الأحد 2024/02/18

آخر تحديث: 13:22 (بيروت)

الراعي وعودة: لا لفرض الحرب على اللبنانيين

الأحد 2024/02/18
الراعي وعودة: لا لفرض الحرب على اللبنانيين
الراعي: البطولة في العقل وتجنب الحرب وصنع السلام (بكركي)
increase حجم الخط decrease
أشار البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أن "تطور الأسلحة حمّل الشعوب على حملها. فالحرب تولد حرباً والدمار وتشريد المواطنين على الطرقات. وعلمنا الرب أن نستبدل شريعة العين بالعين والسن بالسن بشريعة المحبة".
وأضاف في عظة الأحد "إن البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطورة، إنما البطولة في العقل وتجنب الحرب وصنع السلام". فالحرب تولّد الحرب، والقتلُ القتل، والإعتداءُ الإعتداء. تعلّمنا الكنيسة أنّ البشر أجمعين ضعفاء، وكونهم خطأة فهم دائمًا عرضة  للتهديد بالحرب. ويمكنهم التغلّب عليها وتجنّبها وإيجاد الحلول للنزاعات بالعدالة والمحبّة والحقيقة. في ضوء تعليم الكنيسة هذا، نقول أنّ البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها".

 وأردف: "كتب سيادة المطران كيرلّس سليم بسترس في إفتتاحيّة النهار ليوم أمس، بعنوان: "المحبّة والوحدة الوطنيّة" ما يلي: "لبنان مكوّن من ثماني عشرة طائفة دينيّة، أي من المؤمنين بالله. وهذا الإيمان يفرض عليهم أن تكون علاقاتهم بعضهم ببعض متّسمة بالمحبّة. وإلّا يكون إيمانهم باطلًا ويكذبون على الله ويكذب بعضهم على بعض. والوحدة الوطنيّة التي يتغنّى بها الجميع، إن لم تكن مؤسّسة على المحبّة تكون أيضًا كذبةً كبيرة. وإذا نظرنا إلى صفات المحبّة التي يوضحها بولس الرسول في نشيد المحبّة (راجع 1كور 13: 2-7)، وقارنّاها بما يجري في الواقع بين الطوائف، وضمن الطائفة الواحدة، يتبيّن لنا كم نحن بعيدون عن المحبّة وعن الوحدة الوطنيّة. فالمحبّة "لا تطلب ما لنفسها"، أمّا عندنا فكلّ طائفة لا تطلب إلّا ما هو لنفسها. فتسعى إلى احتكار الوظائف قي الدولة وتعمل ما في وسعها لتتعدّى على حقوق الطوائف الأخرى. والمحبّة "لا تظنّ السوء" أمّا عندنا فكثيرًا ما يحدث أنّ إحدى الطوائف لا ترى في الطوائف الأخرى، ولا سيما تلك التي تناقض نظرتها إلى الأمور، إلّا جماعة من العملاء، والخونة".
وختم الراعي: "لا يمكن الإستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تعطّل حياة الدولة وتسمم المجتمع،. فليضع الجميع فوق كلّ شيء هدف بناء الوحدة الوطنيّة بسبل جديدة ولغة جديدة وبخاصّة الولاء لوطننا النهائيّ لبنان.  فلنصلِّ إلى الله، كي يمنحنا نعمة البطولة في تغليب السلام على الحرب، والتفاهم على التنازع، والحبّ على البغض، والخير على الشرّ، والوحدة على التفكّك".

عودة: سيف التخوين والعمالة
من جانبه قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة: "حبذا لو يعرف كل طرف في هذا البلد نفسه كما فعلت الكنعانية، بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين واتهامهم بشتى الإتهامات. مؤخراً، أصبح كل خاطئ في حق لبنان وشعبه دياناً للآخرين الذين لا يريدون سوى خلاص الأرض وشعبها. أصبح البعض يستلون سيف التخوين والعمالة تجاه من يخالفهم الرأي، متجاهلين حرية الرأي والتعبير، والحق في إبداء الرأي. لم يسلم من تخوينهم رجال السياسة الشرفاء القليلون، ولا الفنانون الذين يرفعون اسم لبنان في سماء العالم أجمع، ولا الكتاب والأدباء والصحافيون، ولا حتى رجال الدين على مختلف مشاربهم. ليت الجميع ينظرون إلى أنفسهم في مرآة الوطنية، ويكيلون بميزان الحق والعدل. ليتهم يراجعون أعمالهم، السوداء منها والبيضاء، مقللين من الأولى، ومكثرين من الثانية، عل خلاص البلد يتم عندما يعترف كل إنسان بأخطائه، ويدرك أن ثمة آخر أمامه، يشاركه الأرض وحب الوطن، وأن الجميع يتمتعون بنفس الحقوق كما عليهم نفس الواجبات، وأولها احترام وطنهم، والولاء له، وإبعاده عن كل شر وخطر، وصونه من كل عثرة".

أضاف: "بلدنا يتقهقر لأنه يخسر مقومات ديمقراطيته، وينحدر إلى العشوائية والغوغائية والتسلط والفوضى. كيف ينمو بلد ويزدهر وهو بلا رئيس يقوده بحسب ما يمليه دستوره؟ كيف يبنى بلد جيشه مستضعف؟ كيف ينعم بلد بالإستقرار والإزدهار والسلاح منتشر وحدوده مستباحة وقضاؤه مقموع، وإداراته قد أفرغت من الكفاءات، وقرار الدولة مصادر، والحرب تفرض عليها وعلى المواطنين؟ وما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يوميا جراءها؟ كيف تبنى الدولة عندما يستقوي البعض عليها، ويتخطى البعض قراراتها، ويتجاهل البعض الآخر وجودها؟ كيف تبنى دولة والجميع يستغلها؟ وكيف يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات فيما الرأي لمن في يده القوة والمال والسلطة؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها