وأي تكن الأسباب، لا يزال نتنياهو يتوعد "بالعودة" إلى حرب شرسة في لبنان رغم الاتفاق، مؤكداً أنّه "لا يعني نهاية الحرب بل هو مجرد وقف اطلاق النار، وقد يكون قصير الأمد في حال حدوث أي خرق"، على حد قوله، بعدما أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي "بالاستعداد لاستئناف القتال في حال انتهاك الاتفاق". ويسلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على مرحلة ما بعد الحرب، ونقلت صحيفة "هآرتس"، الجمعة، عن مسؤولين إسرائيليين أنَّ "نتنياهو سيجد صعوبة في دفع المفاوضات بشأن مراجعة الحدود مع لبنان على النحو المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار". وأضافت الصحيفة، "وزراء في حكومة نتنياهو يعتزمون التصويت ضد أي تغيير يتم بموجبه التنازل عن الأراضي التي تقع حالياً تحت سيادة إسرائيل على الحدود مع لبنان"، موضحة بأنّ "أي اتفاق يتضمن التنازل عن الأراضي الخاضعة للسيادة الإسرائيلية يجب أن تتم الموافقة عليه في استفتاء أو بأغلبية خاصة في الكنيست".
القرار 1701
وبالنسبة إليها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان هو عملياً "تطبيق واسع للقرار 1701 بقيادة أميركية". وفي تقرير لها قالت الصحيفة إنّ المحبطين من الاتفاق في إسرائيل يتجاهلون وقائع أساسية، أولها أنّ "حزب الله لم يُهزم، ولم يكن قريباً من الهزيمة"، مشدّدةً على أنّه "تعرّض لضربات قاسية جداً، لكنّه واصل القتال". وبحسب الصحيفة فإنّ "الكثير من الإسرائيليين يرون قوة إسرائيل العسكرية لكن لا يفهمون لماذا لا تنجح في تحقيق صورة وضع جديد من دون أيّ تهديد، وفي أن تملي على لبنان تجريد حزب الله من سلاحه وإقامة حزام أمني". وفي هذا السياق، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ "كلّ من يفهم شيئاً عن لبنان، يعرف أنّ هناك أموراً لا يمكن تحقيقها بواسطة الدبابات والصواريخ، أو حتى بتفجير البيجرات".
سهام الشمال
ميدانياً، أجرى قائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين، تقييماً للوضع وقام بجولة في جنوب لبنان مع قائد الفرقة 146، العميد يفتاح نوركين، قائد اللواء 300 العقيد عمري روزنكرانتز وقادة إضافيين، وناقشوا أهمية تواجد القوات الإسرائيلية في الميدان، والحفاظ على مستوى عال من الاستعداد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال قائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين: "نحن هنا بعد هجوم "سهام الشمال"، الإنجاز ضد حزب الله مهم جداً، ويوجه ضربة قاسية للحزب على كافة المستويات وفي جميع أنظمته". وأضاف، "لقد وجهنا ضربة قوية لقدرات حزب الله الصاروخية، مما قلل بشكل كبير من قدرته على التأثير على الجبهة الداخلية لإسرائيل".
وأشار غوردين إلى أنّ إسرائيل تعمل اليوم وعلى تمكين الاتفاق وتطبيقه بالقوة، "في ظل الشروط التي وضعناها"، وتابع "لذلك لا ننوي السماح لحزب الله بالعودة إلى هذه المناطق، نحن نخطط لتطهير هذه المنطقة بأكملها من قدرات حزب الله وبالتأكيد من أسلحته، وهذه هي مهمتنا". وقال "إذا ارتكبوا خطأ، فسيكون خطأ كبيرا نحن على استعداد للعودة إلى الهجوم والعودة إلى القتال".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها