تتظهر "الحساسية" داخل "التيار" من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. فهو، حسب أوساط "العونيين"، "طامح إلى الزعامة الأرثوذكسية، يروّج لصورته كمحاور ومنفتح على الجميع، ويذهب بعيداً في محاولته التمايز عن مواقف التيار، فيبدو مثلاً أقرب إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي منه إلى رئيس التيار جبران باسيل".
إلى اليوم، لم يطوِ هؤلاء انتقاده باسيل في حديثه عن موضوع التوقيت الصيفي حين قال "أخطأ باسيل باستعمال بعض المفردات خلال انتقاده للقرار، لأنه لا يجوز أن نرد على قرار إداري خاطئ بخطاب أثار الغرائز الطائفية". يومها أضاف بوصعب "أعلم أن باسيل لم يكن يقصد ذلك".
على هذا المنوال يتعاطى بوصعب مع "التيار الوطني الحر". ينتقد، يعبّر عن آرائه الخاصة، يبني علاقاته المتشعّبة ويعود ليؤكد التزامه بـ"التيار" بعد تمايز.
كنعان-باسيل: عداوة الطموح
بدوره يتمايز النائب ابراهيم كنعان أيضاً مع الإبقاء على خيط العلاقة معقوداً مع التيار. لكن هذا التمايز محط متابعة و"انزعاج" في أوساط "الوطني الحر". علامات استفهام كثيرة يطرحها هؤلاء حول حركة كنعان في العاصمة الأميركية ولقاءاته هناك. وقد نمي إليهم أنه "سعى إلى عقد اجتماعات فردية مع عدد من المسؤولين الأميركيين، كما مع أعضاء في صندوق النقد. وعلى الرغم من وجود وفد برلماني لبناني رسمي التقى صندوق النقد والبنك الدولي، إلا أن كنعان طلب مواعيد خاصة، ساعدته السفارة اللبنانية في واشنطن في التحضير لها وترتيبها. وما رشح عن اجتماعاته، هو حِرصُ كنعان على الدفاع عن حاكم مصرف لبنان وسياساته (على عكس مواقف التيار) وتحميل مسؤولية الانهيار إلى سياسات الدولة وبعض اطرافها".
أبو رميا ودعم كنعان
لم يعد طموح كنعان الرئاسي مكتوماً. صار علنياً ومعلوماً. وهذا مما يزعج باسيل حكماً، ويعزز لدى كنعان الرغبة بالتمايز عن "التيار"، علّه ينجح في أن يكون الإسم الذي يتم التلاقي عليه.
وفي هذا الإطار، يُهمس في أوساط "التيار" أن "النائب سيمون أبي رميا الذي وصل أمس إلى العاصمة الفرنسية، سيسعى مع عدد من "أصدقائه من المسؤولين الفرنسيين إلى التسويق لكنعان تحت مجموعة عناوين منها الانفتاح على "الجو" المسيحي من دون معاداة أي طرف داخلي، إضافة إلى حرصه على "توزيع عادل للخسائر" من دون تدمير القطاع المصرفي".
لا شك أنه في زمن الانتخابات والاستحقاقات السياسية تتداخل الحسابات والمصالح وتتزايد الحساسيات. لذا تقول أوساط "التيار" إن "ما كنا نتغاضى عنه في فترات سابقة تحت شعار استيعاب الجميع، لا يمكن أن نستمر فيه إذا بلغ مرحلة مناقضة طروحاتنا وقناعاتنا وخياراتنا السياسية".
فهل وصلت العلاقة مع كنعان وبوصعب وغيرهما هذا الحد؟
تتحفظ مصادر "التيار" عن الإجابة وتقول: "الوقت يجيب على كل الأسئلة، تماماً كما يكشف معادن الناس".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها