السنيورة ووفد سنيّ يجول في "أقبية الكسليك": لامركزية الطائف

حضر الوفد إلى الكسليك ظهراً، وقد سبقهم الدكتور فارس سعيد، لمناقشة الورقة التي تحضّرها الجامعة حول اللامركزية الإدارية، والتي كانت قد سلّمت للرئيس السنيورة وللفاعليات السياسية لمناقشتها وإبداء الرأي حولها.

بعد صلاة جامعة وغداء، خاض الطرفان غمار الحوار حول اللامركزية، وضمناً، غمار اكتشاف "الآخر"، كما يقدّم نفسه من دون أحكام مسبقة.
بعد مداخلة قصيرة، غادر الدكتور سعيد لدواع صحية. وانصرف الفريقان إلى بحث أولي، قد يكون أهم ما فيه الانطباع الذي خرج منه الطرفان أحدهما عن الآخر.

النقاش، الطائف، الانفتاح..
ارتسم الرضى على وجوه الوفد وهو يسمع الرهبان والخبراء يؤكدون أن مشروعهم للامركزية مستوحى من اتفاق الطائف وتحت سقفه.

وسُرّ الرهبان والخبراء بتفهّم الوفد لوجوب البحث جديّاً بتطبيق اللامركزية، والانفتاح على نقاش "فعّال"، كما وصفه السنيورة.

لمس الوفد أن "الجامعة والرهبنة ضد كل مشاريع التقسيم والفدرلة. وهي تبدي حرصاً واضحاً للعمل على الحفاظ على وحدة لبنان". لذلك اتفقا على استكمال النقاش.

وشرحت الجامعة أنها "ستستكمل العمل على اللامركزية وتفصّل بنودها وآليات تطبيقها، آخذة بعين الاعتبار المصلحة الوطنية اللبنانية أولاً، وملاحظات كل الأطراف السياسيين. المهم أن نصل إلى تفعيل وحدات لامركزية قادرة بالنهوض بالمهام التي تخدم الناس وتطور الانماء".

لم يدخل الفريقان بالأمور التقنية. كان تأكيد على المشتركات والخطوط العريضة، وكيفية العمل على إنماء كل المناطق اللبنانية.

في "أقبية الكسليك"
بعد اللقاء جال الرئيس السنيورة والوفد المرافق على "أقبية الكسليك". هناك شاهدوا العمل الدؤوب على ترميم الكتب والمخطوطات القديمة، ومن بينها نسخة قديمة من القرآن التي يُعمل عليها منذ نحو أربعة أشهر.
وأثناء التجول في أروقة المكتبة الشاسعة ومحفوظاتها النادرة، أطلع الرهبان الوفد على إحدى الخرائط القديمة لبيروت التي تعود للعام 1920، فسأل الرئيس السنيورة عن إمكانية الحصول على نسخة رقمية منها، فوعدوه بإرسالها له.

وجدد الرهبان التأكيد على حرصهم، من خلال أرشيفهم الكبير ومخطوطاتهم، على حفظ إرث لبنان، كل لبنان بكل طوائفه ومناطقه.

كان لقاء اليوم الخطوة الأولى في مسيرة طويلة بين الطرفين، قد يكون أبرز نتائجها إسقاط بعض الأفكار المسبقة أو التي تجاوزتها الأحداث والأيام، والعمل على تطبيق أحد أهم بنود الطائف: اللامركزية.