وقال باسيل: "الأولويّات الرئاسية هي خريطة إنقاذ. تعالوا نتحاور فيها ونلتزم بما نتّفق عليه، مثلما نفعل راهناً مع حزب الله. تعالوا إلى حوار حقيقي، حوار غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس. يأخذ شكل مشاورات وتباحثاً ثنائياً وثلاثياً ومتعدّد الأطراف، من رؤساء الأحزاب أصحاب القرار، لا ممثلين عنهم، بمكان محصور وزمان محصور وموضوع محدّد، يؤدي إلى انتخاب رئيس إصلاحي بمواصفات إصلاحية، على أساس البرنامج الاصلاحي المتّفق عليه. رئيس بتجربته وسلوكه يملك مشروعاً لتحديث الدولة، ويحمل رؤية وطنية، ومشبّع بمعرفة لبنان وخصوصيّاته وقوانينه ودستوره؛ رئيس لا يستحي مستقبله من ماضيه، ويكون صاحب قيم ومبادئ. رئيس يفهم الطوائف ويلجم الطائفية، رئيس متصالح مع نفسه، وقادر على مصالحة اللبنانيين مع أنفسهم ومصالحة لبنان مع محيطه العربي والمشرقي ومع العالم. رئيس يفهم اللامركزية على حقيقتها كحاجة إنمائية، لا تقسيم ولا فدرلة.. بل مشروع إصلاحي تنموي. رئيس يفهم الصندوق الائتماني على حقيقته بأنّ ممتلكات الدولة ليست للبيع، بل للحفاظ عليها ولتكبير الإيرادات ورفع مستوى خدمة الناس؛ هو طريق للخروج من الانهيار، لا الاستمرار فيه وابتلاع ما تبقّى من الدولة".
اللامركزية والصندوق
أضاف: "إذا الغرب يريد فرض رئيس عليكم بخلاف الدستور، فخذوا منه على الأقل التزام علني برفع الحصار عن لبنان. والأهم طالبوا بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين إلى بلدهم، مثلما نطالب مسبقاً باللامركزية والصندوق مقابل مرشّحهم.. ولنتعهّد علناً أنّه في حال تعذّر علينا، بسبب ضيق الوقت، إقرار قانوني اللامركزية الموسّعة والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية، نلتزم باقرارهما كأولوية بالعهد الجديد. هذان القانونان حماية حقيقية لوحدة لبنان وتحقيق فعلي للتنمية والازدهار. فالنظام المركزي حوّل لبنان لمناطق نفوذ للسياسيين، وصارت منازل الطوائف أقوى من البيت اللبناني. اختبرنا نظام المركزية الزائفة التي اضعفت وحدة الدولة لمصلحة فيديرالية الطوائف. هذا النظام بحقيقته نظام فساد وتسلّط ومحاصصة؛ قسّم الناس ورهن حقوقهم بالولاء للزعماء، ووضع اللبنانيين بمواجهة بعضهم البعض، وباعد بينهم لدرجة أن البعض راح يتخيّل انّ الحل هو بالانفصال. هذا نظام غذّى خطاب التحريض والتخويف من الآخر".
وأردف: "تعالوا نختبر اللامركزية الإنمائية، فهي ليست انسلاخاً ولا انفصالاً، بل هي انماء وعدالة تنمويّة؛ هي جزء من الحل، صحيح، وليست كل الحل. الحل المتكامل يعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي إداري ومالي. اللامركزية تثبّت الناس بأرضهم وتفعّل قدراتهم وتحفّز عقولهم وطاقاتهم. وبفعل الشفافية، تمنحهم القدرة على محاسبة من يتولى مسؤولية الإدارة. والصندوق الائتماني يجعل أصول الدولة وممتلكاتها ومرافقها بأمان. هو مشروع أولاً لإحصائها ومعرفة قيمتها، ومن ثم إدارتها واستثمارها لزيادة قيمتها وزيادة عائداتها، فتكون رافداً لتكبير حجم الاقتصاد ورافعة للدولة لا عبئاً عليها".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها