الإثنين 2023/05/08

آخر تحديث: 18:03 (بيروت)

صيدان ثمينان لمخابرات الجيش: الرصاص خبر يومي بالضاحية الجنوبية

الإثنين 2023/05/08
صيدان ثمينان لمخابرات الجيش: الرصاص خبر يومي بالضاحية الجنوبية
تصاعد الرفض الشعبي لفلتان العصابات (الأرشيف، عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease

صارت أصوات الاشتباكات المتقطعة من يوميات ساكني الضاحية الجنوبية. فلم يعد مفاجئاً سماع أصوات الرصاص. وصار السؤال الطبيعي عبر مجموعات الواتساب، هو "أين الاشتباكات هذه المرة؟"، مع العلم أن الاعتياد على هذه المسألة ليس امراً صحياً على الإطلاق.

صحيح أن الموت يكثر في هذه البقعة الجغرافية، موت سببه جرائم قتل، أو صدفة قدر، أو حرب نفوذ وسيطرة لعصابات الشوارع.. لكن عند التدقيق بأكثر من خبر، خلال الأيام الأولى من شهر أيار، يتبيّن لمصادر أمنية متابعة أن هناك محاولات ربما لتقديم صورة أسوأ من الصورة الحقيقية للواقع الأمني في الضاحية ومحيطها.

حسب المصادر الأمنية، تكاد لا تصدق الأخبار التي تنتشر في هذه الفترة إلا نادراً، متخوفة من أن يكون ما يجري له تبعات أو تداعيات غير مرئية بعد. مشددة على أنه رغم الوضع السيء، فإن الدولة بأجهزتها الأمنية لا تزال حاضرة.

حوادث أمنية.. لا فلتان أمني
لا تحاول المصادر الأمنية التقليل من خطر الوضع الأمني، خصوصاً أن عقلية المجرمين أصبحت أكثر جرأة نحو القتل. ولذلك أسباب كثيرة. المصادر عينها حاولت الإضاءة عبر "المدن" على بعض الملابسات التي رافقت بعض الحوادث مؤخراً، أبرزها خبر الاشتباكات في منطقة عين السكة، والتي قيل أنها بين عائلتين كبيرتين، وكادت أن تؤدي إلى ردود فعل عائلية خطيرة.

ففي عين السكة، لم تحصل اشتباكات مسلحة، تقول المصادر، مشيرة إلى أن ما حصل كان عبارة عن إطلاق نار قام به شخص باتجاه شخص آخر، فأصابه في قدمه، وتم نقله إلى المستشفى. وقد تحركت مخابرات الجيش فوراً لمتابعة المسألة وقد نجحت بذلك.

توقيفات مهمة
كثيرة هي الأسباب التي تدفع إلى الفلتان الأمني، وتحديداً في مناطق مكتظة سكنياً، وصعوبة الوضع الاقتصادي الذي يقيّد عمل الأجهزة الأمنية. ورغم ذلك تمكن مكتب المخابرات في الجيش اللبناني، حسب معلومات "المدن"، من تنفيذ عمليتي توقيف يمكن اعتبارهما بمثابة الصيد الكبير في الضاحية الجنوبية. إذ نجح عناصر المخابرات من توقيف أحد المطلوبين بمحلة الصفير، وآخر في محلة طريق المطار.

في التفاصيل التي حصلت عليها "المدن" من مصادر مطلعة، يُتاجر المطلوب الأول بالسلاح، وهو مطلوب أيضاً بتهم إطلاق نار في بيروت وفي بلدة حومين التحتا الجنوبية. وقد كان موقوفاً منذ فترة لدى الشرطة العسكرية. وتُشير المصادر إلى أنه بعد توقيفه بوقت قصير لدى الشرطة العسكرية خرج الموقوف بطريقة غريبة. وقد تمّت معاقبة الضابط الذي كان مسؤولاً عن عملية التوقيف، وبدأت ملاحقة عناصر المخابرات له، حتى تمكنوا من توقيفه أخيراً.

وتكشف المصادر أن هذا الموقوف لطالما كان يستعمل "صفة حزبية" لتغطية أفعاله، حيث يُوهم الجميع بأنه مسؤول في أحد الأحزاب الفاعلة في المنطقة.

أما عملية التوقيف الثانية، فكانت من نصيب أحد المطلوبين المهمين في الضاحية الجنوبية، ومتورط في أكثر من حادثة إطلاق نار واشتباكات مسلحة، آخرها منذ أيام قليلة، حين قام أحد الأشخاص المحسوبين عليه بإصابة مواطن بقدمه بعد إطلاق النار عليه في منطقة عين السكة، وقد تم توقيفه حسب المصادر من داخل أحد الفنادق بالعاصمة بيروت.

لا فائدة من التوقيفات بحال لم يتحرك القضاء سريعاً لاتخاذ تدابير قاسية، تجعل من كل موقوف عبرة لمن يعتبر، تقول المصادر الأمنية، مشيرة إلى أن التوقيفات تضيع مفاعليها عند أعتاب القضاء.

الردع بات صعباً
من الصعب تغيير عقلية المجرم، لكن بالإمكان ردعه عبر فرض القانون بالقوة. وهنا دور الأجهزة الأمنية والقضاء. وهنا أصل المشكلة، فالردع بات صعباً للغاية، وهذا ما يجعل قيام مواطن من آل مهنا بقتل مواطن من آل الحاج في الشويفات لأسباب ثأرية، أمراً بسيطاً بالنسبة للقاتل. وهذا ما يسهّل قيام مواطنين في سيارة بيكانتو بإطلاق النار بمنطقة الجناح على خلفية إشكالات سابقة لم تُحل. ومن هنا فإن المطلوب هو التشدد بالعقوبات، وتصاعد الرفض الشعبي لمنطق العصابات، وهو ما بدأ يحصل في أكثر من منطقة داخل الضاحية الجنوبية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها