وحسب المعلومات القريبة من تيار المستقبل، فإن لقاءات الحريري لا ترتبط بالرجوع عن قراره بتعليق العمل السياسي، إنما أكد أمام مسؤولي تيار المستقبل، وهيئة المكتب السياسي إصراره على تعليق العمل السياسي. لقاءات الحريري مع كوادر التيار كانت "وجدانية"، وأبدى خلاله أسفه لما وصل إليه الوضع في البلد، خصوصاً من الناحية الاقتصادية.
وفي السياق، فقد أجرى رئيس الجمهورية السابق، ميشال عون، اتصالاً بالرئيس سعد الحريري، مجدداً التعزية باستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري. وفي التفاصيل، فقد تمنّى عون على الحريري العودة إلى لبنان بعد طول غياب، "لأن الوطن بحاجة اليوم إلى جميع أبنائه وطاقاته".
وسيكون للحريري المزيد من اللقاءت الاجتماعية والسياسية طوال فترة إقامته في بيروت، والتي تستمر أياماً قليلة. وبرسالة صامتة، سيوصل تيار المستقبل موقفاً واضحاً حول استمرار شعبية الحريري على حالها، بعد تجميد عمله السياسي، من خلال الوقفة التي سيتم تنظيمها على ضريح الرئيس رفيق الحريري ظهر الثلاثاء، على أن يتوجه بعدها الحريري إلى بيت الوسط، الذي ستكون أبوابه مفتوحة أمام شخصيات سياسية ودينية، والبعض من جمهور تيار المستقبل.
وقد شهدت مناطق مختلفة في الأيام الماضية اجتماعات ولقاءات لمسؤولين وكوادر في تيار المستقبل، كذلك عقدت النائبة بهية الحريري سلسلة اجتماعات في دارتها في مجدليون وفي بيت الوسط ببيروت، تحضيراً ومواكبة لهذا التحرك. وتضيف المصادر المتابعة، أن جموعاً من الناس وجماهير التيار الأزرق ستشارك بالوقفة على الضريح يوم الثلاثاء، وذلك في إشارة منهم إلى تقديم صورة واضحة حول شعبية التيار وجمهوره، الذي لا يزال على مواقفه في إطار إثبات الحضور، وأن غياب الحريري عن الساحة السياسية واللبنانية لم يؤد إلى غياب هؤلاء أو تخليهم عن مواقفهم وثوابتهم.
وتشير مصادر تيار المستقبل إلى أن رئيس التيار سيعقد لقاءات مع رجال دين، لا سيما مع المفتين الذين تم انتخابهم مؤخراً. وهو قد وجه لهم دعوات على الغداء، كما أن الحريري سيلتقي بعدد من رجال الدين المسيحيين وعدد من المطارنة. كما أن عدداً من النواب الحاليين والسابقين، ولا سيما النواب السنّة، طلبوا مواعيد من الحريري للقائه، وهو سيعقد لقاءات معهم، ولكن مع التشديد على عدم إطلاق أي مواقف سياسية منسوبة إليه، أو إطلاق مواقف من على منبر بيت الوسط.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها