الثلاثاء 2024/10/01

آخر تحديث: 17:50 (بيروت)

اسرائيل تزعم العثور على خريطة للحزب لاحتلال الجليل

الثلاثاء 2024/10/01
اسرائيل تزعم العثور على خريطة للحزب لاحتلال الجليل
إسرائيل تزعم الدخول بريًّا إلى لبنان والحزب ينفي (Getty)
increase حجم الخط decrease

قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، اليوم الثلاثاء، إنّ "الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 700 هدف على الحدود مع لبنان ونفذنا عشرات العمليات البريّة منذ بداية الحرب من أجل تدمير قدرات حزب الله في القرى المحاذية للحدود". وأضاف هغاري أنه "من الجائز إطلاق رشقات صاروخيّة أخرى إلى وسط إسرائيل". وتابع أنّه "بالإمكان القول الآن إنه بفضل معلومات استخباريّة جمعناها طوال سنين كثيرة، نفذنا في الأشهر الأخيرة قرابة 70 عملية برية في الأراضي اللّبنانيّة بهدف تحييد وتدمير قدرات حزب الله في القرى والمناطق المحاذية للحدود".

وأردف أن "جنود الجيش الإسرائيليّ، وفي مقدمتهم وحدات خاصة، تجاوزوا الحدود عشرات المرات ودخلوا إلى مناطق قتال حزب الله، وجمعوا معلومات استخباراتيّة ودمروا بنية تحتية؛ وعثرت القوات الإسرائيليّة في موقعٍ عسكريّ لحزب الله في جنوب لبنان على خريطة، تظهر فيها بلدات إسرائيليّة وأهدافًا لمهاجمتها"، وأن حزب الله "خطط لتسليمها لعناصره عندما يصدر الأمر، في إطار خطته لاحتلال الجليل". وأضاف أن الخريطة تشمل "علامات لبلدات وأهداف خطط حزب الله لاحتلالها. وأدّت عملياتنا طوال الحرب إلى استهداف شديد جدًا لقدراتهم لمنع تنفيذ ذلك". وادعى هغاري "أننا نثبت أن حزب الله يخرق بشكل فظّ القرار 1701 للأمم المتحدة، وهذا قرار كان العالم ولبنان ضامنين له، وفشلوا بإنفاذه".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيليّة عن رؤساء سلطات محلية في شمال إسرائيل قولهم إنهم تلقوا معلومات بشأن الاستعداد الذي يستمر عدة أشهر خلال اجتياح لبنان، لكن هغاري في إجابته على سؤال حول ذلك، رفض تحديد مدة الاجتياح. وقال في هذا السياق إنه "نتطلع إلى تنفيذ ذلك (أي الاجتياح) سريعًا وبشكلٍ جذريّ، ونوسع حجم التدمير والتحييد. ولن نكشف أين وكم من الوقت سنعمل. وأوضحت دولة إسرائيل أنه ستكون عواقب لهجمات حزب الله. ولا توافق أي دولة ذات سيادة على تواجد منظمة قاتلة عند حدودها".
كما زعم أن القوات الإسرائيلية اكتشفت في بعض هذه الأنفاق خططاً لاقتحام الجليل. وعرض مقطع فيديو التقطه جنود إسرائيليون في نفق أسفل منزل في بلدة كفركلا اللبنانية، على حد قوله.

التوّغل البري
وفي الوقت الذي استهدفت فيه غارات إسرائيليّة بلدتي الخيام وميس الجبل جنوبي لبنان، فضلًا عن بلدتي عين بورضاي ورسم الحدث بالبقاع شرقي البلاد، قال الجيش الإسرائيليّ إنّه قرر تعبئة 4 ألوية احتياط وقوات إضافيّة للمهام العملياتيّة في القطاع الشماليّ، وفق بيان صادر عنه، زاعمًا أن "هذا من شأنه أن يسمح باستمرار النشاط العملياتي ضد منظمة حزب الله الإرهابية وتحقيق الأهداف العملياتية، بما في ذلك العودة الآمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم".

وأوضح مسؤولون إسرائيليون لشبكة CNN أن العملية البريّة الّتي تنفذها قواتهم في جنوب لبنان محدودة النطاق، وأكدّوا أنه لن يكون هناك "احتلال طويل الأمد" للمناطق المستهدفة. رغم ذلك، رفض المسؤولون تحديد مدّة استمرار العملية أو مدى العمق الذي ستتوغل فيه القوات الإسرائيليّة داخل الأراضي اللبنانية. وأشار المسؤولون إلى أن الهدف الأساسي للعملية هو إزالة "التهديدات المباشرة" التي تشكلها عناصر حزب الله، خاصة تلك المرتبطة باحتمال تسلل مقاتلي الحزب إلى شمال إسرائيل. وأوضح أحد المسؤولين أن بلاده لا تخطط للبقاء في لبنان لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن العملية تهدف إلى تحقيق أهداف محددة دون احتلال دائم للجنوب اللبناني.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تقديرات الجيش هي أن "الاجتياح البري في جنوب لبنان سيستمر أسابيع معدودة، من أجل استكمال مهمة تدمير وتحييد بنية وحدة الرضوان في القرى". وفي سياقٍ متصل، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، "إننا نوسع عملية الجيش الإسرائيليّ وندمر ذراع الرضوان، وهذا تعبيرُ هامّ عن إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، ونحن نغير الوضع الأمني من أوله إلى آخره"، حسب بيان صادر عن مكتبه.

ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول إسرائيليّ كبير قوله، اليوم، إن "العملية البرية بدأت في منطقة محدودة في الجزء الشرقي من الحدود وستستمر تدريجيًا في أجزاء أخرى. والفكرة هي إنشاء "حزام أمني" على الجانب اللبناني من الحدود، لن يتمكن من دخوله سوى الجيش اللبناني أو قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – يونيفيل". وأضاف أنه "ليس لدينا أي نية للغرق في الوحل اللبناني. سندخل وسنخرج في النهاية. هذه عملية تكتيكية محدودة في الوقت والنطاق".

وحسب منشور للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، طالب الجيش الإسرائيليّ سكّان عشرات القرى في جنوب لبنان "بإخلاء بيوتكم فورًا. كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر. أي بيت يستخدمه حزب الله لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه". وتبين أن بين هذه القرى كتلك التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود، وطالب الجيش الإسرائيلي سكانها "بالتوجه فورًا الى شمال نهر الأولي. انتبهوا ممنوع عليكم التوجه جنوباً. اي توجه جنوبًا قد يعرض حياتكم للخطر".
بالمقابل، أعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن "لا صحة لادعاءات العدو الصهيوني الكاذبة عن وجود أسلحة أو مخازن أسلحة في المباني المدنية، ‏ومن بينها مبنى قناة الصراط التي استهدفها بالقصف في الضاحية الجنوبية أمس".

الردّ الإيرانيّ
وفيما نقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية وجود حالة تأهب قصوى في إسرائيل عقب توقع هجوم من إيران. قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض أنّه "لدينا مؤشرات تدل على أن إيران تستعد لشنّ هجومٍ صاروخيّ باليستي على إسرائيل قريبًا. وأي هجوم عسكري مباشر من إيران على إسرائيل سيخلف عواقب وخيمة على طهران. ندعم بنشاط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني المرتقب".

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع بوليتيكو الأميركي إن مسؤولين كباراً في الإدارة الأميركية أبلغوا إسرائيل "سراً" أن الولايات المتحدة ستدعم تكثيف الضغوط العسكرية ضد حزب الله، على الرغم من حثّها علناً الحكومة الإسرائيلية على الحد من ضرباتها، فيما يصف مسؤولون أميركيون عمليات إسرائيل في لبنان بأنها "لحظة تاريخية ستعيد تشكيل الشرق الأوسط للأفضل لسنوات قادمة". وأكد مسؤولون أميركيون لـ"بوليتيكو"، أمس الاثنين، أن المستشار الرئاسي عاموس هوكشتاين ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، أبلغا كبار المسؤولين الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة أن الولايات المتحدة وافقت على استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واسعة النطاق لتحويل التركيز العسكري الإسرائيلي إلى الشمال ضد حزب الله "من أجل إقناع الحزب بالانخراط في محادثات دبلوماسية لإنهاء الصراع".

هذا في وقتٍ أفادت فيه وسائل إعلام فلسطينية بسماع دوي انفجارات قوية ومتتالية في عدد من المدن والمستوطنات والمناطق شمال فلسطين المحتلة، في وقت تحدثت وسائل إعلام تابعة لحزب الله عن دوي صافرات الانذار في عشرات المستوطنات الإسرائيلية على امتداد المساحة الممتدة من رأس الناقورة حتى شمالي حيفا، بعد إطلاق صلية صاروخية باتجاه الجليل الغربي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها