الثلاثاء 2022/09/13

آخر تحديث: 11:31 (بيروت)

مي الريحاني مرشّحة "الرابطة القلمية" لرئاسة الجمهورية

الثلاثاء 2022/09/13
مي الريحاني مرشّحة "الرابطة القلمية" لرئاسة الجمهورية
ترشحي تعبير عن إرادة الاغتراب اللبناني بأن يشارك بجدية في السياسة اللبنانية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
ترشحت مي الريحاني إلى رئاسة الجمهورية، فصار بديهياً التدقيق في سيرتها ومسيرتها، خصوصاً انها ليست فقط امرأة ومن خارج النادي السياسي -وهذا يُحسب لها- إنما أيضاً مقيمة خارج لبنان منذ نحو 45 سنة، وهو ما يفتح الأبواب للكثير من الأسئلة.

يبدو لقارئ سيرتها، أنه يليق أكثر بمي رئاسة "الرابطة القلمية"، لو كانت بعد موجودة.
فما الذي يحمل هذه السيدة للترشح إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية؟
الآتية من بلدة "الفريكة المتنية" من بيت أدب وشعر وفلسفة وثقافة ودار نشر، وانفتاح على العالمين العربي والغربي ما الذي يغريها في السياسة اللبنانية؟

بين مي زيادة وأمين الريحاني
سميّت مي تيمناً بالأديبة مي زيادة، ولديها مجموعات شعرية ومقالات ودراسات باللغات الثلاث العربية، الفرنسية والإنكليزية. زارت نحو سبعين بلداً، وعملت في منظمات دولية على موضوعي الإنماء العالمي وتمكين المرأة. ترأست "كرسي جبران خليل جبران للقيم والسلام" في جامعة ميريلاند. وهي ابنة شقيق "فيلسوف الفريكة" أمين الريحاني.

فما الذي أتى بها من الولايات المتحدة قبل نحو شهرين لتترشح للانتخابات الرئاسية؟
تجيب الريحاني "المدن" أن قرار ترشحها "لم يكن شخصياً بحتاً. هو تعبير عن إرادة الاغتراب اللبناني بأن يكون له صوت مسموع في لبنان، وأن يشارك مباشرة بالحياة السياسية وليس فقط كمصدر للدعم المالي".

بتواضع وفخر معاً
تروي كيف أن زملاء لها في "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم"، التي تشغل منصب مديرة مكتب واشنطن فيها، فاتحوها بالموضوع فرفضته بداية، ثم كرر أكثر من شخص ومنظمة اغترابية المحاولة، طالبين منها الترشح باسمهم. تقول "فكرت، وقلت لنفسي إنني لطالما عملت من أجل لبنان، فلماذا لا أُقدم هذه المرة أيضاً بكل تواضع وفخر في آن معا؟". وهي تعتبر أن وصولها إلى الرئاسة الاولى "يعيد ثقة المغتربين والمجتمع الدولي بلبنان، كونها عملت مع كثير من المنظمات الدولية".

بعد انفجار مرفأ بيروت، شاركت الريحاني في تأسيس لجنة التنسيق اللبنانية الأميركية التي "ساهمت في حث المغتربين للتسجيل من أجل الاقتراع في الانتخابات النيابية، والضغط على الحكومة الأميركية والنواب الأميركيين من أجل الاستمرار في مساعدة الجيش اللبناني ودعمه وزيادة هذا الدعم إن أمكن". في إطار هذه اللجنة أجرت 21 اجتماعاً مع مسؤولين لبنانيين وسياسيين وسفراء دول.

مع السفير السعودي
من بين هؤلاء كان السفير السعودي في لبنان، الذي التقته للمرة الأولى. فاجأها، كما تروي، بالتوجه الى الوفد قائلاً "قبل أن نستفيض بالحديث أريد أن أصوّب معلومة ناقصة عند اللبنانيين. يظن كثيرون أن العلاقات اللبنانية السعودية تعززت في الخمسينات يوم لقاء الملك السعودي بالرئيس كميل شمعون. الحقيقة أن توطيد العلاقات يعود إلى العام 1922 عندما ذهب أمين الريحاني إلى شبه الجزيرة العربية، وتعرف على الملك المؤسس ونشأت بينهما صداقة حتى صار أحد مستشاريه. فأهلا وسهلاً بكم خصوصاً بابنة أخ أمين الريحاني".

هل لهذا الكلام  ترجمة في السياسة؟ تبتسم قائلة "هذا حدود ما جرى".

طوباوية ولكن...
حمل المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه مي برنامج ترشحها عنوانا محدداً: "إنقاذ الكيان واستعادة الدولة". لم يزعجها اعتبار بعضهم الكثير مما قالته "طوباوياً" لا يصلح لبلد يعيش أزمات معقّدة ومتناسلة كلبنان.

وللمناسبة، لا تنزعج الريحاني من أي سؤال. غالباً ما ترسم ابتسامة لطيفة وهي تصغي بانتباه لمحدثها، وتجيب دائماً بهدوء، من دون انفعال. تقول "أنا أُزاوج بين المثالية والواقعية. وفي بعض الأمور لا أتنازل عن مثالياتي، ولكن في أمور سياسية كثيرة أعرف كيف أبني بالتراكم وأنجز من خلال الحوار وتكرار المحاولات والمقاربات".

مي الريحاني التي تصر على مد يدها لكل اللبنانيين، لا يزعجها أن تكون محسوبة على المعارضة: "سأعمل على التواصل والتنسيق مع أربع فئات: الإصلاحيين، السياديين، المستقلين والتغييريين. ولا بد أن نلتقي على أرضية مشتركة".

وماذا عن "حزب الله"؟ تجيب: "سأحاول أن ألتقي معهم في إطار جولات أنوي القيام بها على كل المسؤولين. وفي حال انتخابي سأجعل الدستور هو المرجع الذي نحتكم إليه. لا بد من أن نجد تفاهمات مشتركة يمكن البناء عليها، والتراكم والوقت والحوار المتواصل يوصل إلى الأهداف المنشودة".

عن "الشيطنة"، الزواج والأمومة
تتحدث مي الريحاني بلهجة تتداخل فيها اللكنة البيروتية و"الفريكية" والأميركية. هي خلطة تشبه إلى حد بعيد شخصيتها. فالطفلة الوحيدة على ثلاث أشقاء تعلمت "الشيطنة" باكراً. كانت تنزل مع رفاقها سيراً في الوادي وصولا إلى نهر الكلب. لاحقاً، صارت الصبية التي أقامت مع أهلها في راس بيروت شتاء، ودرست العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، حيث خاضت نضالاتها الطلابية. وكانت أمينة سر اتحاد الطلاب الجامعيين في لبنان. نشأت صداقة بينها وبين طالب الماجيستير يومها، الوزير الحالي عبدالله بوحبيب. تضحك وهي تقول "كلما التقاني يذكرني أنني تسبب له بالضرب بعد بيان كتبته".

بسؤالها عن الشيء الذي تندم عليه اليوم تجيب "لا أندم إلا على عدم إنجابي الأطفال".
مي انفصلت عن زوجها الأول الأميركي بعد سبع سنوات لعدم رغبته في إنجاب الأطفال.
هي اليوم متزوجة من زهير فقيه وتحب ابنتيه من زواج سابق.
ترفض "بشكل قاطع ما تقوله لي صديقات من أنني نجحت في حياتي المهنية لأنني لم أنجب. أنا أؤمن أن إدارة الوقت يخلق التوازن المطلوب لحسن تسيير كل الأمور".

تتعاطى مي الريحاني بجدية ومثابرة مع ترشحها، ولا يؤثر كثيراً فيها ألّا يفعل بعضهم الأمر نفسه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها