الجمعة 2023/05/19

آخر تحديث: 18:08 (بيروت)

ميقاتي بالقمة العربية يشكو من النازحين و"يستجدي" بن سلمان

الجمعة 2023/05/19
ميقاتي بالقمة العربية يشكو من النازحين و"يستجدي" بن سلمان
ميقاتي: "نتطلع إلى رعاية المملكة ولفتتها الأخوية تجاه بلدي لبنان" (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في كلمته، خلال القمة العربية 32 في جدّة، أن معاناة لبنان وشعبه ازدادت تعقيداً بشغور سدة رئاسة الجمهورية وتعذر انتخاب رئيس جديد، إضافة إلى أن لبنان لم يتوان يوماً عن فتح أبوابه أمام النازحين السوريين، إيماناً بأخوّة الشعبين وتقدّم الاعتبارات الانسانية على ما عداها. وأشار ميقاتي، أمام جامعة الدول العربية في جدة، إلى أن طول أمد الأزمة وتعثر معالجتها، وتزايد أعداد النازحين بشكل كبير جداً، يجعل من أزمة النزوح أكبر من طاقة لبنان على التحمّل، من حيث بناه التحتية، والتأثيرات الاجتماعية والارتدادات السياسية في الداخل، ومن حيث الحق الطبيعي لهؤلاء النازحين بالعودة إلى مدنِهم وقراهم.

وفي هذا الصدد، قال: "هي عودةٌ لا يمكن أن تتحق إذا لم تتضافر الجهود العربية، مع مؤازرة من المجتمع الدولي، وبالتواصل والحوار مع الشقيقة سوريا، في إطار موقف عربي جامع ومحفّز عبر مشاريع بناء وإنعاش للمناطق المهدّمة، لوضع خريطة طريق لعودة الأخوة السوريين إلى ديارهم". وأكد ميقاتي احترام لبنان لكافة القرارات الدولية المتتالية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية وميثاقها والالتزام بتنفيذ مندرجاتها. و"أنا أؤكد أيضاً باسم كل لبنان احترام مصالح الدول الشقيقة وسيادتها وأمنها الاجتماعي والسياسي، ومحاربة تصدير الممنوعات إليها، وكل ما يسيئ إلى الاستقرار فيها". وأضاف: "إنه التزام ثابت ينبع من إحساس بالمسؤولية تجاه أشقائنا، ومن حرصنا على أمنهم وسلامتهم وصفاء العلاقات الأخوية معهم وصدقها". وتوجه ميقاتي بالكلام إلى الولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان: "من استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها إلى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا إليها وتحويل المملكة إلى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعباً عليه أن يكون العضد لأشقائه في لبنان. من هنا، فإننا نتطلع إلى رعاية المملكة ولفتتها الأخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد".

وكرر رئيس حكومة تصريف الأعمال شكر لبنان للدول الشقيقة وخصوصاً أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي على إتاحةِ فرصِ عملٍ للبنانيين على أراضيها، وضمن مؤسساتِها الخاصة والعامة. فلولا هذه الرعاية لكان وضعُ لبنان الماليُّ والاقتصاديُّ والاجتماعي أشدَّ قساوةً وإيلامًا. ولا بد من على هذا المنبر من أن نشكر الجمهورية العراقية على ما تقدمه دائماً للبنان. وكم نتمنى عودة سريعة لجميع الأخوة العرب إلى لبنان.

لقاءات
وعلى هامش اجتماع القمّة عقد ميقاتي، سلسلة لقاءات مع عدد من الرؤساء العرب، أبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وقد رافق ميقاتي في لقاءاته أعضاء الوفد اللبناني، الذي ضم كلا من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير الصناعة جورج بوشيكيان، وزير السياحة وليد نصار، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن. وشارك عن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة السيد عباس كامل.

في خلال الاجتماع أكد الرئيس السيسي دعمه المستمر للبنان، ولعملية النهوض فيه، معرباً عن أمله في انتخاب رئيس جديد للبنان في أسرع وقت. أما رئيس الحكومة، فعبّر عن تقديره للدعم المستمر الذي يقدمه الرئيس المصري للبنان في كل المجالات، وعن المحبة الكبيرة التي يكنّها للشعب اللبناني، ومسارعته الدائمة إلى تقديم كل ما من شأنه مساعدة لبنان على معالجة مشكلاته. كما حيا جهود مصر في رأب الصدع العربي، ووقف العدوان الاسرائيلي على غزة ومعالجة الصراع في السودان.

بعدها، عقد ميقاتي اجتماعاً مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي عبّر خلال الاجتماع عن محبته للبنان واعتباره والعراق توأمين. من جهته، أشار الرئيس ميقاتي إلى "أن العراق كان دائماً اليد الممدودة إلى لبنان في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد"، شاكراً الدّولة العراقيّة على ما تُقدّمه للبنان بشكلٍ دائم. وأكد "أن المبادرة العراقية الأخيرة في ما يتعلق بإمداد لبنان بالنفط تمثل دعماً أساسياً في هذه المرحلة لجميع اللبنانيين وكل القطاعات الإنتاجية". وقال: "إننا نشكر العراق أيضاً على تسهيل وصول شاحنات الترانزيت، عبر الأراضي العراقية، إلى دول الخليج. وهناك مذكرة تفاهم ستوقع قريباً ببن لبنان والعراق".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها