تجددت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. غارات عنيفة وكثيفة نفذتها الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الإثنين الثلاثاء. وذلك بموازاة تحضير جيش العدو الإسرائيلي للبدء بعملية برّية في الجنوب، بعدما أقرّت جلسة الكابينيت خططاً عسكرية تتصل بالانتقال إلى المرحلة العسكرية الثانية في لبنان. عملياً دخلت البلاد في دوامة الحرب، على الرغم من كل المساعي والاتصالات الديبلوماسية وآخرها اتصال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، حيث أكد لهما وقوف دولة قطر إلى جانب لبنان لوقف إطلاق النار وتقديم كل ما يحتاجه في مواجهة هذه الأزمة.
غارات الضاحية
على وقع التحضيرات العسكرية الإسرائيلية للتحرك برياً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا مواقع في أحياء الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة. جاء ذلك بعد تحذير أصدره الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في منصة "إكس"، دعا فيه سكان الضاحية إلى إخلاء المباني التي تقع بالقرب من مصالح ومنشآت تابعة لحزب الله. أدرعي أوضح في منشوره أن الجيش الإسرائيلي سيستهدف تلك المواقع "بقوة" وأنه من الضروري للسكان الابتعاد عن تلك المناطق بمسافة لا تقل عن 500 متر حفاظًا على سلامتهم.
اجتماع الكابينيت
وقد صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مساء الإثنين، على "المرحلة التالية" من عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان، في جلسة عقدت لمناقشة الخطوات المقبلة في إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل؛ وتركزت المداولات حول "كيفية تحقيق أهداف الحرب وإعادة السكان إلى منازلهم دون الانزلاق إلى حرب شاملة". وذكرت القناة 12 أن الجيش الإسرائيلي عرض على الكابينيت "سلسلة من خطط العمل التي تم إعدادها مسبقًا، والتي يمكن تنفيذها فور اتخاذ القرار. هذه الخطط تتضمن سيناريوهات متعددة بمدد زمنية وأهداف مختلفة، بهدف استغلال الزخم الإيجابي الذي تحقق بعد العمليات الأخيرة في لبنان".
وأضافت القناة 12 أن "الخطط العملياتية ترتبط بأهداف الحرب، وهي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم وتعزيز الشعور بالأمان. بما في ذلك تدمير مواقع حزب الله في القرى اللبنانية الحدودية، التي تنطلق منها معظم الهجمات على البلدات الشمالية، في إطار المساعي لإعادة السكان بأمان إلى منازلهم". ومع انتهاء جلسة الكابينيت عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مشاورات أمنية مغلقة.
لا للتصريحات
وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الكابينت الأمني الإسرائيلي قد وافق على شن عملية عسكرية برية محدودة في جنوب لبنان، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن نتنياهو طلب من الوزراء عدم تسريب أي أخبار وعدم الإدلاء بتصريحات حول العملية العسكرية في لبنان. يأتي هذا القرار في خضم التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله، حيث شهدت المنطقة الحدودية مواجهات متقطعة وهجمات متبادلة بالصواريخ والقذائف. وفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن الهدف من هذه العملية هو إضعاف قدرات حزب الله العسكرية، وتحديدًا منصات الصواريخ والبنية التحتية التي يستخدمها الحزب لتنفيذ هجمات عبر الحدود.
تحريك قوات
وفيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حرّكت قوات لردع أي رد إيراني بعد تكثيف إسرائيل حملتها ضد حزب الله. أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الفرنسية بان سفينة تابعة للبحرية الفرنسية أبحرت الإثنين من جنوب شرق فرنسا للتمركز قبالة الساحل اللبناني "احترازيا" في حال اضطرارها لإجلاء رعاياها. وأوضح المصدر أنّ حاملة المروحيات البرمائية "PHA" الفرنسية التي ستستغرق "5 إلى 6 أيام" للوصول إلى المنطقة في شرق البحر الأبيض المتوسط من ميناء تولون، مجهّزة بمروحيات و"مجموعة قتالية" سيتم تعبئتها في حال اضطرارها لإجلاء المواطنين الفرنسيين.
95 شهيداً
أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان عن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة مناطق لبنانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأوضح البيان أن مجموع الشهداء بلغ 95 شخصًا، فيما أصيب 172 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. وقد توزعت الإصابات على النحو التالي: محافظة النبطية: 16 شهيدًا و55 جريحًا. محافظة الجنوب: 52 شهيدًا و43 جريحًا. محافظة البقاع: 7 شهداء و22 جريحًا. محافظة بعلبك الهرمل: 16 شهيدًا و48 جريحًا. العاصمة بيروت: 4 شهداء و4 جرحى.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها