الإثنين 2022/08/08

آخر تحديث: 15:03 (بيروت)

البطريرك الراعي الناخب المسيحي الأقوى لرئاسة الجمهورية

الإثنين 2022/08/08
البطريرك الراعي الناخب المسيحي الأقوى لرئاسة الجمهورية
يكرر الراعي التأكيد بوجوب انتخاب رئيس في بداية أيلول (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
يعرف كلّا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أن بينهم وبين موقع رئاسة الجمهورية موانع كثيرة.

بالنسبة إلى جعجع، دونه والرئاسة إرث ماضٍ لم يمضِ عند كثيرين. وبالنسبة إلى باسيل، دونه ودونها ثقل حاضر يكاد يكون الأقسى على اللبنانيين منذ مجاعة جبل لبنان، في ظل عهد يُعتبر باسيل رئيس الظل فيه.

ومع ذلك يتمسك الرجلان، في العلن، بما ورد في "تفاهم معراب" الذي أكد أن "القاعدة التي لطالما نادى بها الطرفان، هي ضرورة تمثيل الأقوياء لطوائفهم".

هو تمسك نظري فقط، لأن الواقعية السياسية اليوم، تفرض عليهما البحث عن مرشحين آخرين.
في هذا المنحى، يبدو جعجع أكثر وعياً لضرورات المرحلة وتحدياتها. فمع تأكيده على كونه "مرشحاً طبيعيا" إلا أنه ربط الأمر "بوحدة المعارضة (...) فإذا رأوا أن هذا الأمر مناسبٌ فليكن، ولكن نحن غير متمسّكين إلا بالتوافق".

موازين القوى
في موازين القوى السياسية، قد يكون جعجع قادراً أكثر من باسيل على "ترف" الانسحاب من السباق الرئاسي. فهو راكم تقدماً في السياسة منذ ما قبل الانتخابات النيابية الأخيرة إلى اليوم. وسجلت "القوات اللبنانية" نقاطاً على "التيار" ساعدها في ذلك، أن المعارضة دائماً "أريَح وأربح".

في حين يخرج باسيل مثقلاً بالاتهامات والعقوبات بعد ست سنوات من وصول سلفه، رئيس "التيار الوطني الحر" سابقاً، ميشال عون إلى الرئاسة، وهو أمر يجعل وصول الخلف صعباً جداً. فالعهد إلى أفول وسيتزامن ذلك حكماً مع تراجع النفوذ، ومع انفكاك كثر من حوله.
وعلى الرغم من التناقض بين الرجلين، في الموقع والمواقف والطروحات، إلا أن ما يجمع باسيل وجعجع هو غياب دعم الحلفاء الجديّ لهم لموقع الرئاسة.

تعبت كل القوى السياسية من "الرئيس القوي" وأسلوبه ومقاربته لكل ملفات البلد وأزماته، ومفهوم "القوة" وممارساتها الذي تم اعتماده.

لا أغلبية وطنية ولا دعم خارجي
لا يحظى أي من "الأقوياء" باغلبية وطنية ولا حتى بدعم خارجي. فحتى الدول المؤثرة بالانتخابات الرئاسية في لبنان لم تطرح مرة دعم أي من الرجلين. فالأرجحية لديها لشخصيات "غير مستهلكة"، قادرة على "المواءمة بين الإصلاحات المنشودة ووضع البلد على سكة النهوض الاقتصادي، وبين القدرة على البقاء على مسافة من كل الأطراف من دون التفريط بالأسس التي تسمح بقيام دولة قوية"، على ما نُقل عن مصدر أوروبي معني بالملف اللبناني.
مع تراجع حظوظ جعجع وباسيل في الوصول إلى منصب الرئاسة، ومع محدودية تاثيرهما على مجريات الانتخابات ونتائجها، يتقدم موقف البطريرك الماروني وحجم دوره الممكن.

فبغياب التأثير الحاسم للحزبين الأقوى على الساحة السياسية المسيحية، لا بد من "شرعية" مسيحية  تؤمن الغطاء للرئيس العتيد. وهل أوسع من عباءة بكركي لتظلل ساكن بعبدا الجديد.

على خط الديمان
على ضوء ذلك، يحرص الحزبان على توطيد علاقتهما ببكركي. فإضافة إلى التواصل المستمر بين "القوات" وبكركي من خلال "مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية" في الحزب، أوكلت "القوات" إلى النائب شوقي الدكاش متابعة كل تفاصيل يوميات العلاقة السياسية والوقوف المستمر "على خاطر بكركي". وزيارة جعجع بالأمس إلى الديمان "خطوة من مسار طويل من توافقات على الكثير من المواقف في شأن انتخاب رئيس للجمهورية"، حسب مصدر في "القوات". 
بدوره، يسعى "التيار" إلى "ترتيب" علاقته مع البطريرك الراعي، وتجاوز بعض "حساسيات" الخطاب والأداء، وتحضير زيارة قريبة للوزير جبران باسيل إلى الديمان.

"رئيس في أيلول"
بكركي اليوم، هي الناخب الأول إن شاءت. وإذا كان البطريرك يكرر التأكيد أنه لن يخطئ في تسمية أي مرشح، إلاّ أن مصادر مطلعة تؤكد أن "المواصفات التي يضعها كافية لتؤشر على مجموعة شخصيات لبنانية تلقى احترام كل المخلصين والحريصين على البلد".

ورداً على سؤال تضيف المصادر: "لا يطمح البطريرك مطلقاً إلى انتزاع دور القوى السياسية أو الحلول مكانها. انتخاب رئيس للجمهورية شأن وطني يعني كل اللبنانيين، وإن كان يعني بشكل خاص المسيحيين والموارنة تحديداً، حسب العرف والتوازنات الوطنية. والبطريرك ليس بناخب، وهو يتمنى على القوى السياسية أن تقوم بواجباتها وتنتخب رئيسا قادراً على النهوض بتحديات المرحلة مع بداية شهر أيلول". مؤكداً أن "مواصفات الرئيس كررها البطريرك عشرات المرات".

تتقدم بكركي اليوم جميع الأحزاب. ومن دون أن تتقصّد، تتحول إلى الناخب الأبرز لرئيس الجمهورية الآتي. وهو موقع تحسدها عليه كل الأحزاب المسيحية ورؤسائها. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها