الجمعة 2022/09/30

آخر تحديث: 11:01 (بيروت)

الكنيسة ترى فرصة لـ"لبننة" الانتخابات الرئاسية

الجمعة 2022/09/30
الكنيسة ترى فرصة  لـ"لبننة" الانتخابات الرئاسية
إذا تعذّر التوافق، فلا ضرورة للإجماع، فلنحتكم إلى الديمقراطية (Getty)
increase حجم الخط decrease
لم يكن مشهد النواب وهم يخرجون من قاعة المجلس النيابي بالأمس من دون انتخاب رئيس للجمهورية مرضياً لبكركي. ففي كتابها، على النواب أن يقوموا بما أوكلهم الناس القيام به، وفي طليعة ذلك انتخاب رئيس للبلاد.

تزداد هذه القناعة مع تلمس مسؤولين كنسيين أن "نسبة القرار اللبناني في اختيار رئيس تبدو اليوم مرتفعة. وأن لبننة الاستحقاق، إلى حدّ ما ممكنة ويمكن توسيع هامشها. وهذه فرصة ليبادر النواب إلى التوافق لتجسيد الإرادة الوطنية، من خلال رئيس جمهورية يعيد أسلوب انتخابه الاعتبار إلى السيادة الوطنية، التي تتجسد أولاً بالخيار الحرّ المستقل"، وفق ما يقول أحد المسؤولين.

مساحة للإرادة اللبنانية
في المتداول في الأوساط الكنسية أن العالم منشغل بحروبه وبأزماته الاقتصادية والتحديات الكبيرة المفروضة على الدول، وإن الخوف من تصاعد التوترات والاضطرابات يضع أولويات للدول الكبرى، ليس لبنان في صدارتها.

برأي هذه الأوساط، إن "ما يهم الدول المؤثرة في لبنان اليوم تحقيق حدّ أدنى من الاستقرار في البلد الصغير يخفف من أزماته، من دون أن يعني ذلك عدم تدخلها للتأثير والضغط، إن لم يكن للإتيان برئيس يواليها، فأقله منع وصول من يعارضها. وهذا ما يتيح فسحة أوسع للإرادة اللبنانية لتتبلور وتدفع وتندفع إلى اختيار رئيس يكون صناعة لبنانية".

من دون جيوش أجنبية
يلفت أحد المسؤولين الكنسيين الانتباه إلى أنه "من أصل 20 رئيساً للجمهورية، ابتداءً من الرئيس شارل دباس وصولاً إلى الرئيس ميشال عون، خمسة منهم فقط تم انتخابهم من دون وجود قوات عسكرية غير لبنانية على الأراضي اللبنانية، منذ الانتداب الفرنسي وصولاً إلى الوصاية السورية وما بينهما من نفوذ بريطاني وأميركي ومصري وسعودي وغيره. كان هذا الوجود غائباً فقط عند انتخاب الرؤساء كميل شمعون، شارل حلو، سليمان فرنجية، ميشال سليمان وميشال عون". يضيف "لا يعني ذلك أنهم انتُخِبوا من دون تدخلات وتوافقات خارجية، إنما هي إشارة إلى سقوط نقطة ضغط وثقل مباشر يتمثل بوجود جيش أو قوى أجنبية تفرض إرادتها على القرار الإنتخابي".

سلاح "حزب الله"
وفي أي خانة يضع تأثير سلاح "حزب الله" على انتخابات الرئاسة؟

يجيب المسؤول الكنسي أن "لا حاجة إلى تأكيد موقف الكنيسة المبدئي ضد أي سلاح خارج السلطة الشرعية والقوى الأمنية اللبنانية. وسلاح "حزب الله" يعطّل في كثير من الأوجه دور الدولة اللبنانية ويصادره. لكن لا تأثير مباشر لسلاحه على انتخاب رئيس. فالسلاح الأسوأ اليوم هو سلاح التعطيل وعدم تهيّب كل الأفرقاء الفراغ الذي يلوح في الأفق، جراء سياسات وسلوكيات مرفوضة". يضيف "المقلق أكثر أن يكون النواب والقادة ينتظرون كلمة سر تأتيهم من الخارج، أو ظروفاً تملي عليهم اسم الرئيس".

ويكرر "الفرصة اليوم سانحة دولياً كما داخلياً، مع مجلس لا يضم أكثريات ساحقة ليحتكم النواب إلى ضميرهم وينتخبوا رئيساً".

لا ضرورة للإجماع
اعتاد اللبنانيون على سياسيين ومرشحين يعلنون أن الظروف هي التي ترفع من حظوظ هذا المرشح أو ذاك، وأن لكل زمن رئيسه. كما اعتادوا أن يحصل ما يشبه الإجماع في اختيار الرئيس (باستثناءات بسيطة لعل أبرزها انتخاب الرئيس فرنجية).

لا تبدي الأوساط الكنسية إعجاباً لكلمة "الظروف". يقول مسؤول فيها "في السياسة على المسؤولين والنواب صناعة الظروف لمصلحة وطنهم. نحن نشجع على أوسع توافق بين كل مكونات المجلس النيابي حول اسم الرئيس. وأن التفاف القوى والأحزاب والشخصيات المستقلة حول رئيس الجمهورية يسهّل عليه عمله لاحقاً، وجمع اللبنانيين حول تفاهمات تخرجهم من أزماتهم. لكن إذا تعذّر التوافق، فلا ضرورة للإجماع. نحن بلد ديمقراطي. فلنحتكم للديمقراطية، ولننتخب رئيساً يتولى بحكمته حماية الدستور الذي يكاد يتشلع، ويعيد لم شمل اللبنانيين، مجدِداً قسم الحفاظ على استقلال لبنان وسلامة أراضيه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها