الأربعاء 2023/02/08

آخر تحديث: 17:26 (بيروت)

إنقاذ وبحث عن لبنانيين بتركيا.. ووفد رسمي يلتقي الأسد

الأربعاء 2023/02/08
إنقاذ وبحث عن لبنانيين بتركيا.. ووفد رسمي يلتقي الأسد
الزيارة بقيت محطّ انتقاد كفرصة للتطبيع مع النظام، بحجة الكارثة الإنسانية (Getty)
increase حجم الخط decrease
مع تجاوز أعداد قتلى زلزال جنوبي شرق تركيا 11 ألف قتيلاً، ودخول عمليات الإنقاذ مرحلة دقيقة بعد مرور أكثر من 48 ساعة على وقوع الكارثة، تمكنت فرق الإنقاذ التركية من العثور على اللبناني باسل حبقوق حياً من تحت ركام أحد فنادق أنطاكيا، فيما العمل جار لإنقاذ اللبنانيَين الياس حداد ومحمد المحمد من تحت ركام الفندق نفسه، حيث تسمع أصوات استغاثة، حسب ما أكد السفير اللبناني في تركيا، غسان المعلم لـ"المدن".

وعلى صعيد اللبنانيين الناجين من الزلزال في سوريا، فقد تم تأمين عودة عائلة لبنانية ناجية إلى لبنان، في حين استهلّ الوفد اللبناني الرسمي برئاسة وزير الخارجية عبدلله بو حبيب زيارته إلى سوريا، بعقد سلسلة لقاءات سياسية، أبرزها لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث عبّر الوفد عن وقوفه إلى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها.

عائلة حبقوق: إبننا بخير
وطمأنت عائلة اللبناني باسل حبقوق في حديث لـ"المدن" إلى صحته، مفيدة بأنه خرج من المستشفى حيث تم نقله بعد إنقاذه من تحت ركام الفندق حيث كان يقيم في أنطاكيا، مشيرة إلى رفضه العودة للبنان قبل أن يطمئن إلى العثور على اللبنانيين محمد المحمد والياس حداد من تحت ركام الفندق نفسه، متمنية "إيجادهما بخير".

السفير اللبناني في تركيا، غسان المعلم، طمأن بدوره إلى نجاة باسل حبقوق، مؤكداً أن عمليات البحث مستمرة عن اللبنانيين الياس حداد ومحمد المحمد، حيث تسمع أصوات من تحت الركام، لم نستطع تحديد هوية أصحابها بدقة.

ويلفت المعلم إلى أن "لا بلاغات وصلتنا عن مفقودين جددٍ"، في حين يرفض تأكيد أسماء وفيات لبنانية "طالما أن أعمال البحث جارية ولا إحصاءات رسمية تركية عن وفيات لبنانية".

وعن وجود مفقودين آخرين، أوضح المعلم أننا "حددنا مكان وجود اللبناني المفقود ابراهيم خلف مع عائلته في انطاكيا، وتواصلنا مع فرق البحث التركية وهي فرق إنقاذ إلى هناك، وستبلغنا فور ورود أي معلومة عنهم".

إجلاء لبنانيين من سوريا
القائم بأعمال السفارة اللبنانية في سوريا، طلال ضاهر، أكد بدوره لـ"المدن" أن لا بلاغات وردتنا على الخط الساخن الذي وضعناه لتبليغنا عن مفقودين لبنانيين، بالتالي، لا معلومات لدينا عن مفقودين جددٍ. وكانت قد تأكدت أمس وفاة ثلاثة لبنانيين، ونجاة عائلة لبنانية.

في السياق، لفت ضاهر إلى "تسهيل مرور العائلة الناجية عبر معبر جديدة يابوس إلى لبنان، والتي دمر منزلها بالكامل".

وإضافة إلى إجلاء ثريا وضّاح وولديها آدم وتيم شادي البسط، جرى أيضا تسهيل مرور والدتها اللبنانية ايمان عمّو وولديها السوريين مجد عمّو وتيم عمّو (لديهما إقامة لبنانية).

مبادرات لبنانية على الأرض
وعلى الرغم من ضيق الإمكانيات اللبنانية، دفعت الكارثة اللبنانيين إلى تلبية النداء الإنساني.

في السياق، ما زالت أعمال البحث والإنقاذ لفوج الهندسة في الجيش اللبناني في تركيا وسوريا، جارية. ونجحت الجهود المبذولة من قبل رجال فوج الاطفاء والصليب الأحمر والجيش اللبناني بالفعل في إنقاذ إمرأة تركية حامل وطفلتها وانتشالهما أحياء من تحت انقاض أحد المباني المدمرة بالكامل، وإسعافهما إلى إحدى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج اللازم، كما نجحوا أيضاً في إنقاذ إحدى العائلات وعدد من الأطفال الذين كانوا عالقين داخل إحدى الأبنية التي انهار جزء منها في إحدى الولايات التركية.

وفد رسمي يلتقي الأسد
وفي حين تفتقد سوريا إلى دعم دولي بقدر الكارثة نتيجة العقوبات الدولية على نظامها، قامت عشرات المبادرات اللبنانية، لتوفير الدعم اللوجستي والمالي للمنكوبين، لكنّها اصطدمت بصعوبة الوصول للمناطق المنكوبة، سيما المناطق الواقعة خارج سيطرة النظام.

أما على صعيد لبنان الرسمي، فقد توجه وفد لبناني إلى سوريا، برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وضم الوفد إضافة إلى بو حبيب، وزراء الأشغال العامة والنقل علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والزراعة عباس الحاج حسن، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، ومسؤولين في الوزارات الأربع.

والتقى الوفد وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، معلناً عن "تضامننا مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة"، ومقدّما التعازي ومتمنياً "الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للجرحى"، قبل أن يتوجه إلى قصر تشرين ويلتقي الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان تم الاتفاق مع الرئيس نجيب ميقاتي أمس على تشكيل وفد وزاري إلى دمشق "تعبيراً عن الوقوف إلى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها، كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الاغاثة الانسانية"، وكذلك مع قرار وزارة الأشغال العامة والنقل بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام  الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات إلى سوريا.

وحرصت الحكومة على إعطاء طابع انساني للزيارة التي ضعتها في خانة "التواصل مع الأشقاء في سوريا، ووضع كافة الإمكانات المتاحة لأجل المساعدة الإنسانية في عمليات البحث والانقاذ وغيرها"، لكنّ الزيارة بقيت محطّ انتقاد واسع، لما اعتبرته أوساط سياسية معارضة لنظام الأسد، فرصة للتطبيع مع النظام، بحجة الكارثة الإنسانية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها