في جديد التطورات الميدانية جنوباً، أعلن حزب الله، في بيان، أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة"، استهدف موقع رويسات العلم، وبركة ريشا، وموقع المرج، بالإضافة إلى استهداف مواقع أخرى في الجليل الغربي والأوسط. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيليّة عن إطلاق صاروخين مضادين للدبابات من لبنان على مواقع عسكرية في الجليل الأعلى، قائلة إن الجيش رد على مصدر النيران. وقد سجل قصف مدفعي إسرائيلي طال أطراف بلدات طيرحرفا وحولا وهونين ورب ثلاثين. أيضاً استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة رأس الناقورة واللبونة بقصف مدفعي عنيف. واستهدفت غارات وقصف مدفعي منطقة "الغابة" بين عيترون ومارون الراس وأطراف ميس الجبل لجهة "وادي السلوقي.
كذلك، استهدفت مسيّرة اسرائيلية منزلاً خالياً في أطراف بليدا ومحيط ملعب كرة القدم الجديد في الأطراف الغربية لميس الجبل. كما استهدفت مسيّرة أطراف بلدة عيتا الشعب، ونفذت غارة جوية عند أطراف بلدة عيترون. وأعلن حزب الله "إننا استهدفنا صباح اليوم نقطة تحشيد لجنود العدو قرب موقع المرج بالأسلحة المناسبة، وأوقعنا فيها إصابات مباشرة".
وسيطرت أجواء من الحذر في القطاع الغربي في الجنوب، لا سيما عند الخطوط الأمامية، بدءاً من الناقورة في الساحل، مروراً بالقرى المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة، في القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً إلى بلدة يارون، فيما لم تغب طائرات الاستطلاع عن الأجواء.
وزعم الجيش الإسرائيلي قصفه مجموعة حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة يفتاح، مدّعيًا قصف عدد من البنى التحتية لحزب الله في الأراضي اللبنانية. وكانت قد ادّعت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ صاروخًا مضادًا للدروع أُطلق من الأراضي اللبنانية على معسكر للجيش في الجليل الأعلى.
من جهة أخرى عثر أهالي بلدة إبل السقي على مسيّرة عالقة بين الأشجار في البلدة، ما أثار حالة من الجدل والتساؤلات حول الجهة التي قامت بإطلاقها. ولا يزال مصدر إطلاقها مجهولاً حتى اللحظة.
واستنفر هذا الحدث الجيش اللبناني، حيث وصلت فرقة هندسة من الجيش إلى المكان للكشف على المسيّرة وإعداد تقريرٍ تفصيلي حولها، بهدف تحديد الجهة المالكة والمسؤولة عن هذه المسيّرة.
وكان الجيش الإسرائيلي استهدف قرابة الأولى والنصف من بعد منتصف الليل بقصف مدفعي عنيف محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة، ترافق مع إطلاق قنابل حارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، في حين حلق الطيران الاستطلاعي المعادي منذ الليل فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط. كما أطلق القنابل المضيئة في سماء المنطقة وصولاً حتى مشارف بلدات زبقين وياطر وكفرا.
جولة قائد اليونيفيل
وفي إطار مواكبة التطورات الميدانية، زار القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال اوراندو لازارو على رأس وفد كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب المعلومات فإن قائد اليونفيل يشدد على نقل الرسائل حول ضرورة التهدئة ومنع التصعيد. وجدد رئيس الحكومة "شكر لبنان لكل التضحيات التي تقدمها هذه القوات في خلال تأدية مهامها منذ انشائها حتى اليوم، وكان آخرها اصابة جندي بجروح قبل ايام".
وأثنى"على الجهود الشاقة التي تبذلها اليونيفيل في هذه المرحلة الصعبة في سبيل تخفيف التوتر والحؤول قدر المستطاع دون تفاقم الصدام العسكري القائم على طول الخط الازرق وعبره، والذي هو نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية وخرقها لمندرجات القرار 1701". وجدد تأكيد "تمسك لبنان ببقاء هذه القوات في الجنوب وبعدم المس بالمهام وقواعد العمل التي انيطت بها والذي تنفذه بالتعاون الوثيق مع الجيش.
لاثارو عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية في الجنوب مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حذّر من تمادي العدو الإسرائيلي في تصعيد عدوانيته مستهدفاً تكراراً المدنيين والإعلاميين والمسعفين، متجاوزاً في إعتداءاته عمق الجنوب اللبناني فضلاً عن تهديداته للعاصمة اللبنانية بيروت، مما يزيد من مخاطر توسع نيران الحرب الإسرائيلية في المنطقة خلافاً للمواقف الدولية والعربية الداعية الى الإلتزام بالشرعية الدولية المتمثلة بالقرار الأممي 1701 وقواعد الإشتباك، وقد اثنى الرئيس بري على الجهود التي تبذلها القوات الدولية العاملة في الجنوب في هذا الإطار .
وقال لاثارو في بيان: "التقيت اليوم في بيروت برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وذلك قبيل مشاورات مجلس الأمن الدولي حول القرار 1701 (2006). وأعربت عن قلقي العميق إزاء الوضع في الجنوب واحتمال وقوع أعمال عدائية أوسع نطاقا وأكثر حدة. كما شكرتهما على جهودهما من أجل استعادة الاستقرار خلال هذه الأيام الحرجة، بما في ذلك من خلال القنوات الديبلوماسية، وكذلك على الثقة التي وضعوها في آليات الارتباط التي تضطلع بها "اليونيفيل" لتجنب المزيد من التصعيد".
واضاف:" إن أولويات اليونيفيل الآن هي منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان سلامة وأمن حفظة السلام الذين يحاولون تحقيق ذلك، إن القرار رقم 1701 يواجه تحديا في الوقت الراهن، إلا أن مبادئه المتعلقة بالأمن والاستقرار والتوصل إلى حل طويل الأمد تظل صالحة. ويظل دورنا المحايد شديد الأهمية لناحية إيصال الرسائل الحاسمة للحد من التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، بهدف تجنب أي تصعيد غير مبرر، ولقد كان على حفظة السلام مواءمة عملهم مع الوضع، ولكن عملنا لدعم القرار مستمر."
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها