أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم "أننا أمام انتصار كبير في معركة أولي البأس، يفوق النصر الذي تحقق عام 2006". وإذ أكدّ قاسم "سنتابع مع أهلنا عملية الإعمار ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة"، أشار إلى أنّ "الحزب لم يرد الحرب من البداية"، ولكنّ "نتيجتها بإيقافها أردناه من موقع قوّتنا وتحت النار". وفي أول اطلالة له بعد اعلان وقف اطلاق النار، قال قاسم إنّ "الاتفاق ليس معاهدة أو اتفاق جديد بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بتطبيق القرار 1701". وعن التنسيق بين "المقاومة والجيش اللبناني" أكدّ قاسم أنّه سيكون "عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق"، قائلاً "نظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادةً وأفرادًا وسينتشر في وطنه ووطننا".
وحملت كلمة قاسم العديد من الأبعاد السياسية ما بعد اعلان وقف اطلاق النار، حيث تطرق بخطابه إلى مرحلة ما بعد الحرب وحضور حزب الله السياسي بعيداً من "عمل المقاومة"، قائلاً إنّ الحزب "سيتعاون ويتحاور" مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في اطار اتفاق الطائف. وأكدّ قاسم "سنهتم باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس وسيكون بالموعد المحدد، بموازاة عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أنّ الوطن لجميع أبنائه". قاسم الذي توجه إلى جميع الذين راهنوا على اضعاف الحزب بالقول "إنّ رهاناتهم فشلت"، واليوم "سيكون حضورنا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فاعلاً ومؤثراً بما يواكب ظروف البلد الذي يتطلب نهضة حقيقية".
تأخير الكلمة
وبرر قاسم تأخيره عن القاء خطبة "الانتصار" بالقول "كنت أرغب في إلقاء كلمتي خلال اليوم الأول احتفاء بالانتصار لكن عندما رأيت جموع الناس يذهبون إلى قراهم ومدنهم بعد لحظة واحدة من وقف إطلاق النار فجر الأربعاء ارتأيتُ أن أنتظر تعابيرهم لآخذ منها حتى أعبر عن مشاعرهم بدل أن أطلق مشاعر تُخالف ما يقولون". وأشار إلى أنّ "الاتفاق تم تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع". وتابع: "لا يراهن احد على الخلاف بيننا وبين الجيش. وهؤلاء هم أبناؤنا الذين يعبرون عن مهمة مقدسة وهي حفظ الأمن في لبنان وعلى الحدود مع العدو الإسرائيلي".
وعن الاتفاق أشار قاسم: "محور الإتفاق المركزي هو جنوب نهر الليطاني ويؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلّها وينتشر الجيش اللبناني في كل جنوب لبنان وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني من أجل أن يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو الإسرائيلي من هذه المدن".
صمود الحزب
وعن صمود الحزب، أشار قاسم إلى أنّ "الحرب بناها الاحتلال منذ 64 يوماً على أساس إبادة حزب الله وإعادة سكان الشمال والعمل على بناء شرق أوسط جديد"، وهو توقع "أن ينجز أهدافه خلال وقت قصير بعد ضرب منظومة القيادة وإمكانات كانت موجودة لدينا"، ولكن "صمود المقاومين الأسطوري أرعب الجيش الإسرائيلي وأدخل اليأس عند سياسييه وشعبه".
وأضاف قاسم، الذي شكر الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله قائلاً: "أشكرك يا سيدي نصرالله لأنك كنت شرارة الإنتصار"، بأنّ "حزب الله استطاع الوقوف صامداً على الجبهة وبدأ ضرب الجبهة الداخلية للعدو مما جعل الوضع في حالة دفاعية مهمة. وخلال هذه الحرب بدل الـ 70 ألفاً بات هناك مئات الآلاف من النازحين في إسرائيل".
وتابع قاسم مشيراً إلى أنّ "العدوان الإسرائيلي كان خطيرًا جدًا وآلمنا وجعلنا نعيش حالة من الإرباك لعشرة أيام، ولكن المقاومة أثبتت أنها جاهزة والخطط التي وضعها نصرالله هي خطط فعالة تأخذ في عين الاعتبار التطورات والظروف والخيارات المتعددة".
دعم فلسطين
وأكد قاسم أنّ "دعمنا لفلسطين لن يتوقف وسيكون بأشكالٍ مُختلفة وسيستمر بالطرق المُناسبة". وكذلك قال إنّ "الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المُضيفين وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى كافة".
كما شكر قاسم "رجال المقاومة في الميدان وشهداءنا الكبار الذين مهدوا لنا طريق القوة والعزة. والشكر الكبير للمفاوض السياسي المقاوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والشكر ايضا لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وللجمهورية الإسلامية في إيران والإمام الخامنئي".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها