الإثنين 2022/07/11

آخر تحديث: 14:13 (بيروت)

الجماعة الإسلامية وانتخاباتها الداخلية: فيتو حزب الله وصراع الأجنحة

الإثنين 2022/07/11
الجماعة الإسلامية وانتخاباتها الداخلية: فيتو حزب الله وصراع الأجنحة
تنافس بين الخط التركي والعربي وخط حزب الله وحماس (الأرشيف، علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
تتحضر الجماعة الإسلامية في لبنان لانتخاب مجلس قيادتها الجديد، بعد تمديد قسري للقيادة الحالية المنتهية ولايتها، بسبب انغماسها في الانتخابات النيابية، التي أفضت إلى فوزها بمقعد يتيم في بيروت، استعاده النائب عماد الحوت بعدما خسره في انتخابات العام 2018. والجماعة التي تعتبر امتدادًا لبنانيًا للتنظيم الدولي لجماعة الأخوان المسلمين، تعيش مرحلة صراع قاس منذ سنوات طويلة، خرجت إلى العلن منذ تولي عزام الأيوبي منصب الأمين العام، بسبب التنافس بين أجنحة داخلية فيها.

جناحان متصارعان
ومنطلق صراعات الجماعة تنافس الأجنحة على تولي مناصبها القيادية. فوفق نظامها الداخلي يتجه خلال أسابيع قليلة الأعضاءُ الذين يسمون "العاملين" لانتخاب أعضاء مجلس شورى التنظيم، المكون من 40 مقعدًا غالبيته من الرجال، وتتوزع بنسب محددة على المناطق، وفقاً لعدد المقترعين في كل منطقة أو محافظة. لذا يجنح الطرفان المتصارعان داخل الجماعة إلى الاستنفار ليحصد كل منهما العدد الأكبر من مقاعد المجلس، الذي يقوم بعد انتخابه باختيار الأمين العام. ومع انتخابه تتوضح صورة المرحلة المقبلة وطبيعة السياسات العامة لدى القيادة المنتخبة، عبر اختيار الشخصية المنتخبة لفريق عمله.

منذ سنوات بدأت الأزمة داخل الجماعة، وتجلى ذلك عقب النكسات التي تعيشها تيارات الإخوان المسلمين على امتداد العالم العربي، من مصر إلى سوريا وصولاً إلى تونس والمغرب. والفريقان داخل الجماعة في لبنان ينطلقان من صراعهما من خلفيات سياسية: الفريق الأول، والذي يضم الأيوبي والحوت ورئيس هيئة علماء المسلمين أحمد العمري أكثر حماسة للتماهي مع الخط التركي والعربي، وعدم الاندفاع الزائد للتحالف مع حزب الله. أما الفريق الآخر الذي يضم رئيس مجلس الشورى محمد الشيخ عمار ومسؤول قوات الفجر محمود بديع، وشخصيات أخرى، فيبدي رغبته بالتواصل والتنسيق الدائم مع حزب الله وحركة حماس، انطلاقاً من العداء بين دول خليجية وعربية وبين الاخوان المسلمين وحماس. وهذا الميل لعبت حماس دوراً اساسياً فيه، عبر إعادة فتح قنوات التواصل بين الجماعة وحزب الله منذ سنوات.

وحسب المصادر فإن العلاقة بين الطرفين افتتحها اسماعيل هنية، بجمع أمين عام حزب الله حسن نصرالله والأمين العام للجماعة عزام الايوبي. فيما كانت توضع لمسات على عقد تحالف انتخابي بين الطرفين في البقاع الشمالي والبقاع الغربي، لكن المكتب السياسي للجماعة أوقف التحالف في اللحظة الأخيرة.

مرشحون لمنصب الأمين العام
ووفقاً للمعلومات فإن المرشحين لمنصب أمين عام الجماعة هم:
- أحمد العمري الذي يحمل الجنسية التركية، ومقرب من الأتراك، وعلى علاقة وثيقة بقيادات إخوانية تاريخية كالشيخ يوسف القرضاوي، ورئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل. وهو مرشح بقوة لهذا المنصب بدعم من الأيوبي والحوت وفريقهما داخل الجماعة.
- محمد الشيخ عمار الذي تولى مسؤوليات عدة، أهمها نائب الأمين العام ورئيس مجلس الشورى، إضافة إلى أن المسؤول العسكري للجماعة محمود بديع يطرح نفسه جديًا لتولي هذا المنصب.
- الشيخ سامي الخطيب البارز من هذا الفريق، وهو مدير إحدى المدارس في البقاع ومرتبط بعلاقة وثيقة مع حزب السعادة التركي المعارض، والقريب من إيران.

هنية وفيتو حزب الله
وتشير المعلومات إلى أن رئيس مكتب حركة حماس السياسي اسماعيل هنية، نقل في زيارته الأخيرة لبيروت، رسالة من حزب الله إلى الجماعة مفادها عدم رغبة حزب الله في وصول الشيخ أحمد العمري إلى موقع أمين عام الجماعة، نتيجة موقفه من الثورة في سوريا، وتوليه ملفات داعمة للمعارضة السورية، وعلاقته بتركيا التي يحمل جنسيتها. ذلك أن وصوله إلى هذا الموقع يؤثر على مسار العلاقة بين حزب الله والجماعة.
ووفقاً للمعلومات، أزعجت الرسالة مسؤولين عدة في الجماعة، بعد تطور العلاقة بين الجانبين برعاية حماس، واعتبرته تدخلاً صارخًا من حزب الله، لإحداث شرخ في داخل الجماعة.

فصل بين الدعوي والسياسي؟
في المقابل فإن أي شخصية تتولى منصب الأمانة العامة، ستجد أمامها تحديات جمة. أبرزها واقع الجماعة الداخلي والترهل الذي ضرب جسمها التنظيمي منذ العام 2014، حينما شهدت استقالات سياسية واجتماعية منها، إضافة إلى الهوة التي تكبر بين الجماعة وبين المجتمع اللبناني، نتيجة الخطابين السياسي والديني في ظل الصعود المستمر لخطاب التطرف الديني لدى الأطراف اللبنانية. وكان واضحًا الخطاب الديني الذي استخدمته الجماعة تجاه المرشحين المنافسين لها، عبر شيطنة مرشحي قوى التغيير وإلصاق خطاب الزواج المدني والمثلية الجنسية بها.

وعليه تبرز أصوات في الجماعة وخارجها تدعو إلى فصل العمل السياسي عن العمل الدعوي، كما جرى في تونس والمغرب. وهذا الفصل قد يترجم بإطلاق الجماعة حزبها السياسي المرخص: "الإصلاح والتنمية". لكن مصادر متابعة تشكك في ان ينعكس إطلاق الحزب على أداء الجماعة العام. وتعتقد المصادر أن إطلاق الحزب مرتبط بإيجاد مهمات للشخصيات التي تنتهي ولايتها داخل الجماعة، وعلى رأسها الأمين العام عزام الايوبي. ويُطرح أن يضم المكتب السياسي للحزب، الأيوبي والنائب الحوت. ليجري الإعلان عنه بوجوه "إسلامية مستقلة" وخطاب يهدف إلى "عصرنة الإسلام السياسي"، فيما يكون المضمون غير متطابق للخطاب.

العلاقة مع العرب والغرب
وهناك مجموعة من الأسئلة حيال علاقة الجماعة بالدول العربية، وإمكان أن تتواصل مع سفراء دول أجنبية، في ظل عدم رغبة أي دولة إقليمية في احتضان الجماعة أو دعمها. وكان لافتاً اللقاء الذي جمع بين النائب عماد الحوت والسفير السعودي وليد البخاري. لكن مصادر متابعة وضعته في إطار تواصل البخاري مع كل الأطراف السنية، وحتى أنه التقى مع نواب من سنّة حزب الله. لذا فإن اللقاء لا يندرج سوى في إطار التواصل المستمر بين السعودية والنواب السنّة للاستماع إلى طروحاتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها