في العام 2020 قامت ألمانيا بحظر كل أنشطة حزب الله وصنفته "منظمة إرهابية"، وحظرت ثلاث جمعيات يُشتبه في أنها جمعت تبرعات لمؤسسة تابعة له. وبظل ما يجري اليوم في غزة تأتي هذه العملية للشرطة الألمانية.
المداهمة بهدف "التخويف"؟
فجر اليوم الخميس، وفي وقت واحد، قامت الشرطة الألمانية بمداهمة أكثر من خمسة مراكز في أكثر من ولاية، تابعة للمركز الإسلامي في مدينة هامبورغ، الذي تمت مداهمته أيضاً، تقول مصادر لبنانية متابعة، مشيرة إلى أن الشرطة الألمانية تتحدث عن تفتيش 54 "محلاً"، بتهمة "النشاط المهدد لليهود"، والمحلّ هنا حسب المصادر يعني "المكان"، وعلى سبيل المثال "القاعات".
يُعتبر المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ، بحسب تعريفه، من أهم المراكز الإسلامية في أوروبا وأقدمها، بُني عام 1960، وهو يعتبر مركزا للطائفة الشيعية في ألمانيا، وتقام فيه الشعائر الدينية وتُحيی المناسبات الإسلامية، ومن اهتماماته رعاية المسلمين دينياً وثقافياً واجتماعياً، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وتوطيد العلاقات مع أتباع الأديان السماوية، وخصوصاً المسيحية منها.
تكشف المصادر عبر "المدن" أنه "لم يتم إقفال أي مركز من المراكز التي تم مداهمتها، ولم يتم اعتقال أي شخص داخل المراكز خلال المداهمات، بسبب توقيت العملية، كما أن الشرطة الألمانية لم تقدّم معلومة محددة للتحقيق فيها أو التدقيق بها، بل قامت بهذه المداهمات على خلفية ما يجري في فلسطين، لاستكمال الموقف الداعم لاسرائيل، كونها هذه المرة تحدثت عن ارتباط المركز "بحزب الله"، بعد أن كانت التهمة سابقاً "الارتباط بإيران"، علماً أن هذا المركز لطالما كان محط اهتمام السلطات الألمانية التي تراقبه عن كثب".
في صيف العام 2021، كشفت الإستخبارات الالمانية الداخلية عن وثائق وأدلة تؤكد أن المركز الإسلامي بهامبورغ على "صلة مباشرة" بالنظام الإيراني، وبأنه أحد المراكز الأساسية بدعم حزب الله، ورغم هذه التقارير التي نشرها الإعلام الألماني لم يتم وقف المركز عن العمل، ليعد إلى الواجهة اليوم بظل ما يجري في فلسطين.
حسب المصادر، لا وجود للعمل الحزبي اللبناني في ألمانيا، بل جمعيات ينضوي تحتها أفراد وجماعات، ولا يقتصر الأمر هنا على حزب الله، فلا وجود لأي تنظيم حزبي آخر، بالمعنى الحزبي، لذلك تقرأ هذه المصادر العملية بأنها لبثّ التخويف في نفوس اللبنانيين المقيمين في ألمانيا، والنشر الإعلامي، والتضييق على "المسلمين"، خصوصاً أن تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية تؤكد هذا التوجه، حيث تقول: "في الوقت الذي يشعر فيه العديد من اليهود بالتهديد، لن تتسامح ألمانيا مع الدعاية الإسلامية أو التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل".
حملة ألمانية على المجالس الإسلامية
تُشير المصادر إلى أن ما تعرض له المركز الإسلامي، سبق أن خبره عدد كبير من المجالس والمراكز الإسلامية في ألمانيا منذ الأسبوع الأول لمعركة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي، ولو بأشكال أخرى، كاشفة أن القوى السياسية الألمانية شنت حملة ضغط واسعة لإجبار المجالس الإسلامية بإدانة سريعة وواضحة لحركة "حماس"، ومن هذه المجالس "المجلس الاعلى للمسلمين، وهو أحد اهم هذه المجالس في ألمانيا، والذي أصدر بياناً يُدين من خلاله هجوم حماس على المدنيين"، لكنه لم يمنع عنه الانتقاد بسبب ما حمله من دعوة لجميع الأطراف للتوقف عن القتال.
الخارجية تتبلّغ
خلال ساعات الصباح اليوم، أرسلت السفارة اللبنانية في ألمانيا، حسب معلومات "المدن"، رسالة إلى وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان، تبلغ المعنيين فيها بالواقعة التي حصلت، وبأن من بين التُهم التي يتحدث عنها الألمان، "العلاقة مع حزب الله"، من دون الدخول في أي تفاصيل أخرى.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها