أكدت مصادر أمنية لـ"المدن" وصول اللواء الأميركي المولج بترؤس لجنة المراقبة الخماسية لوقف إطلاق النار ورصد الخروقات، إلى لبنان وبرفقته الضابط الفرنسي عضو اللجنة، لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين، على أن يلتقيا قائد الجيش العماد جوزف عون يوم غد الجمعة. وذلك تمهيدا لتشكيل لجنة المراقبة لاتفاق وقف النار ومباشرة عملها لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي تهدد تطبيق الاتفاق.
ويترافق وصول عضوي اللجنة مع توسيع إسرائيل انتهاكاتها للاتفاق الذي تم التوصل اليه مع لبنان لوقف الحرب، وتهديدات رئيس وزراء إسرائيل بالحرب مجدداً على لبنان.
وقالت المصادر ان رئيس اللجنة وممثل فرنسا فيها سينضمان إلى ممثلي كل من لبنان وإسرائيل واليونفيل في لجنة المراقبة التي ستباشر عملها فورا لرصد الانتهاكات من الجانبين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن مشاروات أمنية سيجريها ،مساء اليوم، بشأن جميع الجبهات وقال "لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرًا".
وفي تصريح آخر للقناة 14 الإسرائيلية أعلن نتنياهو عن منحه تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للحرب في لبنان "في حال حدوث انتهاك" وقال "أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان في حالة حدوث انتهاك" معتبراً "أن خطر تسلّل حزب الله برياً لشمال إسرائيل زال لأننا هدمنا البنية العسكرية فوق الأرض وتحتها". وفي خطاب تطميني للداخل الإسرائيلي قال نتنياهو إن إسرائيل "ستستغل وقف اطلاق النار في لبنان من أجل التسلح وتصنيع السلاح بشكل واسع".
الرد بالنار
وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بأن "إسرائيل سترد بالنار على أي انتهاك من حزب الله للهدنة القائمة بين الطرفين"، وفي تقديره فإن "حزب الله وافق على الاتفاق من موقع ضعف وانعدام الخيارات، وأن قوات الجيش الإسرائيلي جاهزة للرد بحزم على أي خرق". وتابع يقول إن "سكان الشمال الإسرائيلي يطالبون بتنفيذ الاتفاق بشكل حازم، وذلك من أجل ضمان عودتهم إلى حياتهم الطبيعية"
بالموازاة، أعلنت الجبهة الداخلية في إسرائيل، اليوم الخميس، عن تغيير القيود المفروضة في منطقة الشمال، وذلك غداة سريان الهدنة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: "في ختام تقييم للوضع في قيادة الجبهة الداخلية تقرر انه سيتم رفع القيود عن التجمهر من منطقة الكرمل وحتى منطقة الوسط في كل من هاشفيلا، ياركون، دان، شارون، شومرون، مناشيه، وادي عرة، الكرمل، والوديان."
وفُرضت تلك القيود في أعقاب بدء موجة مكثفة من الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان في أيلول الماضي، ما فاقم المخاوف حينها من حدوث تصعيد خطير في الصراع المستمر منذ أشهر عبر الحدود.
وجاء ذلك مع اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "إسرائيل تمكنت من إزالة تهديد الاجتياح البري الذي كان يشكله حزب الله عند الحدود الشمالية".
التسوية مليئة بالثغرات
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ركزت اهتمامها على اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة مع لبنان، واستعرضت بعض القنوات الإسرائيلية صور عودة النازحين اللبنانيين إلى مناطقهم في الجنوب اللبناني. وأبدى محللون عسكريون امتعاضهم من النتيجة التي آلت إليها الحرب مع حزب الله، إذ قال قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي سابقا اللواء احتياط تال روسو إن التسوية مع لبنان مليئة بالثغرات. ويعتقد روسو أن قوات اليونيفيل الأممية والجيش اللبناني المفترض ليست قادرة على تفكيك قدرات حزب الله، كما أنه لا يثق بأعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) وقال إنهم ليسوا من أفضل الخبراء. من جانبه، قال عضو الكنيست عن حزب "هناك مستقبل" مائير كوهين إنه لا يوجد إصرار على خطة سياسية تبين ما الذي سيحدث في المستقبل بلبنان، ومن الذي سيكون مسؤولا هناك. ووفق كوهين، فإن نصف عدد جنود الجيش اللبناني من الشيعة والكثير منهم يعيشون بالقرى الشيعية، مشيرا إلى أنهم مقاتلون ومناصرون لحزب الله ليتساءل "فهل سيحرصون على إبعاده شمال نهر الليطاني؟".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها