الخميس 2023/01/26

آخر تحديث: 10:44 (بيروت)

"جيروزاليم بوست": إيران حريصة على علاقة حزب الله بباسيل

الخميس 2023/01/26
"جيروزاليم بوست": إيران حريصة على علاقة حزب الله بباسيل
"إيران مهتمة اليوم بالسياسة اللبنانية أكثر من أي وقتٍ مضى" (المدن)
increase حجم الخط decrease

في خضم الفوضى القضائية التي يعيشها لبنان، والفراغ الرئاسي الذي لا يعرف أحد أمده، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تقريراً اعتبرت فيه أن حزب الله هو المستفيد الأول من الفوضى الواقعة في بيروت، لتحقيق هدفه المتمثل بأن يكون لبنان مفلساً وبلا زعيم حتى يتمكن من لعب دور "إطعام ما تبقى من البلد"، ثم إغراقه بالسلاح لتهديد إسرائيل. وتناولت في التقرير تدهور التفاهم بين الحزب والتيار الوطني الحر، ومدى قلق إيران من هذا الشرخ الحاصل بين الحليفين.

المستفيد من الفوضى
وفق الصحيفة الإسرائيلية، يمتلك الحزب نوع من القبضة الخانقة على السلطة في لبنان، ليس لأنه حزب كبير وحسب، ولكن لأن لديه حلفاء رئيسيين، والقوة الكافية لمنع المعارضة من فعل أي شيء. وليستفيد من الفوضى، فهو بالتالي يريد مأزقاً سياسياً في البلاد.

وتسلط "جيروزاليم بوست" في تقريرها الضوء على علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحر، مذكرّةً بانتقاد جبران باسيل الولايات المتحدة وإسرائيل العام الماضي، واتهامهما بالوقوف وراء مؤامرة يُفترض أنها أثرت على الانتخابات النيابية اللبنانية. وتستتبع ذلك بالقول "هذه هي نقطة الحديث الإيرانية المعتادة، إلقاء اللوم على الأميركيين وإسرائيل في كل شيء. إنها حجة تُستخدم لصرف الانتباه عن الفشل الذي جلبته إيران لدول المنطقة".

تقول الصحيفة أن إيران مهتمة اليوم بالسياسة اللبنانية أكثر من أي وقتٍ مضى، مشيرةً إلى تركيز وكالة "تسنيم" للأنباء، الموالية للحكومة الإيرانية، على الخلافات اللبنانية الأخيرة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ومن هنا، تفترض الصحيفة الإسرائيلية أن إيران قلقة من احتمال انفصال باسيل عن حزب الله.

يعكس ما ذكرته الوكالة الإيرانية الرؤية الصريحة لموقف إيران ومن خلفها حزب الله في المستجدات اللبنانية. إذ يفيد تقرير "تسنيم"، كما تكتب الصحيفة الإسرائيلية، برسالة تهديدٍ واضحة من حزب الله لجبران باسيل، خصوصاً بعد اضطرار الحزب إياه لإصدار بيان إثر ظهور بعض الخلافات مع التيار الوطني الحر للعلن في وسائل الإعلام. أما عن اجتماعات الحكومة، فتقول الصحيفة الإسرائيلية أن حزب الله لا يريد من حلفائه في الحكومة عقد أي اجتماعات ما لم يفرض جدول الأعمال بنفسه.

ويضيف تقرير "تسنيم"، أن باسيل منزعج من عدم إحراز أي تقدمٍ بين القادة السياسيين الآخرين في البلاد وأنه يعترض على تأثير حركة أمل في السياسة اللبنانية. وتحدث التقرير الإيراني عن لقاء نائب حزب الله حسين خليل التقى وجبران باسيل الأخير. حين ناقش الطرفان موضوع انتخاب الرئيس والنقاط الإيجابية والسلبية لاتفاق "مار مخايل". لتعلق بعدها الوكالة الإيرانية على هذا اللقاء بالقول "النقطة الجديرة بالملاحظة هي أن حزب الله والتيار الوطني الحر كانا مهتمين بالتغطية الإعلامية لهذا الاجتماع من أجل إنهاء الشائعات حول قطع العلاقات بين هذين الحزبين في بعض الدوائر".

رغبة إيران وتهديد أمن إسرائيل
تكمل الصحيفة في تحليلها، فتقول أنه بالإضافة إلى إظهار الانفتاح على تسوية سياسية أوسع حول الانتخابات الرئاسية، أراد الحزب إرسال رسالة إلى حليفٍ يعقد الأمور برفضه بشكلٍ قاطع تأييد إيصال قائد الجيش جوزيف عون، أو زعيم المردة سليمان فرنجية، مرشح حزب الله المفضل، لسدة الرئاسة.

وتابعت مستطردةً "تأمل إيران أن يتوصل حزب الله وقيادة التيار الوطني الحر إلى نوع من التفاهم على الرغم من المأزق الحاصل. في غضون ذلك، يطالب نواب آخرون في لبنان بأن تستمر عملية التصويت حتى انتخاب الرئيس، وألاّ يواصل النواب التنصل من مسؤولياتهم. لكن لا يبدو أن أحداً باستطاعته الالتزام بهذا الأمر".

وتختم "جيروزاليم بوست" بالقول: "مع استمرار الأزمة، يستمر حزب الله في ترسيخ نفسه. وهو يواصل بناء أبراج المراقبة والتحصينات في الجنوب وتهديد أمن إسرائيل. وفي الموازاة، تجري إسرائيل والقيادة المركزية الأميركية مناورات عسكرية واسعة النطاق هذا الأسبوع. وسط كل هذا الصخب، يعرف حزب الله أنه يجب أن يقدم على خطواته بحذر، وكيف يستفيد من فراغ السلطة في قلب بيروت".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها