استمر الثنائي بالضغط على المعارضة، من خلال تبني ترشيح فرنجية والدعوة إلى الحوار. وصلت القوى المعارضة إلى الاتفاق على أزعور، فبدأت الهجمات على الرجل، على قاعدة أن الحوار يفترض أن يحصل فقط على فرنجية. في لغة الأرقام، وبالنظر إلى التحالف الذي أيد ترشيح أزعور، أصبح الرجل قادراً على تحصيل عدد أصوات أكبر من الأصوات التي سينالها فرنجية، كما أنه يمكنه مقاربة الـ65 صوتاً، وهو ما يخوله بالفوز في الدورة الثانية. ولكن وفق المعايير اللبنانية لا يمكن تجاوز أي طائفة أو مكون، خصوصاً ان الثنائي الشيعي يمتلك 27 نائباً شيعياً من أصل 27. كما أن الاستحقاقات الرئاسية في لبنان لا تنجز بلغة الأرقام والمعارك، إنما بالذهاب إلى تسوية واتفاق. ارتفاع نسبة أصوات أزعور ومقاربته الـ65 صوتاً، يفترض أن يكون كافياً لجعله أكثر من مرشح جدّي، ولكن هو ما يفترض أن يستكمل بمسار التحاور مع الطرف الآخر، مدعوماً بهذه الأصوات، وبالغطاء المسيحي الذي يحظى به، ليس سياسياً فقط إنما من البطريركية المارونية، بالإضافة إلى علاقاته الجيدة خارجياً. وهناك مسارات مفتوحة مسبقاً لهذا الحوار والنقاش.
تشتيت الأصوات
قبيل أيام من جلسة الإنتخابات، تُمارس ضغوط كثيرة على عدد من النواب في سبيل تخفيض أصوات أزعور. كما أن هناك محاولات أكبر لإدخال قوى التغيير وبعض المستقلين والمعارضين في حالة من الانقسام على الذات، عبر تشتيت أصواتهم وطرح مرشح ثالث، وفق طريقة توهمهم بأنهم سيتمكنون من فرض هذا الخيار الثالث. علماً أن رد الفعل على ذلك سيكون إنعدام التأثير، وإظهارهم بأنهم غير قادرين على الاتفاق فيما بينهم. في موازاة هذه الضغوط، هناك معيار أساسي لا بد لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن يقف أمامه، لا سيما أنه كان دوماً حريصاً على مسألة العلاقة مع كل المكونات في البلاد ولا سيما مع المسيحيين. ما يطرح تساؤلات عديدة إذا ما كان برّي وحزب الله سيستمران في حالة المواجهة مع الأكثرية المسيحية.
في البيان الصادر عن اللقاء الديمقراطي، وردت إشارات أساسية حول رفض المواجهة والتحدي، والتشديد على مسألة الحوار. وعليه، فبغض النظر عن مآلات جلسة 14 حزيران، وإذا كانت ستعقد أم سيتم تعطيل نصابها قبل انعقادها، أم تعطيل الدورة الثانية. فذلك سيشكل محطة أساسية أمام إطلاق جولة جديدة من التحاور، يمكن أن يتولاها ثلاثة أطراف هم البطريركية المارونية، نبيه برّي ووليد جنبلاط، لتخفيض منسوب التوتر، وابتكار آليات جديدة للتحاور في سبيل الوصول إلى تفاهم، لتخفيف حدّة الانقسام الذي يأخذ طابعاً طائفياً أو مذهبياً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها