الإثنين 2022/08/15

آخر تحديث: 14:16 (بيروت)

جمهور "أمل" يتوعد باستقالات جماعية إذا غابت ذكرى الصدر

الإثنين 2022/08/15
جمهور "أمل" يتوعد باستقالات جماعية إذا غابت ذكرى الصدر
جمهور "أمل" يتهم قيادته بالتقصير في حق الإمام موسى الصدر! (الأرشيف، علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
في 25 آب 1978، رحل الإمام موسى الصدر إلى ليبيا للاجتماع بمسؤولين الحكوميين بدعوة من الرئيس معمر القذافي، ولم يعد بعدها إلى لبنان. وشوهد الصدر آخر مرة في 31 آب، وهو التاريخ الذي تُحيي فيه حركة أمل الذكرى السنوية لاختفائه.

منذ أيام قليلة انتهت حركة أمل من إحياء ذكرى عاشوراء، فقامت المسيرات الضخمة من البقاع إلى صور مروراً بالنبطية التي شهدت حشداً كبيراً، وفي الضاحية الجنوبية حيث أظهرت فشلاً ذريعاً لناحية غياب التنظيم والترتيب.

هوة بين القيادة والقاعدة
انتهت عاشوراء، وكاد شهر آب أن ينتصف، ولم تتحدث الحركة عن مهرجان اختفاء الإمام موسى الصدر الذي يُصادف في 31 آب الجاري، فأثار الأمر ريبة جمهور الحركة الذي بات يشعر منذ الانتخابات تحديداً، بالهوّة تتسع بينه وبين قياداتها، علماً أن العادة قد جرت، في زمن ما قبل كورونا، على أن يُحدد مكان المهرجان قبل شهر ونصف الشهر تقريباً، لأن التحضيرات الضخمة التي تواكب المهرجان تحتاج أسابيع من الجهد والعمل اليومي.

تساءل جمهور الحركة الذي تحوّل فرقاً على وسائل التواصل الاجتماعي، كل فريق يتبع اتجاهاً حركياً، عن مصير المهرجان، متهماً القيادة بالتقصير في حق الإمام موسى الصدر. وقد انتشرت تهديدات بتقديم استقالات جماعية من الحركة، في حال قررت القيادة تجاهل الذكرى، أو إحيائها بخجل.

بيان قيادة أمل.. وأسئلة
وهذا ما دفع قيادة الحركة إلى إصدار بيان "غريب" لناحية التوقيت والمضمون جاء فيه: "تتوجه قيادة الحركة بتحية اعتزاز وتقدير إلى جماهير الإمام القائد السيد موسى الصدر في مختلف المناطق اللبنانية على تلبيتهم ومشاركتهم الواسعة والراقية في إحياء مراسم ذكرى عاشوراء.. واليوم وعلى مقربة من الذكرى الرابعة والأربعين لجريمة إخفاء سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر "إمام الوطن والمقاومة" ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين، تدعو قيادة الحركة جماهير الإمام وسائر اللبنانيين إلى المشاركة الواسعة في كل الفعاليات التي سوف تطلقها الحركة في هذه المناسبة في كافة المناطق اللبنانية، وفي مختلف القرى والبلدات والمدن وصولاً إلى إحياء الفعالية المركزية في يوم الواحد والثلاثين من آب، والتي سيحدد تفاصيلها وترتيبات إحيائها في بيان يصدر عن قيادة الحركة في اليومين المقبلين".

تُشير مصادر مطّلعة عبر "المدن" إلى أن هذه المرة الأولى التي تجد فيها قيادة الحركة أنها في هذا الموقف. فالبيان الذي لم يسبق لمثله أن صدر سابقاً، أظهر الفوضى القائمة في صفوف هيئة الرئاسة التي كان يُفترض أن تقرّ برنامج الذكرى قبل بداية شهر آب، مشددة على أن الجمهور الحركي ألزم القيادة بإصدار هذا البيان، الذي جاء غير واضح المعالم، ولا يؤكد سوى على أحقية طرح السؤال حول مصير الذكرى.

يطرح البيان تساؤلات عديدة أبرزها حسب المصادر: "في حال كانت الذكرى قائمة كما جرت العادة، لماذا صدر بيان يُعلن إقامتها؟ ولماذا جاءت صيغة الإحياء مبهمة؟ وفي حال كان القرار سيتخذ خلال يومين كما ورد في البيان، لماذا لم تنتظر القيادة يومين لتعلن التفاصيل كاملة؟".

ذريعة كورونا
تكشف المصادر أن هناك شعوراً داخل أروقة الحركة بأن بعض المؤثرين في قرار الحركة، وجدوا في جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات، فرصة مناسبة لضرب ذكرى 31 آب، في الشكل بداية قبل المضمون مستقبلاً. لذلك كانت فكرة إقامة مهرجان شعبي جامع لإحياء ذكرى اختطاف الإمام الصدر غير واردة على الإطلاق هذا العام أيضاً. لكن بعد قرار إقامة المسيرات العاشورائية، وجد هذا البعض حرجاً برفض إقامة الذكرى بتجمعات شعبية. لذلك كانت فكرة الاحتفال في الأقاليم، حيث يقوم كل إقليم بتنظيم تجمع بشري صغير في مكان مقفل، ثم يتحدث رئيس الحركة نبيه بري بكلمة متلفزة. والذريعة الحاضرة هي "الوضع الاقتصادي الصعب، الوضع الأمني، عدم القدرة على الحشد الشعبي وكورونا".

لكن بعد انتفاض جمهور الحركة، اختلطت الأمور من جديد، وسيكون القرار منتصف الأسبوع الحالي في اجتماع هيئة الرئاسة، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيُعقد اجتماع جماهيري واحد يحضره رئيس الحركة ليلقي كلمة فيه، أم يُكتفى بتجمعات مناطقية وكلمة متلفزة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها