفاهم والتلاقي لوحدة البلدات والقرى".
كما أكدّ سليمان الوحدة الوطنية والعيش المشترك وضرورة تطبيق الدستور واتفاق الطائف بكل بنوده، متحدثاً على ضرورة "الحفاظ عليه وعلى الجوار أيضاً وعلى وحدة أراضينا وجيراننا، ونحن دائما ندعو لأحسن العلاقات مع جيراننا في سوريا، وآخرها رعاية المملكة العربية السعودية اجتماع بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري بخصوص ترسيم الحدود وهذا يعطي سيادة كل بلد وعدم انتقال أي خطر من بلد لآخر".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها