الأربعاء 2022/08/03

آخر تحديث: 17:51 (بيروت)

التيار يفتتح معركة باسيل: التمثيل الشعبي ميزة الرئيس!

الأربعاء 2022/08/03
التيار يفتتح معركة باسيل: التمثيل الشعبي ميزة الرئيس!
بين بكركي وباسيل من يحدد "الرئيس القوي": تمثيله الشعبي أو تجرّده؟ (المدن)
increase حجم الخط decrease
حصر "التيار الوطني الحر" اليوم معركة رئاسة الجمهورية بين من يملكون "التمثيل الشعبي". ذهب بعيداً ليعتبرها "الميزة الأولى".

وقال في بيان عقب اجتماع المجلس السياسي في "التيار" بـ"بوجوب أن يحظى من يتولى موقع رئاسة الجمهورية بالميزة الأولى، وهي التمثيل الشعبي".

باسيل الأجدر؟
لا يسمي البيان النائب جبران باسيل، يلمح إليه ضمناً. يحصل ذلك غداة إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس وجوب انتخاب "رئيس يواصل مسيرة الإصلاح الشاقة التي بدأناها".
فهل من هو أجدر من النائب باسيل لمواصلة تلك "المسيرة الشاقة"؟

هذا السؤال الذي قد ينطوي على بعض من "كوميديا سوداء" عند كثير من اللبنانيين، يعتبره احد المسؤولين في "التيار" طرحاً جدياً له كل مبرراته. يؤكد أن "منطق الأمور يجعل الوزير باسيل الأكثر أهلية لهذا المنصب. فعلى الرغم من كل محاولات التصفية المعنوية التي تعرض لها، لا يزال رئيس أوسع تكتل نيابي والأكثر حضوراً شعبياً. إذا صار الظلم معمماً لا يعني ذلك أنه اصبح حقاً أو حقيقة".

يستعيد المسؤول خطاب "التوازن بين الطوائف والشراكة المسيحية الكاملة، ورمزية رئاسة الجمهورية وخصوصيتها المارونية تحديداً وارتباطها بلبنان ودوره وهويته كمشروع ريادي وقيادي في كل المشرق".

استحضار شارل مالك
يوافق مسؤول كنسي على "دور لبنان وريادته ومسؤولية كل أبنائه، خصوصاً الموارنة، عن مثل هذا المشروع والقيادة". لكنه يرفع عن مكتبه كتاباً من منشورات جامعة الكسليك عنوانه "رسالتان إلى الموارنة". يفتح الكتاب على صفحة محددة ويقرأ من شارل مالك مستشهداً: "يقود الموارنة على ستة أسس:
يقودون أولاً على أساس سيادة لبنان واستقلاله...
يقودون ثانياً على أساس الحرص العنيد على الإبقاء على الحرية الكيانية الإنسانية الشخصية... يقودون ثالثاً على أساس الحرص العنيد على اتصالية لبنان الحرة بجميع مصادر الحق والحقيقة والنور، في بعدي الزمان والمكان...
يقودون رابعاً على أساس رفع أي غبن أو إجحاف بحق أي طائفة...
يقودون خامساً على أساس إزالة أي حرمان، مادي أو ثقافي، عن أي فئة...
يقودون سادساً على أساس التعاون الحر الصادق الرزين مع إخواننا في البلاد العربية جميعا...".
يغلق المسؤول الكتاب ويحسم "نحن مع أي مرشح اليوم لرئاسة الجمهورية يمكنه أن يقود على هذه الأسس".

وهل "التمثيل الشعبي" من الصفات الأساسية للرئيس العتيد؟ يحيل المسؤول الكنسي الإجابة إلى البطريرك بشارة الراعي ويقول "حدد البطريرك مواصفات الرئيس واعتبر أن الرئيس المتجرد هو الرئيس القويّ، مطالباً برئيس توافقي يلتف حوله اللبنانيون، ليتمكن من إخراج البلد من القعر الذي وصل إليه". يضيف"لم أسمع منه مرة أو أقرأ له مطالبته برئيس قويّ بالمعنى الذي يطرحه السياسيون".

شرعية التمثيل
شّدد بيان التيار اليوم "على ضرورة إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها وفقاً للدستور وبما يحترم الإرادة السياسية الوطنية التي عبّر عنها اللبنانيون في الانتخابات النيابية، وما تم ارساؤه من مبدأ احترام التمثيل الحقيقي لمن يتولى مسؤولية المواقع الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، وإلاّ فما الغاية من الديمقراطية والانتخابات والعمل السياسي ووجود الأحزاب إذا تم إسقاط مبدأ احترام التمثيل الشعبي؟".

يعلق مسؤول في "القوات اللبنانية" على هذا الكلام متسائلاً: "هل يعني ذلك إصرار التيار على ترشيح الدكتور سمير جعجع؟". ويضيف بجدية "وفق هذا المنطق، فالقوات هي التكتل الأكثر تمثيلاً في الشارع المسيحي. فقد صوّت لـ"القوات" 26.9 بالمئة من المسيحيين بكل طوائفهم، في حين صوّت 17.6 بالمئة من المسيحيين لـ"التيار"، ونال نواب التغيير حوالى 9 بالمئة من أصوات المسيحيين و"الكتائب اللبنانية" 5.6 بالمئة، والمردة نالوا 4.5 بالمئة".

لكن الملفت للانتباه أن النواب المستقلين نالوا، بمجموعهم، 15 بالمئة من أصوات المسيحيين. فإذا أضيفت هذه النسبة إلى نسبة نواب التغيير، المستقلين أيضا في المبدأ، لتجاوزت نسبة المسيحيين الذين صوتوا للمستقلين تلك التي صوتت لـ"التيار الوطني الحر"، واقتربت من نسبة "القوات".

فهل يرضى "التيار" بنائب مستقل رئيساً للجمهورية أم أن مدرسة "التيار" تحتكر  تخرّيج "الرؤساء الأقوياء" ذوي "التمثيل الشعبي"؟ 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها