إسرائيل تعلن استهداف قوة الرضوان.. و"الحزب" يتوّعد وينعى شهداء

المدن - لبنانالخميس 2024/02/15
GettyImages-2003750438.jpg
سيتقدم لبنان بشكوى جديدة عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
ثمانية شهداء هي حصيلة الاعتداء الإسرائيلي على مبنى في النبطية مساء الأربعاء. بينهم نساء وأطفال. استمرت عمليات رفع الأنقاض حتى ساعات الصباح، فيما تشير بعض المعلومات إلى سقوط شهيد لحزب الله، كان قد استُهدف من قبل في مدينة النبطية أيضاً، بالقرب من تمثال حسن كامل الصباح، وهو علي الدبس، والذي -حسب المعلومات- كان موجوداً في المبنى الذي استهدف، وقد نعاه حزب الله وهو مواليد عام 1976 من بلدة بلاط وسكان بلدة زبدين في جنوب لبنان. وحسب المعلومات أيضاً، فهو أحد المسؤولين عن الملف الفلسطيني في الحزب. كما نعى حزب الله الشهيد المجاهد حسن ابراهيم عيسى "كرار" مواليد عام 1997 من بلدة حومين التحتا في جنوب لبنان، ونعى الحزب أيضاً كل من: حسين أحمد عقيل "أبو عقيل" مواليد عام 1988 من بلدة الجبين. ناصر أحمد سعد "أبو مهدي" مواليد عام 1961 من بلدة عيتا الجبل في جنوب لبنان. حسين علي نور الدين "مهدي" مواليد عام 2004 من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان. عبد الكريم محمد علي سمحات "جعفر" من بلدة عيناثا في جنوب لبنان، وعباس علي مهدي "لواء" مواليد عام 1978 من بلدة العيشية، ليرتفع عدد شهداء حزب الله إلى 7 شهداء خلال 24 ساعة. 

وحدة "الرضوان"؟
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره مساء اليوم، إنه "تم خلال ليل أمس الأربعاء، تصفية قائد مركزيّ لوحدة الرضوان، علي محمد الدبس، مع نائبه حسن إبراهيم عيسى، وعنصر آخر". وأضاف أن الدبس "كان أحد موجّهي العملية عند مفرق مجدو في آذار 2023. وقد قاد وخطّط ونفّذ العديد من الأنشطة الإرهابية ضد دولة إسرائيل، ولا سيما خلال الحرب". وذكر أنه تم تنفيذ عملية الاغتيال "من خلال هجوم شنته طائرة مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي، على مبنى عسكريّ تابع لمنظمة حزب الله في النبطية". ولفت إلى أن طائراته "قصفت في الساعات الأخيرة، مبنى عسكرياً لمنظمة حزب الله الإرهابية في منطقة بليدا، كما هوجم مبنى عسكري آخر للمنظمة في منطقة مارون الراس".

حزب الله توعد بالردّ العنيف والقاسي على هذا الاعتداء، فيما واصل الإسرائيليون عمليات قصفهم منذ صباح الخميس. فشنوا أكثر من عشر غارات على منطقة وادي السلوقي، كما قطعت الطريق بين حولا وشقرا بسبب عمليات القصف. وفي رد أولي ‌‏على مجزرتي النبطية والصوانة هاجم ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 17:55 من بعد ‌‏ظهر يوم الخميس 15-02-2024 ‏ مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا".‏

وتمكنت فرق الإسعاف والإغاثة، بعيد منتصف الليل، من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تم سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة، الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي، وابنتاه أماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتم نقلهم إلى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي أمل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تم نقل صهر برجاوي علي عامر وأكثر من 6 أشخاص جرحى إلى المستشفيات في النبطية للمعالجة.

وأحدثت الغارة أضراراً جسيمة في المبنى المؤلف من 3 طبقات، ومن ضمنه الشقة المستهدفة. وبات المبنى آيلاً للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة فيه. كما تضررت الأبنية المجاورة والسيارات المركونة في الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف. وتعمل فرق الإسعاف من الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية وإسعاف النبطية وكشافة الرسالة الإسلامية والصليب الاحمر في المنطقة المستهدفة، طوال الليل وحتى ساعات هذا الصباح.

اليونيفيل..
وتعليقاً على ما حصل أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي: "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحولاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق". وأشار إلى أن "تفاقم النزاع أودى بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص، بما في ذلك، وبشكل مأساوي، أرواح الأطفال. كما تسبب بأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية العامة، وعرّض سبل عيش الآلاف من المدنيين للخطر"، مؤكداً أن "الهجمات التي تستهدف المدنيين تعتبر انتهاكات للقانون الدولي وتشكل جرائم حرب. إن الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد".

وشدد على ضرورة "تكثيف الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار، والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين بالقرب من الخط الأزرق"، لافتاً إلى أن "اليونيفيل تواصل العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات، ويواصل حفظة السلام عملياتهم على الأرض على الرغم من التحديات التي يواجهونها".

ميقاتي: شكوى إلى مجلس الأمن
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دان العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان، والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين، لا سيما ما حصل ليل أمس في النبطية، حيث استشهد سبعة اشخاص من عائلة واحدة بالقصف الاسرائيلي وقال: "إزاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي. أضاف: في الوقت الذي نشدد على التهدئة وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بعدم التصعيد، نجد العدو الاسرائيلي يتمادى في عدوانه، مما يدفعنا إلى طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدو. وأشار إلى أنه إزاء تصاعد العدوان طلبت من وزير البيئة الدعوة إلى اجتماع عاجل لهيئة الطوارئ الوطنية لمواكبة الوضع. كما اطلعت من وزير الصحة على الواقع الصحي والاستشفائي في الجنوب والخطوات العاجلة المتخذة.

بري و"العدوان الجبان"
رئيس مجلس النواب نبيه بري، دان أيضاً المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل ليل أمس في مدينة النبطية، والتي ذهب ضحيتها أكثر من ثمانية شهداء وعدد كبير من الجرحى جلهم من النساء والأطفال. وتابع بري: "مجزرة جديدة يضيفها المستويان السياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي إلى سجله الحافل بالقتل والإرهاب وحروب الإبادة من خلال العدوان الجبان الذي استهدف الآمنين في مدينة النبطية"، لافتاً إلى أن "تلك المجزرة التي إرتُكبت مع سبق الإصرار والترصد، إن دلت على شيء إنما تدل على الطبيعة العدوانية والعنصرية لهذا العدو، الذي لم يعد خافياً أنه على نقيض في أدائه ونهجه مع كل ما هو إنساني، وأن بنك أهدافه المعلن والخفي هم المدنيون وكل مقومات الحياة في وطننا ومنطقتنا".

وشدد بري على أن "الدماء التي أزهقت في النبطية وقبلها في حولا والصوانة وعدشيت هي برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، لا لتدين وتستنكر إنما لتتحرك بشكل عاجل وفوري لوقف آلة القتل الاسرائيلية وكبح جماح قادة كيان الإحتلال الذين يأخذون المنطقة نحو حرب لا يحمد عقباها".

الحزب وإسرائيل
من جهته أعلن حزب الله أنه سيرد بعنف على استهداف المدنيين، وأن الإعتداءات الإسرائيلية لن تمر من دون رد قاس، وأعلن انه "استهدف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة ‏المناسبة وأصابها إصابة مباشرة".‏ كما أعلن استهداف موقع الراهب وثكنة زبدين. كما أعلن الحزب عن استهدافه لموقع السماقة في مزارع شبعا بثلاثة صواريخ، بالإضافة الى استهداف التجهيزات التجسسية في موقع المرج.

في المقابل، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه يشن عبر طائراته الحربية عمليات قصفت لبنى تحتية لحزب الله في منطقة اللبونة ووادي السلوقي. كذلك أطلق الجيش الاسرائيلي وابلًا من القنابل الحارقة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان وعيتا الشعب. كما حلّق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى قضاء صور وبنت جبيل. وأطلقت القوات الاسرائيلية القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق. وقد سجل نهار أمس تطوراً لافتاً على الجبهة الجنوبية حيث قصف الطيران الحربي الاسرائيلي قرى وبلدات جنوبية لم تتعرض للقصف منذ بداية الأحداث.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث