المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي مستمرة، بمعزل عن انتظار موعد ردّ الحزب على اغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر. يوسّع حزب الله نطاق نيرانه لتشمل مستوطنات جديدة. ليل السبت الأحد كان الأعنف. إذ شنّت المقاتلات الإسرائيلية 5 غارات متتالية على كفركلا، ما أدى إلى تدمير خمسة منازل بالكامل. كما واصلت قوات الاحتلال عمليات القصف التي طالت القرى الحدودية، بالإضافة إلى القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق. كما أطلق فجراً نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه بلدة عيتا الشعب.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة الطيبة جنوب لبنان، لتطال محطة كهرباء في مشروع مياه الطيبة. وأدى ذلك إلى اشتعال النيران في المحطة وانقطاع المياه عن عشرات البلدات المستفيدة من المشروع.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بعد ظهر اليوم الأحد، بأن "مصنعاً في كريات شمونة في الجليل الأعلى تعرّض لإصابة مباشرة بصاروخ أطلق من جنوب لبنان". كما أفيد عن إطلاق 3 صواريخ باتجاه موقع إسرائيلي في مزارع شبعا جنوبي لبنان.
50 صاروخاً
في المقابل، أطلق حزب الله حوالى 50 صاروخاً باتجاه مستوطنة بيت هلل. كما أعلن الحزب أنه استهدف التجهيزات التجسسية في موقع راميا، وحقق إصابات، ما أدى إلى تدميرها. وقال الحزب في بيان له، إن "المقاومة الإسلامية أدخلت على جدول نيرانها المستعمرة الجديدة بيت هلل وقصفتها لأول مرة بعشرات صواريخ الكاتيوشا". وأضاف البيان أن ذلك يأتي "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصاً الاعتداءات التي طالت قريتي كفركلا ودير سريان وإصابة مدنيين".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله في منطقة مرجعيون، في جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: "قصف سلاح الجو الإسرائيلي منصة إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله وبنية تحتية إضافية في منطقة مرجعيون في جنوب لبنان"، مشيرًا إلى أن "ذلك يأتي ردًا على إطلاق حزب الله نحو 30 قذيفة صاروخية من جنوبي لبنان". وأضاف: "أطلقت مدفعية جيش الدفاع الإسرائيلي النار لإزالة التهديدات في منطقة العديسة"، مشيراً إلى أنه "بعد سماع صفارات الإنذار في شمال إسرائيل خلال الليل، تم رصد نحو 30 قذيفة انطلقت من لبنان، واعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي معظمها".
حرب حتمية أو مستبعدة؟
ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن "حزب الله يبحث عن فرصة لشن هجوم كبير في إسرائيل، لن يقتصر على الأهداف العسكرية". بينما ترى تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تسعى إلى استعادة صورة الردع من خلال التركيز على عمليات الاغتيال. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية: "في نظر جيران إسرائيل، وخصوصاً قوى المحور الإيراني، فقد فقدت إسرائيل خلال الأشهر الـ10 الأخيرة جزءاً كبيراً من صورتها، وما يجري حالياً عبر الاغتيالات هو إعادة ترميم هذه الصورة جزئياً، والقول إن إسرائيل هي دولة تمتلك القدرات والاستخبارات".
ومما يقوله المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون: "من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، فإنه يجب شنّ حملة عسكرية ضدّ لبنان"، "أنت بحاجة إلى إعادة سكان الشمال، ولهذا تحتاج إلى الاستعداد ذهنياً وعملياً للحرب، ومواجهة حزب الله في لبنان، لأنه التنظيم اللبناني أكثر خطورة، وبالتالي يجب التعامل معه". أما صحيفة يديعوت أحرونوت فنقلت عن خبراء عسكريين قولهم: "إن إسرائيل وحزب الله غير مهتمين بحرب شاملة، وذلك رغم الهجمات المُتصاعدة والمستمرة بينهما.
فرقة غزة إلى لبنان
في المقابل أشارت صحيفة معاريف إلى استعداد انتقال قادة عسكريين من غزة إلى جنوب لبنان، وأفادت الصحيفة أنه "جرى تكليف قائد الفرقة 252، العميد موران أومر، بقيادة الفرقة 36 الكبيرة التي ستقوم بالعملية العسكرية ضد حزب الله في لبنان"، مشيراً إلى أن "أومر كان المسؤول عن تدمير البنية التحتية لحماس في غزة". ومن المقرر أن يتولى أومر بعد أيام قليلة منصبه الجديد كقائد للفرقة 36، وهي أكبر فرقة نظامية في الجيش الإسرائيلي، فيما من المُفترض أن تقوم بعملية داخل لبنان ضدّ حزب الله. ووفقاً لـ"معاريف"، يشير أومر إلى أن الحرب مع لبنان وشيكة، لافتاً إلى أنه "في الشمال مع لبنان، هناك تحدّ كنا نستعدّ له منذ سنوات عديدة وليس فقط هذا العام"، وقال: "سنفعل كل ما يتطلبه الأمر والفرقة 36 ستقودُ ذلك".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها