في المقابل نفذ حزب الله سلسلة عمليات مستهدفاً مواقع إسرائيلية بينها، حدب يارين، العباد، شتولا، الراهب، تلة الكرنتينا. كما أطلق الحزب مسيرة باتجاه حقل كاريش، وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن سفينة حربية من طراز "ساعر 6" اعترضت "مُسيّرة كانت في طريقها من الأراضي اللبنانية إلى المياه الاقتصادية الإسرائيلية". وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المسيرة كانت في طريقها إلى حقل كاريش للغاز.
وأجرى الجيش الإسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا من مرابضه في مستعمرة المطلة. وكان الطيران الحربي والمسيّر أغار على بلدة مركبا بعد منتصف الليل، مستهدفاً منزلاً من دون وقوع إصابات، وعلى بلدة رب ثلاثين فجراً قرب حسينية البلدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضاً عن اعتراض طائرة مسيّرة عبرت من لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي، حيث سبق ذلك غارات شنّتها مقاتلات إسرائيلية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، بينما استهدفت مسيّرة إسرائيلية مركبة بين ميس الجبل وشقرا. ودوت صافرات الإنذار عدة مرات في عدة بلدات إسرائيلية حدودية، لتحذر من إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية ومسيرات، وكذلك لتنذر من سقوط شظايا الصواريخ الاعتراضية.
أيّام قتالية
بالعودة إلى الضربة الإسرائيلية المرتقبة، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن "الردّ على حزب الله سيكون محدوداً لكنّه ذو مغزى". ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نريد إيذاء حزب الله، لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة، وأن إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان".
وقد حذّر مسؤولون أميركيون نظراءهم الإسرائيليين من الانخراط في حرب واسعة مع حزب الله، وأعرب مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن وموفده الخاص إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين عن قلقه من أن تهاجم "إسرائيل" العاصمة اللبنانية بيروت، بحجّة الحادث في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ. معلّق الشؤون السياسية باراك رافيد، في موقع "والا"، ذكر ذلك نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أشار إلى أن موقف هوكشتاين جاء خلال اتصال هاتفي بوزير الحرب يوآف غالانت.
ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن هوكشتاين أكد لغالانت أن لـ"إسرائيل" الحق في "الدفاع" عن النفس، لكن عليها فعل ذلك بطريقة لا تؤدي إلى تصعيد أكبر، ولا تلحق الضرر بالمدنيين. ولفت المسؤول الإسرائيلي أيضًا إلى أن هوكشتاين أخبر غالانت أنه إذا هاجمت "إسرائيل" بيروت؛ قد يخرج الوضع عن السيطرة. بالموازاة، تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفيًا مع رئيس وزراء العدو بنامين نتنياهو، وقال إن بلاده ملزمة بالعمل لمنع التصعيد بين "إسرائيل" ولبنان، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه.
جاهزية الموانئ الإسرائيلية
من جهته، أفاد موقع "إسرائيل نيوز 24" أنه ضمن الاستعداد لسيناريو حرب في الشمال، قامت وزيرة المواصلات في إسرائيل ميري ريغيف ومدير عام وزارة المواصلات موشيه بن زاكين بجولة في موانئ أشدود والجنوب يوم أمس، وتفقّدا عن كثب جاهزية الموانئ لاستخدامها بديلًا عن استقبال السفن في حال تدهورت الأوضاع الأمنية في الساحة الشمالية.
وفي أثناء جولة في الموانئ، اطلع مديرو الموانئ المديرَ العام لوزارة المواصلات موشيه بن زاكين على تقويمهم لاستقبال السفن في حال وقوع هجوم صاروخي على مدن شمال الأراضي المحتلة وفي حال سيناريو الظلام، وذلك في ظل الأهمية الاستراتيجية لموانئ أشدود. كذلك اطّلع المدير العام للوزارة عن كثب على استقلالية الموانئ في مجال الطاقة، وعلى عمليات تلقي المساعدة الأمنية من الولايات المتحدة وروتين الطوارئ للموانئ في حماية المواد الخطرة التي يجري نقلها مع إجراءات أمنية مشددة للمرافق.

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها