الأحد 2023/05/21

آخر تحديث: 11:47 (بيروت)

الراعي يتأسف لرهن رئاسة الجمهوريّة بشخص

الأحد 2023/05/21
الراعي يتأسف لرهن رئاسة الجمهوريّة بشخص
خنق المسؤولون السياسيّون فيهم صوت الضمير (بكركي)
increase حجم الخط decrease
سأل البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال القداس الإلهي في بكركي، "أين هي الممارسة السياسية في لبنان من رسالتها واحترام الشخص البشري وحقوقه؟ أين هي من إنماء المواطن؟ أين هي من توفير السلام والعدالة والاستقرار الأمني؟ أين أنتم يا مسؤولي الأحزاب وأي ولاء للمواطن تربونه في شباب الوطن؟" واعتبر الراعي أنه "من المؤسف أنه لا يوجد عندنا نائب واحد يجرؤ بقوة الضمير على الاعتراض على عدم انتخاب الرئيس"، مضيفاً: "بكل أسف خنق المسؤولون السياسيون فيهم صوت الضمير وصوت الله وتم إسكاته بمصالحهم الشخصية".
وأشار الراعي، إلى أن "جميع الناس بحكم كونهم خلائق الله، مدعوّون ليمجّدوا الله في إتمام إرادته، التي تنكشف لهم في الكتب المقدّسة وفي صوت الضمير الذي هو صوت الله في أعماق كلّ إنسان، يدعوه دائمًا ليحبّ، ليصنع الخير ويتجنّب الشرّ. وفي الوقت المناسب، يدقّ هذا الصوت في أعماق قلبه، وهذا الصوت الداخليّ يدعو إلى ما يُسمّى "باعتراض الضمير" في كلّ مرّة يكون الخير العام أو مجموعة شعب في خطر كبير".

في عظته، لفت الراعي إلى أنه "كم يؤسفنا في ضوء هذا الكلام أنّه لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابيّة يجرؤ، بقوّة "اعتراض الضمير" على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسّساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهوريّة لشخص أو لمصالح شخصيّة أو فئويّة".

وتابع: "بكلّ أسف، خنق المسؤولون السياسيّون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم "اعتراض الضمير" الذي أسكتته مصالحهم. فيا ليتهم يقرأوون سيرة القدّيس توماس مور رئيس حكومة بريطانيا العظمى الذي جابه الملك هنري الثامن باعتراض الضمير، ورضي بقطع رأسه حماية لصوت ضميره. وقد أعلنته الكنيسة شفيع رؤساء الحكومات ورجال السياسة"، مضيفاً: "فلنصلِّ لكي يرسل الله حكّامًا أصحاب ضمير يمجّدون الله بأفعالهم ومواقفهم البنّاءة والشُجاعة".

من جهة اخرى، حيا الراعي المدارس الكاثوليكيّة، ودعاها لتواصل أكثر فأكثر وبالشكل الأفضل رسالتها وهي، على ما كتب القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني في إرشاده الرسوليّ: "رجاء جديد للبنان"، "متابعة أعمالها في خدمة الشباب، المحتاجين إلى الحصول على الأسس الثقافيّة والروحيّة والخلقيّة التي تجعل منهم مسيحيّين ناشطين، وشهودًا للإنجيل، ومواطنين مسؤولين في وطنهم"، معتبرا أنه "من هنا تظهر رسالة المدرسة الكاثوليكيّة وقيمتها وأهميّتها. فلا غنى عنها من أجل تكوين إنسان لا شيء يعوق نموّه البشريّ والروحيّ، وبه يتمجّد الله، على ما يقول القدّيس إيريناوس"مجد الله هو الإنسان الحيّ".

ورأى الراعي أن "رسالة المدرسة الكاثوليكيّة بشأن هذا "الإنسان الحيّ"لا تنحصر ضمن جدرانها، بل تبدأ وتستمرّ في العائلة، والمجتمع البشريّ، وعلى الأخصّ في الدولة بمسؤوليها السياسيّين، فنتساءل أين هي الممارسة السياسيّة عندنا في لبنان من رسالتها؟ أين هي السياسة عندنا من احترام الشخص البشريّ بحدّ ذاته وفي حقوقه الأساسيّة وحريّاته الطبيعيّة؟ أين هي من إنماء المواطن إنسانيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، ومن توفير ما يحتاج إليه من غذاء وكسوة ودواء، وعمل يؤمّن له حياة كريمة؟ وأين هي هذه الممارسة السياسيّة من توفير السلام والعدالة والإستقرار الأمنيّ؟ .

وأضاف: "وانتم أيّها المسؤولون عن الأحزاب، أيّة تربية توفّرون لشبابكم؟ أي ولاء للوطن تربّون فيهم؟ ما نحتاج إليه في لبنان هو إعداد شباب ولاؤه للبنان، لا لأشخاص أو لبلد آخر! شباب شجاع للحوار! حرٍّ في قول الحقيقة! جريء في الإصغاء لإعتراض صوت الضمير في كلّ ما يتنافى والعدالة والمحبّة وروح السلام".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها