استمر اللقاء حوالى ساعة من الوقت، جرى خلاله البحث في آخر التطورات، لا سيما الملف الرئاسي، بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. بعد اللقاء استشهد البخاري بما "يردده الرئيس برّي، بالدعوة إلى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة"، لافتاً إلى "أن المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة، والرهان دائماً على الإرادات الخيرة". ولدى مغادرته، قال رداً على سؤال عما إذا كان هناك أي شي إيجابي للبنان: شي أكيد.
وحسب ما تقول مصادر متابعة فإن السفير السعودي أبلغ بري بالمعايير والثوابت السعودية التي أصبحت معروفة حول الاستحقاق الرئاسي، وأن الموقف السعودي لا يتعلق بأشخاص إنما يهدف إلى الوصول إلى صيغة تتضمن معايير الإنقاذ واستعادة الثقة من قبل المجتمع الدولي، وأن لا تكون نتائجها لصالح طرف في مواجهة الطرف الآخر. في المقابل، تشير المصادر إلى أن برّي استمر على موقفه نفسه بشأن ترشيح سليمان فرنجية، باعتبار أنه قادر على التواصل مع كل القوى في الداخل، ويحفظ التوازن، كما أنه حريص على العلاقات العربية والخليجية، وأنه يلتزم باتفاق الطائف. وتشير المصادر إلى أن هذه الزيارة تشكل محطة جديدة في مسار مفتوح سيكون بحاجة إلى المزيد من البحث للوصول إلى صيغة مشتركة.
لبنان والذرّة
أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن "الضرورات تبيح المحظورات"، سائلاً: "هل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات، ويعمل البعض إلى تعطيل وتخريب كل شيء. إن قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد. مذكراً بما أعلنه في مهرجان الإمام السيد موسى الصدر حول النتخاب رئيس الجمهورية، بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية. رئيس يجمع ولا يطرح. يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي. رئيس يؤمن باتفاق الطائف".
وخلال لقائه خلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس للجمهورية والموضوع الحكومي، سأل برّي: "كيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإداريه المالية الموسعة".
وقال: "لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت انفجرت، إن لبنان أصغر من أن يقسم". وأضاف: وبعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح. وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي، وبعد رفض الدعوات التي وجهتها ولا زلت للحوار، والتي تجاوبت معها معظم الكتل، باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك. ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها بخطاب 31 آب في صور. وأقمت حوارات مع جهات دولية، خصوصاً مع سفراء الدول الخمس. وقلت لهم نشكركم على الدعم الذي ستقدمونه للشخص الذي نختاره".
وتابع برّي، "أريد أن أسأل هنا، من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ واسمحوا لي أن أتحدث كماروني. أنا لي حصه بالموارنة. أنا لبناني. الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك إلى كل لبنان. وفرنجية ابن هذا الشمال".
وأضاف، "في الانتخابات السابقة ألم تلتقي القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على أربعة أسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ الم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟".
وأكمل: "نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة إلى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا إذا كنا سنعتمد على الأوروبيين والأميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع. نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعيه، رئيساً مؤمناً باتفاق الطائف. وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا الأستاذ سليمان فرنجية".
وأردف: "ليس العاقل فقط من يعرف الخير من الشر، العاقل هو الذي يعرف الخير من الشرين".
وحول لقائه السفير السعودي قال الرئيس بري: "التواصل كان قائماً، وسوف يتواصل. وقد حصلت قبل هذا اللقاء عدة لقاءات". وختم الرئيس برّي: "الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع. صالح كل الناس. فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع، فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً أن لا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية".
وختم برّي، بالقول: "تمسكنا بالطائف كونه مثل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطور، يحافظ على الطوائف ويحد من الطائفية. والمدخل إلى ذلك فقط يقوم بتطبيق الماده 22 من الدستور. إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنية، لبنان لن يتعافى".
الوفد الأميركي.. وقاووق
كذلك استقبل برّي وفداً من فريق العمل الأميركي من أجل لبنان برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل والوفد المرافق، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
في المقابل أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق "أننا لا ننتظر أي تسوية خارجية، لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية". وشدد على أن "حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي، بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، وأما وصول رئيس للتحدي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدث عن الحاضر والمستقبل". وأشار إلى أن "فريق التحدي والمواجهة ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، ويريد أن يأتي برئيس للتحدي والمواجهة، وهذا يعني أنه يريد جر البلد إلى الفتنة الداخلية، وقد جرّبوا 11 جلسة وفشلوا، وكانت هذه الجلسات كافية لأن يعودوا إلى أحجامهم الطبيعية، وأن يكتشفوا أن شعاراتهم غير واقعية، وليس لها مكان في لبنان".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها