أقفل أسبوع اشتباكات مخيم عين الحلوة على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعد لقائه وفدين من حركتي فتح برئاسة عزام الأحمد، وحماس برئاسة موسى أبو مرزوق.
الاتفاق الجديد لا يخرج عن مضمون الاتفاقات السابقة، لجهة التثبت من التزام طرفي الاشتباكات، أي فتح والمجموعات الإسلامية المسلحة، بوقف اطلاق النار، والمباشرة فوراً بالعمل على سحب مسلحي الطرفين من مجمع المدارس التابع للأونروا، والواقع في منطقة التماس بين البركسات (معقل فتح) وحي الطوارئ (معقل هذه المجموعات)، ووضع آلية محددة لمتابعة ملف تسليم المتهمين بعملية اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه وعبد فرهود، والتي كانت سبباً في اندلاع الاشتباكات في جولتها السابقة نهاية تموز الماضي. وبالتالي، سيمر هذا الاتفاق كما سوابقه باختبار الساعات والليلة الأولى لمدى جدية الطرفين بالالتزام به.
عون في صيدا
واتى هذا الاتفاق بعد ساعات قليلة على تسجيل تطور ميداني مهم، حمل أكثر من دلالة، وتمثل بانتقال قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى صيدا، وتفقده وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة، واطلاعه من كبار الضباط على صورة الوضع الميداني في عين الحلوة وجواره.
وحسب بيان قيادة الجيش، فقد تفقد عون لواء المشاة الأول، حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب-صيدا، واجتمع بالضباط والعسكريين، واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة. ونوه العماد عون بصمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خصوصاً خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء".
ورأت أوساط مطلعة في إطلالة العماد جوزيف عون على صيدا ومخيم عين الحلوة، في هذا التوقيت بالذات، رسالة دعم معنوية قوية للمدينة كما للعسكريين المرابطين في مراكز الجيش في المنطقة، وتأكيداً لحضور هيبة الدولة الأمنية، والتي تفتقدها المدينة وجوارها، بسبب ما تعانيه جراء ما يجري في المخيم.
الا أن البعض ذهب في قراءة جولة قائد الجيش على تخوم عين الحلوة إلى اعتبارها خطوة استطلاعية لتفقد جهوزية كافة الوحدات العسكرية المنتشرة في المحيط، بحال استدعت التطورات الميدانية المتسارعة في المخيم أي رد أو تدخل من قبل الجيش اللبناني.
وأعقب زيارة العماد عون لصيدا استقدام الجيش اللبناني قوة كبيرة من فوج المغاوير إلى المدينة، وتعزيز إجراءاته الأمنية في محيط مخيم عين الحلوة.
يوم الاشتباكات الثامن
في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات في عين الحلوة لليوم الثامن. وسجل إطلاق المزيد من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، وتبادل الرشقات الرشاشة، والتي ارتفعت وتيرتها خلال ساعات ما بعد الظهر، خصوصاً بالتزامن مع تشييع عدد من قتلى الاشتباكات.. قبل أن يشهد المخيم بدءاً من الرابعة عصراً هدوءاً حذراً لم يدم طويلاً. فعاد محور جبل الحليب-حطين والبركسات-الطوارئ ليشتعل مجدداً بعد دقائق على الإعلان عن التوصل لاتفاق جديدعلى وقف إطلاق النار.
ونعت حركة فتح خمسة من مقاتليها الذين قضوا في اشتباكات المخيم، شيعوا في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، وهم: محمد سامي مليحة، جلال صالح عبد الله، شادي زيد عثمان، وسام فايز بدر، عبد الرؤوف محمد حسين.
كما شيع تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح قائده العسكري خالد أبو النعاج، وأحد عناصره بلال عويد.
وكانت حصيلة الاشتباكات قد ارتفعت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية إلى 17 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً.
وطاول رصاص القنص وشظايا بعض القذائف المنفجرة أجواء مدينة صيدا ومحيطها، في وقت استمر إقفال سراياها الحكومي كما تعليق الدروس في كليات الجامعة اللبنانية-صيدا.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها