الثلاثاء 2022/06/28

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

حكومة بمواصفات حزب الله أم بتصورات البطريرك لإدارة الفراغ؟

الثلاثاء 2022/06/28
حكومة بمواصفات حزب الله أم بتصورات البطريرك لإدارة الفراغ؟
يواصل حزب الله وضع شروطه ومواصفاته حول الحكومة وكيفية تشكيلها (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
تتضارب الآراء في استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي. ثمة معادلتان تحكمان النظر في التشكيل: الأولى، ترى أن ميقاتي -إذا أراد التشكيل- سيكون ملزمًا بتقديم تنازلات قاسية لرئيس الجمهورية. وهذا لن يكون سهلًا عليه. والثانية، أنه سيحصل على تنازلات كبيرة من عون وباسيل. وهذا لم يكن واردًا في السابق. فتشكيل حكومة بلا شروطهما، يعني أن أي فراغ رئاسي تدير مرحلة حكومة لا يسيطرون عليها. نقطة ثالثة تستحق التوقف: إمكانية تشكيل الحكومة، وعدم نيلها ثقة المجلس النيابي، في حال عدم مشاركة الاشتراكي والقوات والكتائب والمستقلين والتغييريين، ستكون سابقة في مرحلة ما بعد الطائف.

حكومة مكبلة
يواصل حزب الله وضع شروطه ومواصفاته حول الحكومة وكيفية تشكيلها. لكن عدم تسمية ميقاتي من قبل الاشتراكي والقوات، وإعلانهما في ما بعد عدم مشاركتهما فيها، دليل على ازديار الضغوط على حكومة ستكون مكبلة إذا تشكلت. وعدم تسمية تلك القوى وعدم مشاركتها، يعود إلى يقينها أن الحكومة لن تتشكل.

ولا يمكن إغفال إصرار رئيس الجمهورية، وجبران باسيل وحزب الله، على ضرورة تشكيل حكومة سياسية أو تكنو سياسية. ما يعني العودة إلى ما قبل كل الكلام عن تشكيل حكومة إصلاحات. حكومة تسعى باريس مجددًا إلى النجاح في توفير ظروف تشكيلها، مع إدخال تعديلات عليها، كتغيير وزيري الطاقة والاقتصاد، بينما وزير الخارجية لم يعد يريد أن يبقى في موقعه. 

اهتمام بالاستحقاق الرئاسي
ولا بد من البحث عن المواقف الخارجية من الحكومة. فباريس وحدها تبدو مهتمة بتشكيل حكومة. سواء من خلال رسالة الشكر التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس ميشال عون، أو من خلال التحضير لزيارة بيار دوكان لبنان، واستمرار فرنسا بالتشديد على ضرورة إنجاز الحكومة خطة الإصلاحات.

في المقابل لا يظهر أي اهتمام سعودي بعملية التسمية والمشاورات، وحول تركيب الحكومة وشكلها. ومن يحاول مراجعة السعوديين في ذلك يصله الجواب: لا اهتمام، والحكم يكون على النتائج وليس على الشكل. والاهتمام الأميركي غائب، وهو يقتصر على تحرك السفيرة الأميركية في الأيام الماضية.

وتشير مصادر متابعة إلى أن التركيز الديبلوماسي ينحصر بمرحلة ما بعد انتهاء العهد، والتحضير لانجاز استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذا الأمر يحظى باهتمام خارجي وداخلي. وقد بدأ البحث عن صيغة للوصول إلى حل أو تسوية في المهلة الدستورية، لتجنب الفراغ. وهناك استعراض لعدد من الأسماء التي يمكن أن تكون مؤهلة للرئاسة. مع تفضيل للوصول إلى تفاهم في شأن شخصية مدنية متوازنة.

الراعي: لحكومة جامعة
في هذا السياق تدخل بكركي بقوة على الخط، انطلاقًا من اتجاهات متعددة وأهداف متنوعة. بدءًا بالتركيز على ضرورة تشكيل حكومة جامعة، لكن لا وضوح حتى الآن في ما يقصده البطريرك بشارة الراعي بهذا الخصوص: هل يقصد تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الأطراف المختلفة؟ علمًا أن الراعي كان يركز سابقًا على تشكيل حكومة اختصاصيين ومستقلين.

هنا تشير مصادر متابعة إلى أن الراعي يريد من تشكيل حكومة جامعة تحقيق هدفين: الأول تحمّل كل القوى مسؤولياتها في الحكومة، لتكون حاضرة في مواكبة الاستحقاق الرئاسي، وتمهد الحكومة لإنجازه. والهدف الثاني أن تكون هناك حكومة أصيلة، غير مكونة من طرف واحد، وقادرة على تسلم صلاحيات الرئاسة، في حال حصول فراغ رئاسي.

وتشير معلومات إلى أن تحركات الراعي ستتكثف في المرحلة المقبلة لعقد لقاءات لعدد من النواب، ولا سيما المسيحيين، في إطار تكريس مبدأ الحياد وإنشاء كتلة نيابية تطالب به.

أميركا والترسيم
لا بد من التوقف أمام عدم الاهتمام الاميركي بأي استحقاق لبناني حاليًا، سوى بملف ترسيم الحدود. وتفيد بعض المعطيات أن هوكشتاين لم يأخذ المقترح اللبناني بجدية، وما عرضه لبنان على مرحلتين في مفاوضاته، لم يتلق أي ردّ. وهذا مؤشر سلبي، وقد ينحصر التركيز الأميركي على الاقتراح الذي قدمه هوكشتاين، أي الخط المتعرج، أو الذهاب إلى الشركات التي تتولى التنقيب في الحقول، وهو أمر مرفوض لبنانيًا.
مع ذلك، أكّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أنّ "المحادثات التي أجراها كبير مستشاري أمن الطاقة آموس هوكشتاين الأسبوع الماضي مع نظرائه الإسرائيليين حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كانت مثمرة، ودفعت قدماً هدف تضييق الخلافات بين الجانبين". وأضاف: "الولايات المتحدة ستبقى منخرطة مع الأطراف في الأيام والأسابيع المقبلة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها