نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، قوله إن الولايات المتحدة حشدت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط، على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، والقيادي البارز في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر. وقال المسؤول، الذي تحدث للصحيفة الأميركية، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن السفن شملت حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" والسفن الحربية المرافقة لها ومجموعة "واسب" البرمائية الجاهزة. وهي قوة مهام برمائية مكونة من ثلاث سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة. يأتي ذلك على وقع ارتفاع حدة التوترات في المنطقة، مع توجه الاحتلال الإسرائيلي نحو التصعيد عمليتي الاغتيال.
حافة التصعيد
بدورها قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إن المنطقة باتت على "حافة تصعيد كبير وعلى قاعدة واسعة"، بعد عمليتي الاغتيال في بيروت وطهران. وأشارت الصحيفة، إلى أن المفاوضين قالوا إن "إسرائيل تعرضت لضغوط كي تبحث عن هدف قوي لا يستفز رداً واسعاً من قبل حزب الله". وأشارت الصحيفة، إلى أن "الدبلوماسيين الأميركيين، قاموا بجولات مكوكية بالمنطقة لمنع تصعيد الهجمات والردود الانتقامية، ولا يعرف أحد كيف سيكون أثر العملية المزدوجة في بيروت وطهران على الوضع الراهن، إلا أن إسرائيل تنتظر الرد داخلها وعلى أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج".
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يقدّر الجيش الإسرائيلي أن إيران وحزب الله سينسقان هجوماً ضد إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية في بيروت. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي قدم تقديراته بهذا الخصوص إلى الحكومة، إلى جانب خطط عسكرية حول رد إسرائيل على رد إيران وحزب الله. وأضافت الصحيفة: في إسرائيل، يتعاملون مع احتمالات ردّ إيران وحزب الله على الاغتيالات بجدية.
ويدعو ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إلى أن يكون رد إسرائيل على هجوم واسع من جانب إيران وحزب الله بهجوم إسرائيلي واسع، "وعدم تكرار الخطأ في أعقاب الهجوم الإيراني ليلة 14 نيسان، عندما ردت إسرائيل بهجوم موضعي وليس كبيراً ضد إيران، وألحق ضرراً بالردع الإسرائيلي"، حسب الصحيفة.
حرب شاملة أو ردّ محدود
المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رون بن يشاي، قال إن عمليتي الاغتيال اللتين استهدفتا القائد الكبير في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، هما تحدٍ مباشر لإيران ولاستراتيجية الوكلاء التي تتبعها. وأضاف بن يشاي في مقال نشرته الصحيفة، أن "إسرائيل أوضحت أنها مستعدة لخوض حرب شاملة، لكن الآن على الإيرانيين أن يقرروا"، موضحاً أن "تل أبيب تجبر القيادة الإيرانية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيخوضون حرباً مباشرة وشاملة مع إسرائيل، أم إنهم يختارون تهدئة الوضع تدريجياً".
وتابع: "إسرائيل تقول لإيران ووكلائها إنه إذا لم يتوقفوا، فإنها لن تتردد في الذهاب إلى حرب شاملة ليس فقط مع حزب الله وحماس والحوثيين، ولكن أيضاً مع إيران". وحسب تقدير المحلل الإسرائيلي، فإن التوقيت الحالي لحرب شاملة بالنسبة لإيران ليس مناسباً، وتفضل أن يستمر الحوثيون وحزب الله في ضرب تل أبيب وإرهاقها، منوهاً إلى أن الوضع كان حتى يوم أمس مثالياً من وجهة نظر طهران، لكن اليوم بات الخيار صعباً، فهل يقبل خامنئي التحدي الذي طرحته إسرائيل ويذهب إلى الحرب ضدها، أم إنه سيقرر التراجع والاكتفاء برد محدود ومدروس على الإهانة التي لحقت به باغتيال هنية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها