لم يرد لبنان في غالبية الكلمات التي أطلقها الرؤساء العرب في اجتماع القمة العربية، التي عقدت في مدينة جدّة بالمملكة العربية السعودية، فيما تركزت الكلمات على أزمات السودان، اليمن، فلسطين، ليبيا وسوريا. حضر لبنان فقط بكلمة رئيس الوزراء العراقي، الذي أكد الاستمرار في تعزيز العلاقات معه، والاستمرار بتقديم المساعدات له.
وفيما كان ينظر لبنان باهتمام إلى فعاليات القمّة ومضمونها، وما يمكن أن ينتج عنها من مقررات بشأن السعي إلى حلّ أزمته، وحصول تدخل عربي -وخليجي تحديداً- لتقديم المساعدات له، تركز الاهتمام اللبناني على مضمون البيان الختامي للقمّة العربية، خصوصاً أن عدداً من السفراء والديبلوماسيين العرب والأجانب كانوا قد دعوا إلى ضرورة انتظار هذا البيان. إلا أن البيان الختامي جاء عادياً في سياقاته، وفيه: "وفي الملف اللبناني، حث السلطات اللبنانية على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد، وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وإجراء إصلاحات اقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة". وقد تم اختصار بنود البيان بـ12 نقطة مقتضبة، بخلاف ما كانت عليه المسودة التي جرى تسريبها قبل صدوره. وبحسب ما تقول مصادر متابعة فإن الوفد اللبناني هو الذي كان يعمل على وضع هذه الصيغة ضمن المسودة، والتي تمت ازالتها في البيان الختامي.
إذ، قبيل انطلاق فعاليات القمّة صدرت مسودّة بيانها الختامي. وبخصوص ما يتعلق بلبنان، فقد حثت المسودة "السلطات اللبنانية على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد، وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وإجراء إصلاحات اقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة". وشدد البيان على "أهمية وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، التي هي حق أقرته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي".
وأكدت المسودة "ضرورة تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، ودعم موقف لبنان برفض التوطين وما يشكله من خطر على استقراره". أضافت المسودة: "التأكيد على حق اللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة". وشددت على "دعم جهود الدولة اللبنانية بإعادة إعمار مرفأ بيروت ودعم التحقيقات القائمة لكشف ملابسات الانفجار ومحاسبة المسؤولين عن حصوله". وتابعت المسودة المسرّبة: "الترحيب بالخطوات المتخذة من لبنان لتسريع البدء في التنقيب عن النفط وحق لبنان في استثمار موارده".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها