كل هذا يجعل من الصعب توقع كيفية إيجاد حل سياسي أو ديبلوماسي لهذا "المأزق" والتهديد، فيما يستكمل الإسرائيليون عملياتهم العسكرية في قطاع غزة، من دون أي وجهة واضحة للأهداف العسكرية، ومن دون أي مؤشرات حول تحقيقها هدف "كسر حركة حماس" أو إنهائها.
على وقع استمرار عمل الماكينة العسكرية الإسرائيلية، يبقى السؤال حول إمكانية دخول قوى المقاومة على خط الصراع أكثر، أو بالأحرى اتخاذ إيران قراراً واضحاً بخوض الحرب لمناصرة غزة، بخلاف المواقف التي يطلقها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، حول تفاعل الجبهات واتساعها بقرارات منفردة تتخذها قوى المقاومة في المنطقة. وهذا يؤشر إلى أن إيران لا تريد الانخراط في الصراع، إنما حلفاؤها سيستمرون بعمليات الإشغال والضغط، بينما تستكمل إسرائيل عملياتها العسكرية، من دون تعديل بموازين القوى على المستوى الإقليمي، حتى الآن.
حدود لبنان
يتركز البحث حول كيفية إيجاد مكسب لإسرائيل تسميه انتصاراً، ربما من دون كسر حماس عسكرياً او إلغائها. كما أن هذا المكسب-الانتصار لا يسمح لها بالانعطاف نحو الشمال وخوض حرب في لبنان رداً على عمليات حزب الله، إنما يتم العمل على إيجاد الصيغ الملائمة لإعادة سكان المستوطنات الشمالية.
من دون تبلور مثل هذه الصيغة، قد تستمر حالة الاستنزاف العسكري. وأكثر التحديات التي تواجه الإسرائيليين هي كيفية التعامل مع حزب الله وما يمثله من تهديدات. فالبديل عن الحرب الواسعة سيكون على الأرجح بمفاوضات سياسية على مستوى دولي كبير، تفضي إلى إنتاج اتفاق يمتص الغضب الإسرائيلي، بترتيبات أو خطط جديدة تضمن الأمن والاستقرار، طالما أن لا أحد يرغب في توسيع أفق الصراع والذهاب إلى حرب واسعة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها