الجمعة 2022/09/30

آخر تحديث: 10:52 (بيروت)

المتسابقون إلى الحلبة.. من يلتقط قصب السباق؟

الجمعة 2022/09/30
المتسابقون إلى الحلبة.. من يلتقط قصب السباق؟
القرار لن يكون قريباً وسهلاً (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لم ينجح مجلس النواب في جلسته الأولى في انتخاب رئيس للجمهورية، لعدة أسباب، أبرزها أنها كانت جلسة تجريبية، استدرج إليها الرئيس نبيه برّي الأطراف النيابية على حين غرة، إذ كانت من خارج التوقيت المتوقع.

مما لا شك فيه أن برّي، وكما يقول المثل العامي "تغداهم قبل أن يتعشوه". بمعنى أن بعض الأطراف كان يعد العدة لتحميله مسؤولية التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية. وبالرغم من معرفته أن الأمر لم ينضج بعد، ولم يتبلور أي توافق حول اسم الرئيس العتيد، رفع أبو مصطفى المسؤولية عن كاهله وعاجل الأطراف بدعوة المجلس إلى انتخاب الرئيس، مما اضطر الكثير من الأطراف لوضع أولوية انتخاب رئيس البلاد على طاولة البحث والقرار.

صورة الرئيس المقبل للبنان بحاجة لبعض الوقت حتى تأخذ طريقها إلى التشّكُل. والمعضلة الأساس أن أي اسم مقبل بحاجة إلى توافق عدد كبير من الأطراف والمكونات السياسية، بسبب نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والتي أفرزت مجلساً موزع القوى وفق أرخبيل من الكتل غير المتجانسة أو المتفقة.

لهذه الأسباب، فإن القرار لن يكون قريباً وسهلاً، إلّا أن جملة من المعطيات والأسماء المرشحة ستلعب لعبتها إلى أن يستقر الأمر على الرئيس العتيد.

طُرحت وستطرح أسماء متعددة، قبل أن يتبلور الاتفاق على الرئيس المقبل بسبب غياب الأكثرية الواضحة لأي طرف أو محور بعينه.

أربعة متسابقين من أصحاب الطموح والحظوة يتحضرون للنزول إلى حلبة التنافس من الآن فصاعداً، تقف خلفهم أثقال وموازين قوى نيابية واضحة، بالرغم من أنهم لم يعلنوا ترشيحهم رسمياً، لكنهم أطلقوا في الوقت عينه حملتهم الانتخابية الترويجية والتسويقية.

أول هؤلاء الفرسان المتنافسين، هو رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الذي كان يعد العدة لهذا النزال منذ فترة طويلة وعبر مراحل متعددة، كان آخرها الانتخابات النيابية والتي كان اعتبرها المعركة الفصل.

حقق جعجع قسماً كبيراً من طموحه وخططه عبر الانتخابات النيابية، ولكن ليس بشكل حاسم أو كاسح، أي انه لم يحصل على أكثرية حاسمة لصالحه كما رغب وأراد. لكن الأكثرية لم تعد بيد حزب الله كما كانت.

كان جعجع يمني النفس في الحصول على أكثرية نيابية مسيحية كبيرة وواضحة، وفرق كبير بينه وبين التيار الوطني الحر. لكن قدرات حزب الله التجييرية عطلت عليه ما أراد بإسعاف التيار وجبران باسيل في أكثر من موقع ومكان.

بعد انتهاء الانتخابات النيابية سرعان ما بادر جعجع إلى الإعلان قائلاً: أنا مرشح طبيعي. مما يعني أنه حجز مقعده بين المرشحين من دون أن يسدد ثمن البطاقة ويضعها في جيبه، تماماً كمن يحجز مقعده في المسرح أو السينما بقلم أحمر على الورق.

في احتفال ذكرى شهداء القوات اللبنانية في معراب، أطلق جعجع معركته الترويجية بحملة عنيفة على غريمه التيار الوطني الحر.

المرشح الثاني أو الفارس الثاني الطامح لمنصب الرئيس، كان ولا يزال صهر العهد العتيد جبران باسيل، الذي لم يتراجع عن طموحه لخلافة والد زوجته بالرغم من العقوبات الأميركية، وعدم ارتفاع منسوب المحبة والترحيب به من أطراف كثيرة. وهو استخدم في هجومه على القوات اللبنانية كل الأساليب الاستفزازية الشخصية والتحريضية، من دون أن يتورع عن استخدام أكثر العبارات والاتهامات تجريحاً ضد غريمه جعجع.

وإذا كانت الحملة الترويجية لجعجع قد انطلقت من معراب، فإن باسيل اختار عاصمة الشمال وشارع mino بالمينا طرابلس ومياه جزيرة الأرانب ليبدأ تسويق نفسه لدى الرأي العام، بالإيحاء إنه مقدام ومبادر حيث لا يجرؤ الآخرون، ويجيد الغطس في مياه عميقة، والإطلالة على مدينة بأغلبية إسلامية، والاهتمام بأحياء مدينة طرابلس مسقط رأس رئيس الحكومة المكلف غريمه الآخر نجيب ميقاتي.

وتطبيقاً للقول العربي "كاد المريب أن يقول خذوني"، انتقل باسيل في زيارته الثانية من طرابلس إلى دار الفتوى مشيداً بمواقف المفتي دريان، مطالباً بتطبيق اتفاق الطائف وتطويره للرد على كل الاتهامات التي قالت باستهدافه اتفاق الطائف والجماعة السنّية.

المرشح أو الفارس الثالث الذي نزل إلى الحلبة من دون أن يعلن ترشحه كان زعيم تيار المردة سليمان فرنجية. وهو الذي لم يعلن ترشيحه الرسمي، إلا أنه أطلق كل شعارات الترشح التي لا يمكن لغريميه جعجع وباسيل قولها أو تبنيها. فأعلن من برنامج مارسيل غانم تماهياً مع مواصفات حددها برّي في مهرجان صور معلنا: "أنا عربي وحدوي وهدفي ترك بصمة في تاريخ لبنان".

أما المرشح أو الفارس الرابع الذي يعمل وفق خطة مدروسة، بعيداً عن الظهور المباشر والمتكرر على وسائل الإعلام، فهو قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي لم يمانع في أن تقيم له بلدية بلدته العيشية مناسبة تكريمية بإطلاق اسمه على الساحة عند مدخلها، في احتفال حضره النائب السابق العوني أمل أبو زيد.

صحيح أن بعض المحسوبين على باسيل يكيلون النعوت السلبية ويستخدمون التلطيش المفضوح والزكزكات والضغائن ضد قائد الجيش على شاشات التلفزة، باعتباره وصل وتخلى عن الذي أوصله حسب قولهم، لكن قائد الجيش يسير نحو كرسي الرئاسة بصمت وثبات ومن دون تردد، منتظراً أن تسنح الظروف التي قد لا تتأخر في أن تفتح له الطريق إلى بعبدا.

الكتل النيابية الوازنة كفيلة بتعطيل وصول مرشحين كمثل باسيل وجعجع وربما فرنجية.

باسيل تُعطِّل وصوله القوات اللبنانية والحلفاء لها. أما جعجع فتعطِّل وصوله كتلتة التيار الوطني الحر وحزب الله. يبقى سؤال التوافق محصوراً بثلاثة هم: سليمان فرنجية إذا تبادل حزب الله والتيار العوني المنافع والوعود. وقائد الجيش. واحتمال ثالث من المستقلين قد يكون فلتة الشوط الثورية، لفتح طريق بداية خروج لبنان من نفق العتمة والظلام.

فمن يا ترى سيصبح صاحب الفخامة الرابع عشر؟ ومتى؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها