في ظل هذا السجال القائم، لا يزال اللبنانيون ينتظرون ما يمكن أن تحمله التطورات الخارجية والتحركات الديبلوماسية التي تشهدها بيروت، لا سيما في ظل انتظار عودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وسط معلومات عن طرحه لفكرة جديدة، وهي توجيه دعوات لممثلين عن القوى السياسية والكتل النيابية إلى غداء جامع في قصر الصنوبر، فلا يطلق عليه صفة حوار ولا نقاش، إنما مناسبة اجتماعية يمكن الرهان عليها لفتح قنوات التواصل بين القوى.
الجميّل والسفيران القطري والمصري
في سياق الحركة الديبلوماسية، واصل السفير القطري في بيروت سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، جولته على المسؤولين. وقد التقى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، وجرى عرض للمستجدات والملفات المطروحة. كما استقبل الجميل السفير المصري ياسر علوي في زيارة وداعية. وبعد استقباله السفيرين القطري والمصري، توجّه الجميّل إلى الرأي العام "في زمن الوساطات والمبادرات الخارجية والمحاولات الداخلية لإيجاد حلول للملف الرئاسي"، بالقول: "سمعنا أمس كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ونسمع أبواق الحزب. لذلك نوضح حقيقة الوضع، فالأساس أن الحزب يخطف الاستحقاق الرئاسي وينتظر أن يقبض الثمن ليفرج عنه".
ولفت إلى أن من الواضح أن حزب الله يرفض ملاقاة اللبنانيين الى منتصف الطريق، بعكس ما تقوم به المعارضة. إذ سحبنا أولاً مرشحنا النائب ميشال معوض ورشحنا الوزير جهاد أزعور كحسن نية لإنهاء الشغور الرئاسي. أمّا "الحزب" فلم يقم بأي خطوة تجاه انتخاب رئيس. وأكد الجميّل ان رئيس مجلس النواب نبيه بريّ لا يدعو الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، وحزب الله مُصِرّ على مرشحه. ونحن أمام خيارين، إمّا الصمود أو الخضوع، إمّا نرفض منطق الإملاء والسيطرة والفرض أو نخضع للمرشح الذي يفرضه "الحزب".
وقال: "اذا كان حزب الله حريصاً على البلد كما يدّعي، فليسحب مُرشحه وليقترح مرشحاً آخر، عندها إمّا نختار بين الإثنين أو نذهب إلى خيارٍ ثالث رئاسياً". وأضاف: "نحن مصرّون على التوافق وهم يفرضون مرشحهم. ونحن نقبل بمبدأ الوصول إلى مرشح مقبول من الجميع، لكنهم يرفضون الأمر ويصرّون على الفرض. وبالتالي، نحن من أطلقنا الحوار بمجرّد أننا سحبنا مرشحنا واقترحنا مرشحاً توافقياً. فقمنا بحوارٍ علني بشفافية واقترحنا حلولاً لنتناقش بها بشكلٍ علني، ولماذا يريدوننا أن نكون بغرفة مغلقة ويفرضون علينا مرشحهم؟". وشدد الجميّل على ان كل المبادرات لن تنجح إذا لم يكن هناك فريقان يرغبان بالوصول إلى الاتفاق و"نحن الحريصون على البلد، نقبل التوافق. فليسحبوا مرشحهم وليلاقونا إلى منتصف الطريق ونحن سبق لنا وقمنا بالأمر". معتبرا ان من يرفض منطق الوصول إلى حلول هو فريق الممانعة.
وأشار الجميّل الى أننا مقبلون على استحقاقٍ خطير في الجيش اللبناني، عندما تخلو القيادة واستحقاقات مالية مصيرية، و"نحن بحاجة لتكون المؤسسات قائمة لذلك نقبل الوصول إلى منتصف الطريق حرصاً منّا على ما تبقّى من مؤسسات. ونحاول أن نُفدي الاستحقاق "بالتي هي أحسن". أضاف: "يقولون أنهم يريدون ضمانات. فلماذا حزب الله المسلّح والذي يستعمل العنف والمُتّهم بالاغتيالات ويعطّل الدستور وحليفه لا يدعو إلى انتخابات، يريد ضمانات؟ الحقيقة أن من يحتاج إلى ضمانات هم اللبنانيون. وما نطلبه هو للدولة والمؤسسات والجمهورية اللبنانية. ونحن ندافع عن حقوق الجمهورية، ولا نطلب شيئاً لأنفسنا. ونحن نريد الدولة وضمانات للجمهورية والدولة والمؤسسات، بينما هو يريد الضمانات لسلاحه".
وتابع الجميّل: "نريد ضمانات لكيلا نعود إلى أزمة في تشكيل الحكومة ويفرض حزب الله شروطه لتأمين مصالح حلفائه وتعطيل الاستحقاقات المقبلة بعد رئاسة الجمهورية، نريد ضمانات أمنيّة من تهديدات سلاح حزب الله، وأتوجّه بالمباشر إلى حسن نصرالله "هل يقبل أن يقول أحد معاونيه أن المعارضة عبء على البلد؟ هل تترجم لنا ما معنى العبء؟ هل هذا تهديد بالقتل وبـ7 أيار؟ هل هذه اللغة التي تريد ان تبني بها بلداً مع الآخرين؟" نحن لم ولا نستعمل هذه اللغة ومشكلتنا أنكم تهددون وتتكبّرون وأن لديكم ميليشيا مخالفة للدستور".
اللقاء الديموقراطي: حائط مسدود
من جهته أكد أمين سر "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن، في حديث إلى اذاعة "صوت كل لبنان"، "أن المراوحة قائمة في ملف الاستحقاق الرئاسي على الرغم من المسعى القطري اللافت، مشيراً إلى أن "الأجواء الخارجية مفتوحة للحث على الحلول، فيما المسار الداخلي مقفل ويتجه إلى حائط مسدود".
وشدد على أن "الحل لا يكون سوى بالتلاقي بين المكونات اللبنانية من خلال الحوار في ما بينها، حول ضرورة اختيار شخصية توافقية، تبدأ معها عملية انتظام الدولة والمؤسسات، وبالتالي المطلوب اتخاذ قرار كبير فوق كل الصراعات الصغيرة التي لا قيمة لها، والذهاب الى تسوية لبنانية داخلية تنتج رئيسا للجمهورية وحكومة". وأشار إلى أن "الموفد القطري يحاول من خلال جولته استطلاع الآراء ، وتمرير أسماء ليرى مدى قبولها من القوى السياسية، لكنه لا يجد إجماعا لبنانيا، فيما المطلوب أن نساعد في هذا المسار علنا نخرج باسم توافقي".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها