قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الإثنين، إن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، هو مرحلة هامّة، نحو اجتياح بريّ للبنان. جاء ذلك خلال حديثه إلى جنود وضباط، خلال جولة أجراها اليوم إلى الحدود الشمالية، "حيث التقى بمقاتلي اللواء 188 ومقاتلي لواء غولاني". وتلقّى غالانت إحاطة بشأن "جاهزية القوات لإمكانية توسيع المعركة في المنطقة الحدودية"؛ كما "تحدث مع قادة الكتائب والسرية في اللواء 188، واستمع إلى نشاطهم في غزة وانتقالهم إلى الشمال".
القوات البرية
وذكر غالانت أن "القضاء على نصر الله خطوة مهمة جداً، لكنها ليست كل شيء"، مضيفاً: "سنستخدم كل الإمكانيات التي لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ماذا تعني القدرات، فهي القدرات كلّها، وأنتم جزء من هذا". وأضاف: "كل ما يجب القيام به سيتم القيام به، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم؛ ومن أجل عودة سكان الشمال إلى منازلهم، سنكون على استعداد لبذل كل جهد ممكن". وتابع: هذه هي مهمتكم، وهذه هي مهمة الجيش الإسرائيلي، وهذا ما سنفعله وسنستخدم كل ما هو ضروري؛ قواتكم والقوات الأخرى من الجوّ ومن البحر ومن الأرض"، في إشارة إلى اجتياح بريّ إسرائيلي للبنان، يبدو وشيكاً.
دخول أنفاق
من جهتها قالت صحيفة وول ستريت الأميركية نقلاً عن مصادر إن قوات خاصة إسرائيلية تنفذ توغلات صغيرة في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخباراتية والتحقيق قبل شن اجتياح بري أوسع نطاقاً قد يأتي هذا الأسبوع. وقالت المصادر نفسها إن هذه التوغلات، التي شملت دخول أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود، حدثت مؤخرًا وكذلك على مدى الأشهر الماضية، بادعاء أنها جزء من جهود أوسع تبذلها إسرائيل لتقليص قدرات حزب الله على طول الحدود. وحسب هذه المصادر، فإن توقيت اجتياح بري إسرائيلي للبنان قد يتغير، بادعاء أن إسرائيل تتعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم تنفيذ غزو كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح على الفور المدة التي ستبقى فيها إسرائيل تحتل أراض لبنانية بعد غزوها. ونقلت الصحيفة عن أمير أفيفي، الذي وصفته بأنه مسؤول عسكري إسرائيلي سابق لا يزال يتلقى إحاطات من الجيش الإسرائيلي، قوله إن "توغلاً برياً إسرائيلياً بات وشيكاً، والغارات جزء من التحضيرات". وتابع أفيفي: "لقد قام الجيش الإسرائيلي بالكثير من الاستعدادات للتوغل البري. وبشكل عام، يتضمن هذا دائمًا عمليات خاصة. وهذا جزء من العملية".
انسحاب إسرائيل غير واضح
واعتبر أفيفي أن "حزب الله يبدو ضعيفاً إلى الحد الذي يجعل المعضلة التي تواجهها إسرائيل في الواقع تتلخص في مدى توغل إسرائيل في لبنان". وأضاف أن "موعد انسحاب إسرائيل وبأي شروط يظل غير واضح". وحشدت إسرائيل قوات كبيرة للغاية في المنطقة الشمالية بعد تحول التركيز إلى الحرب ضد حزب الله في لبنان، ولديها حالياً قوات في هذه الجبهة أكثر من أي مكان آخر في البلاد. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، أمام قوات إسرائيلية، الأسبوع الماضي، إن الغارات الجوية ضد حزب الله "كانت استعدادا لغزو بري محتمل للبنان، ونحن نستعد لعملية برية، وهو ما يعني أن أحذيتكم العسكرية، أحذيتكم المناورة، ستدخل أراضي العدو".
تضارب التقديراتونقلت صحيفة "التلغراف" عن مسؤول إسرائيلي، أن "القوات الخاصة استهدفت البنية التحتية لحزب الله لإبعاد المسلحين عن حدود إسرائيل"، لافتاً الى أن "قوات الكوماندوز الإسرائيلية نفذت غارات في لبنان قبل غزو بري محتمل هذا الأسبوع". صحيفة "واشنطن بوست" كشفت أنّ إسرائيل أبلغت أميركا أنّها تُخطّط لعملية بريّة محدودة في لبنان قد تبدأ في القريب العاجل. وأضافت الصحيفة الأميركيّة أنّ "الحملة التي تُخطّط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها الأخيرة ضدّ "حزب الله" في عام 2006".
في المقابل نقلت شبكة سي إن إن عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل قد تشن قريباً هجوماً برياً محدوداً على جنوب لبنان لكنها قلقة من أن التوغل البري المحدود قد يتطور لعملية أكبر على المدى الطويل. أما نيويورك تايمز فنقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم: "نعتقد أننا أقنعنا إسرائيل بعدم تنفيذ غزو بري واسع لجنوب لبنان، وأن إسرائيل أكدت أنها لا تنوي متابعة التوغلات بعملية أكبر. لكن أشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح فيما إذا اتخذت إسرائيل قراراً نهائياً وقد تشن غزواً واسعاً بلبنان لا سيما أن شبكة أنفاق حزب الله لا تزال سليمة.
بدورها قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيليّة اليوم عن مصادر، إن "العد التنازلي لعملية برية في جنوب لبنان يتحرك أسرع مما كان متوقعاً". وأضافت الصحيفة، "تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بشأن توقعه استخدام سلاح الدبابات قريباً بمثابة بيان حقيقي لنوايا إسرائيل". وتابعت، "مندهشون من عدم فعالية حزب الله بالرد خصوصاً بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، ولم يتخذ قرار بشأن شكل وحجم الغزو البري ومن المتوقع أن يقتصر على أجزاء من جنوب".
وتتحدث الإدارة الأميركية عن ضغوط مزعومة على إسرائيل كي تمتنع عن اجتياح بري في لبنان، إلا أنها عززت القوات الأميركية في المنطقة بادعاء ردع دول مثل إيران عن التدخل والاستعداد للرد على أي تصعيد. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، أنها ستبقي على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والسفن المرافقة لها بالقرب من البحر الأحمر، فيما وصلت حاملة الطائرات هاري إس ترومان إلى البحر المتوسط، علما أنه من غير المعتاد أن تحتفظ الولايات المتحدة بحاملتي طائرات في المنطقة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها