لا يزال الثنائي الشيعي حتى الآن عند عتبة سليمان فرنجية. فحزب الله يتمسك بفرنجية، ولم يصدر منه أي موقف رسمي يشير إلى استعداده للتخلي عن رئيس تيار المردة، بمعزل عن اعتراض رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل. في المقابل، فإن برّي يشدد على ضرورة الخروج سريعاً من الفراغ الرئاسي، وأنه لا بد من العمل بشكل واسع على مروحة اتصالات تقود إلى انضاج ظروف لعقد جلسة انتخابية، يمكنها أن تصل إلى انتاج الرئيس. بمعنى أن تكون المعركة متكافئة سواء بين فرنجية وأي مرشح آخر، ويحصل التنافس، وربما يلجأ أحد المرشحين إلى الانسحاب لصالح الآخر.
مواصفات الرئيسين
مثل هذه النظرة، تلتقي مع من هو مقتنع بأن الخارج لن يكون مهتماً في الدخول بتفاصيل الملف اللبناني، واللجوء إلى جوجلة الأسماء، إنما سيضع سقفاً واضحاً حول ضرورة انتخاب الرئيس، فيما الانشغال الدولي سيكون متركزاً على ملفات أهم من لبنان. ما يعني جعل الإستحقاق إلى حدّ بعيد بمعايير لبنانية. ولن يكون هناك مجال أمام انتظار فرضه من قبل الخارج.
بالحدّ الأدنى، فإن هذه الحركة المشهودة داخلياً، لا بد أن تتفاعل أكثر بعد اجتماع باريس الدولي، والذي سيخصص لبحث الملف اللبناني، وربما سيحدد مسارات ومواصفات المرحلة المقبلة. إلا أن الأساس يبقى في مسألة رئاسة الحكومة وآلية تشكيلها بعد إنجاز انتخاب الرئيس، لأنه حسب شخصية الرئيس ستتحدد مواصفات رئيس الحكومة. فدولياً، هناك من يعتبر أنه لا بد من التطابق في مواصفات الرئيسين. أما داخلياً، فتبدو النظرة معاكسة، إذ أن من يتنازل عن رئاسة الجمهورية لصالح الوسطية أو لصالح مرشح محسوب على طرف دون الآخر، فلا بد له أن يستعيض عن ذلك بشخصية رئيس الحكومة وكيفية تشكيلها.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها