إنها الحرب الإسرائيلية على لبنان. هي الحرب الرابعة لبنانياً، ويسميها الإسرائيليون حرب لبنان الثالثة. يمكن الحديث رسمياً عن انطلاقها من الضاحية الجنوبية لبيروت. مساء السابع والعشرين من أيلول نفذت طائرات حربية إسرائيلية غارات عنيفة استهدفت فيها مركز قيادة حزب الله في عملية اغتيال لأمين عام الحزب السيد حسن نصرالله. وفي ظل مواصلة أعمال رفع الأنقاض من المنطقة المستهدفة في حارة حريك حيث تم تدمير مجمع سكني، صدرت تحذيرات إسرائيلية حول الاستعداد لاستهداف مناطق جديدة بينها الليلكي والحدث والمريجة ومحيط الكفاءات. فجر الثامن والعشرين من أيلول شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية أكثر من 18 غارة على الضاحية خلال دقائق قليلة. ونفى حزب الله الادعاءات الإسرائيلية حول وجود أسلحة أو مخازن في المباني التي تم استهدافها.
بذلك تكون تل أبيب قد أسقطت كل الخطوط الحمر، وبدأت الحرب وإن لم تعلن عن ذلك رسمياً. سقطت كل قواعد الاشتباك، والمواجهات لم تعد مضبوطة. دخل لبنان في قلب المواجهة وعين العاصفة التي يريدها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن تغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط، على حدّ قوله. غارات استهدفت مواقع ومناطق عديدة في الضاحية ما أدى إلى إحداث دمار كبير في المباني السكنية، فيما عملت سيارات الإسعاف على التحرك لنقل المصابين والشهداء من دون القدرة على إحصاء لكل الإصابات.
تغيير الشرق الأوسط
في موازاة الغارات على الضاحية، كانت الطائرات الحربية تكثف عملياتها الجوية في الجنوب، ولا سيما في محيط مدينة صور، ومجرى نهر الليطاني، بالإضافة إلى استهداف مناطق في البقاع الغربي. وبذلك تكون إسرائيل قد وضعت لبنان كله في دائرة النار. بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه ستكون هناك أيام صعبة وأنه مستعد لكل السيناريوهات. معتبراً أن عملية اغتيال نصر الله هي عملية دقيقة ومن شأنها أن تغير وجه الشرق الأوسط.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه يشن غارات جوية تستهدف مواقع في جنوب بيروت. وجاء في البيان أن "الجيش الإسرائيلي يهاجم في هذه الأثناء بدقة وسائل قتالية تابعة لحزب الله، تم تخزينها أسفل مبانٍ مدنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية". الهجوم يأتي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، بعد عدة أيام من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع في لبنان، وسط تحذيرات من كلا الطرفين حول اتساع نطاق الصراع.
تهديد المطار
وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد أطلق تهديداً مباشراً لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت عبر تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً). دعا فيها سكان ثلاثة مبانٍ محددة في منطقة الليلكي والحدث في الضاحية الجنوبية إلى إخلائها فوراً، مشيراً إلى أن هذه المباني تقع بالقرب من مصالح تابعة لحزب الله. والمباني المذكورة هي: مبنى منير شديد والمباني المجاورة في حي الليلكي. مبنى شيت والمباني المحيطة به في حي الحدث. مبنى كومبلس السلام في حي الحدث. وقال أدرعي في تحذيره أن هذه المناطق تحتوي على مصالح عسكرية لحزب الله، محذراً من أن إسرائيل ستستهدفها قريباً ضمن حملة عسكرية لإحباط عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله. وطالب السكان بالابتعاد عن المباني لمسافة لا تقل عن 500 متر للحفاظ على سلامتهم. كما هدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باستهداف المطار، قائلاً إن إسرائيل لن تسمح بتمرير السلاح لحزب الله عبر مطار مدني.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها