الأربعاء 2023/09/13

آخر تحديث: 18:36 (بيروت)

ملفات المنطقة تتقاطع في عين الحلوة:فتح تطلب مؤازرة الدولة

الأربعاء 2023/09/13
ملفات المنطقة تتقاطع في عين الحلوة:فتح تطلب مؤازرة الدولة
الأحمد يصف معارك عين الحلوة بمخطط استخباري لدولة اجنبية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لم يعد السؤال الذي يفرض نفسه حول المنحى الذي يتجه اليه الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة هو هل يتم التوصل لتثبيت وقف اطلاق النار، او هل تنجح المساعي المبذولة فلسطينياً ولبنانياً في الضغط باتجاه تسليم المتهمين باغتيال قائد امن فتح الوطني العميد أبو اشرف العرموشي؟ فالتطورات الميدانية المتسارعة تجاوزت مفاعيل السؤال الأول بعدما أسقط اشتعال جبهات المخيم مجدداً بعد ظهر الأربعاء آخر اتفاق تم التوصل اليه بهذا الخصوص، وأسقط قبله جدوى السؤال الثاني وهو التسليم فجاء الرد مباشرة من هذه الجبهات وبالقذائف والنيران. 

جولات أكثر عنفاً
لكن لم يكن التطور الميداني الجدّي وحده المؤشر لذهاب الوضع في المخيم بعد أسبوع على بدء الاشتباكات الى جولات جديدة تبدو هذه المرة اكثر عنفاً ولا احد يعرف مداها الزمني او الجغرافي، اذ سبقه اكثر من تطور ولقاء وموقف على خط تحديد الخيارات المتاحة في مقاربة هذا الوضع بواقعية ، وكيفية التعامل معه .

فقد كان يفترض بالإتفاق على تثبيت وقف اطلاق النار والذي توصلت اليه حركتا فتح وحماس فجر الأربعاء أن يعيد الوضع في المخيم الى مسار ما قبل الاشتباكات الأخيرة ، والى الخطوات التي تم الاتفاق عليها سابقاً في اجتماع سفارة فلسطين وهي : تسليم المطلوبين المتهمين باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه وعبد الرحمن فرهود للقضاء اللبناني لإتخاذ ما يجب بشأنهم وتكليف القوة الأمنية المشتركة القيام بالواجب الموكل إليها. وبالتالي لم تكن المشكلة منذ البداية في الإتفاق على وقف النار بل في مدى قدرة الأطراف التي تبنت هذا الإتفاق، والنسخ التي سبقته، في الزام من يحمي هؤلاء المتهمين بتسليمهم او حتى بالضغط من أجل تسليمهم. 

اجتماع الأحمد وميقاتي والأمنيين
ورغم ذلك استطاع المخيم ومعه صيدا ان ينعما بعد اتفاق فتح –حماس بساعات من الهدوء النسبي حتى ساعات ما قبل الظهر، وحتى ما بعد انتهاء اجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد وبحضور قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش ، والذي خرج بعده الأحمد ليبعث بأكثر من رسالة في غير اتجاه ويدلي بمعلومات ذات طابع أمني تضع ما يجري في المخيم في خانة مخطط استخباري لدولة أجنبية.
وقال الأحمد في هذا السياق " واضح أن لهم اتصالات مع جهات اجنبية استخبارية موثقة لدينا وموجودة والكل يعرفها. وأكرر وانتبهوا لما نقول:  أمس، أي في اقل من 24 ساعة جرى اتصال من استخبارات دولة اجنبية في داخل لبنان مع هؤلاء بهدف التحريض من البعض، والبعض يقدم اغراءات لهم لخدمة برنامج ... وإسرائيل ليست بعيدة عما يدور وحتى الوضع الداخلي اللبناني القوى المستفيدة من هذا الفراغ وهذه الأزمة السياسية والاقتصادية لا تريد الخير للبنان وانما تريد الفوضى للبنان".

ورغم أن الأحمد أشار في حديثه الى أن ما تم الاتفاق عليه مع حركة حماس ليلاً هو نفسه الذي طرح مع المسؤولين اللبنانيين اليوم ، الا انه كان صريحاً وواضحاً في تحديد وجهة الوضع في المخيم حين قال: وضعنا سقفاً زمنياً ليس طويلاً على قاعدة النقاط التي تم الاتفاق عليها .. التسليم والتسليم، والقضاء اللبناني هو صاحب السيادة . وكل الخيارات مطروحة امامنا واتفقنا عليها . نحن نفضل العقل لكن اذا كان هناك أناس يعتمدون على تضليلهم من جهات اجنبية او غير اجنبية مستفيدة من هذه الحالة فهذا ذنبهم وليس خيار الدولة اللبنانية ودولة فلسطين".

الأحمد:رصد تدخل دول
ترى أوساط فلسطينية متابعة أن ثمة ملاحظتين يخرج بهما المتابع للقاء السراي بشأن عين الحلوة الأولى في شكل اللقاء وحضوره ( وخاصة بوجود العماد عون واللواء البيسري ومدير المخابرات) ، ما يشير بحسب هذه الأوساط الى أن فتح أتت لتبلغ الدولة اللبنانية بما لديها من معلومات امنية حول ما رصدته من تواصل بين استخبارات الدولة الأجنبية التي تحدث عنها عزام لاحقاً وبين المجموعات المسلحة التي تقاتلها فتح في عين الحلوة ، أو أن فتح أتت لتحصل من الدولة اللبنانية على ضوء أخضر لبدء معركة الحسم في المخيم بعدما وضعت بين يديها كل المعطيات الأمنية التي لديها ، وذلك على قاعدة "اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد"!.

والثانية في مضمون كلام الأحمد نفسه حيث تحدث عن سقف زمني للتسليم (وهو 48 ساعة وفق معلومات خاصة بـ"المدن") وعن ان كل الخيارات متاحة ، ومن هنا، تتابع هذه الأوساط، ان فتح كما الدولة اللبنانية مقتنعتين بأن الطرف الآخر، أي الإسلاميين، ليسوا بوارد التسليم ، والا لكانوا فعلوا ذلك سابقاً ، وان من قام سابقاً بدور الوساطة معهم – تبين بحسب كلام الأحمد أنهم يناورون – وهو بذلك يغمز من قناة القوى الإسلامية الفلسطينية في المخيم التي لعبت هذا الدور وفي مقدمها عصبة الأنصار. وبالتالي فإن فتح قررت ان تضع القرار النهائي بشأن إعطاء الضوء الأخضر لمعركة الحسم بين يدّي الدولة اللبنانية بان تكون هذه الأخيرة هي من يتولى ابلاغ الطرف الآخر وبطريقتها بالسقف الزمني للتسليم أو الخيار البديل اذا لم يتم التجاوب مع هذا المطلب.

فتح ومؤازرة الدولة اللبنانية
لكن، وفق الأوساط نفسها، ليس هذا فقط ما تريده فتح من الدولة. فبعد جولات عدة من الاشتباكات استمرت اسبوعاً وقبلها بشهر، أسبوعاً مماثلاً ، لم تستطع فتح ليس فقط حسم المعركة، بل لم تستطع حتى تسجيل تقدم على جبهة من جبهات القتال في المخيم. وبالتالي ، هي غير قادرة  هذا الحسم حتى الآن، رغم ما يتاح لها من ادخال مقاتلين واسلحة متوسطة وحتى ثقيلة الى المخيم .

 وفي هذا السياق تشير المعلومات التي حصلت عليها "المدن" الى أن فتح طلبت المؤازرة من الدولة بالطريقة التي تراها الأخيرة مناسبة ، ولا يعني ذلك بالضرورة اقحام الجيش مباشرة في المعركة لأن لذلك حسابات أخرى بالسياسة كما بالأمن وخصوصاً بالنسبة لموقع المخيم في قلب عاصمة الجنوب ووسط تنوع ديمغرافي لبناني تتقاطع فيه أيضا كل ملفات المنطقة مع طريق اليونيفيل جنوباً ومساري التنقيب والترسيم!.

12 قتيلا و110 جرحى
لم تمض ساعتان على اجتماع السراي وتصريح الأحمد من على منبرها ، حتى جاء الرد سريعا من أرض المعركة باشتعال جبهتي حطين وحي الصفصاف باشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات المساء، وسبق ذلك خروقات متفرقة على محوري حطين والطوارىء. واسفرت الجولة الجديدة من الاشتباكات عن سقوط عدد من الجرحى. علماً أن اشتباكات عين الحلوة كانت حصدت 10 قتلى معظمهم لحركة فتح واكثر من مئة جريح. وتحدثت مصادر امنية في صيدا عن ان جولة الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة بعد ظهر اليوم اسفرت عن سقوط خمسة قتلى، 3 لحركة فتح وعنصر محسوب على اللينو وعنصر محسوب على الإسلاميين وعدد من الجرحى. ما يرفع عدد حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها الخميس الماضي الى ١٢ قتيلا واكثر من ١١٠ جرحى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها