الثلاثاء 2023/11/14

آخر تحديث: 18:47 (بيروت)

تظاهرة مركزيّة للأحزاب والفصائل أمام السّفارة البريطانيّة: لا حشود

الثلاثاء 2023/11/14
تظاهرة مركزيّة للأحزاب والفصائل أمام السّفارة البريطانيّة: لا حشود
حاول البعض من الملثمين بكوفيات، رميّ الحجارة وقوارير المياه على العناصر الأمنيّة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

وسط الشارع العموميّ المؤدي إلى "برج المرّ" الشهير، وصولاً أمام السّفارة البريطانيّة وتجمع السّفارات الأوروبيّة وبعثة الاتحاد الأوروبيّ في بيروت، وقف عصر اليوم، الثلاثاء 14 تشرين الثاني الجاري، العشرات من المُحتجين والمواطنين الغاضبين من السّياسة الأوروبيّة "المواربة"، إزاء ما يحصل من مجازر في قطاع غزّة منذ الثامن من تشرين الأول الفائت. في مشهديّةٍ اعتاد عليها الشارع اللّبنانيّ المستنفر طيلة الأسابيع الأخيرة، وشبيهة لحدٍّ بعيد بمختلف التّظاهرات المناصرة للقضية الفلسطينيّة والحقّ الفلسطيني (pro Palestinian) التّي تغزو شتّى العواصم العالميّة.

تظاهرة حزبيّة
والتّظاهرة التّي حضرها العشرات من أنصار كل من الحزب السوري القومي الاجتماعيّ وثنائي حزب الله وحركة أمل وعدد من منتسبي الحزب الشيوعي اللّبنانيّ وأعضاء المنظمات الشبابيّة والكشفيّة، فضلًا عن بعض سكّان المخيمات من اللاجئين الفلسطينيين ومناصري الفصائل الفلسطينيّة وتحديدًا "حركة حماس".. كانت الدعوة إليها منذ عدّة أيام، تحت شعار "تنديدًا بالجرائم الصهيونيّة في غزّة واستنكارًا للدعم الأميركي والأوروبيّ لسياسة المجازر بحقّ الشعب الفلسطينيّ المُجاهد ودعمًا للمقاومة في فلسطين ولبنان والمحور وانتصارًا لمظلوميّة الشعب الفلسطينيّ الصابر".

وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينيّة، وأعلام حركة حماس وكتائب "القسام" والحزب القوميّ وجبهة المقاومة الوطنية، واللافتات التّي ضمت الشعارات المندّدة بالجرائم الإسرائيليّة والاحتلال، وصورًا لضحايا الغارات الجويّة والعمليات العسكريّة الوحشيّة، وأخرى حملت صور "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب "القسام". فيما علّت أصوات المعتصمين، بالهتافات الداعمة للقسام و"أبو عبيدة" و"المقاومة الإسلاميّة" في لبنان وفلسطين، وطالبوا بمحو إسرائيل عن بكرة أبيها وإسقاط تلّ أبيب. ووقفت النسوة العجائز بلباسهن الفلسطينيّ التّقليديّ أمام عدسات الكاميرا باكيات ومطالبات المجتمع الدوليّ بالإصغاء إليهن. كما وألقى كل حزب عبر لسان ممثليه، خطبةً موجزة، ترجمت غاية الوقفة هذه.

ولم تتمكن الأحزاب التّي دعت إلى هذه التّظاهرة وبالرغم من التحشيد الشعبيّ والحزبيّ، لجمع عدد كبير من المُعتصمين، كما بات الأمر في التّظاهرات المركزيّة التّي ازدحمت بها الشوارع البيروتيّة طيلة الشهر الماضي، وذلك على سيرة مجمل تظاهرات قوى الثامن من آذار (راجع "المدن")، إلا أن اللافت هو المحاولات الحثيثة للمتظاهرين لتحويلها إلى تظاهرة "عنيفة". فبدايةً حاول البعض من الملثمين بكوفيات، رميّ الحجارة وقوارير المياه على العناصر الأمنيّة التّي طوقت محيط التّظاهرة كاملةً،  لكن مجمل المتظاهرين حاولوا تهدئتهم، خصوصًا أن القوى الأمنيّة وعناصر الجيش، قد اعتمدوا سياسة التّساهل مع وقفات المناصرة، ولم يتمّ تسجيل أي حالة عنف سلطويّ طيلة الاحتجاجات بحقّ المتظاهرين.

السّياسة البريطانيّة والأوروبيّة
ويُلحظ أن هذه التّظاهرة جاءت بالتّوازيّ مع التّظاهرات المناصرة للقضية الفلسطينيّة والمتأججة في العاصمة البريطانيّة، لندن، ضدّ كل ما يتصلّ بالدعم البريطانيّ للاحتلال الإسرائيليّ، سياسيًّا وعسكريًّا، وتجاهل بريطانيا وعدم إقرارها بمسؤوليتها عما يحصل، وكذلك المنددة بوزيرة الداخليّة في سويلا برافرمان التي اتُهمت بتأجيج الكراهية بعد معارضتها الشديدة لمظاهرة رافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ونشرها لمقالة في جريدة التايمز البريطانيّة، متهمةً الشرطة بالانحياز. هذه المقالة التّي تسببت بإقالتها على يدّ رئيس الحكومة ريشي سوناك، مؤخرًا، بعد ضغوط شعبيّة وسياسيّة متنوعة (حزب المحافظين الحاكم، وحزب العمل المعارض).

ولم تخل التّظاهرة في بيروت من هذه التّنديدات، التّي اعتبرها المحتجون، مرآةً تعكس مزاج الساسة وصناع القرار البريطانيين، معتبرين أن بريطانيا شريكة تاريخية للمجرم، مهما حاولت إنكار ذلك، متهمين إياها بالتّواطؤ مع سائر الدول الأوروبيّة والولايات المتحدة الأميركيّة في مشروع نكبة السكّان في فلسطين المحتلة، وتهجيرهم مُجدّدًا. وطالبوا السّلطات اللّبنانيّة بقطع علاقتها بالدول الأوروبيّة هذه.

أما اللافت في المشهديّة العامة للتظاهرة، هو التّواجد الهائل لوسائل الإعلام الأجنبيّة وتضاؤل الوجود الإعلامي المحليّ (على اعتبار أن هذه التّظاهرات باتت دوريّة وروتينيّة أمام المشهد الجنوبيّ المتوتر). وقد انتشرت في محيط التّظاهرة الصور واللافتات التّي عُلقت مؤخرًا على امتداد الطرقات اللبنانية، والمتضمنة على عبارة "لبنان لا يُريد الحرب"، والتّي لا تُطابق تقريبًا مزاج المتظاهرين الذين كرّروا الشعار الشهير "للقدس رايحين.. شهداء بالملايين".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها