ميقاتي مكلفا ب 54 صوتا لحكومة مؤجلة

انتهى نهار الاستشارات النيابية الملزمة الطويل بصدور مرسوم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الاخيرة في عهد الرئيس ميشال عون.
طويت الصفحة مع تسمية 54 نائبا للرئيس ميقاتي لتشكيل حكومته الرابعة.
تكليف هزيل، لـ"لثنائي الشيعي" فيه حصة وازنة، في ظل امتناع 46 نائبا عن تسمية مرشح.

إنتهت الإستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا التي بدت "بلا روح"، فيما لم تنفع اصوات 25 نائبا لنواف سلام في ضخ ألأمل بالتغيير. 

الصمد، ريفي ومطر
ثلاثة نواب تمايزوا بخياراتهم. اختار النائب جهاد الصمد تسمية الرئيس سعد الحريري "كونه الأكثر تمثيلا للطائفة السنية في لبنان". وسمّى النائب ايهاب مطر روعة حلّاب "لأنه يرفض الصيغ التي تحوّل رئيس الحكومة الى باش كاتب"، كما صرّح. أما النائب اشرف ريفي فقاطع الاستشارات معتبرا ان "تحالف السلاح والفساد يجدد نفسه بوقاحة".
طويت صفحة التكليف التي لم تحمل مفاجآت، لتُفتح الصفحة الأصعب، اي التأليف في ظلّ مناخ عام يوحي بشبه استحالة الإنجاز في هذا المجال. والعين على دور ميقاتي في المرحلة المقبلة، أبعد من تشكيل حكومة، في حال شغور الرئاسة الأولى.

مجريات اليوم الطويل
إستهل رئيس الجمهورية لقاءاته بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي اعتبر أن"الخيارات واضحة والفرصة الأكبر لدى ميقاتي ولكن بسبب عدم وضوع مرحلة التأليف قرّرت عدم تسمية أحد".

وأعلن النائب وليد البعريني باسم "تكتل الاعتدال الوطني"، والتي تضم النواب أحمد الخير، وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطية وعبد العزيز الصمد وأحمد رستم، تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، آملاً ألا تطول فترة التأليف.

الكتائب: لنهج مختلف
وسمّت كتلة الكتائب التي تضم النواب سامي الجميّل، نديم الجميّل، الياس حنكش وسليم الصايغ، السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة. وتمنى رئيس الكتائب "عدم الخضوع للمنطق الذي يقول الاّ حكومة قبل الاستحقاق الرئاسي" داعياً إلى"تشكيل حكومة سريعاً لان البلد لا يستطيع الانتظار ولا يمكن الصمود 4 اشهر اضافية بالشكل الذي نحن فيه".
وقال"اذا ارادوا نهجًا مختلفا فالامر يبدأ من هنا باختيار رئيس حكومة لديه نهجاً مختلفاً ويكون شخصية مستقلة عن كل الواقع الذي نعيشه اليوم".

من جهته، سمّى "التكتل الوطني المستقل" الذي يضمّ النواب طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن وميشال الياس المرّ ووليم طوق الذي تغيّب بداعي السفر، الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة.
تحدث الخازن باسم التكتل قائلاً "بعد مشاورات واخذ وردّ اتخذنا قرارا بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لان لديه اكبر امكانية وحظ بتشكيل الحكومة". داعيا كل "القوى السياسية الى الخروج من تموضعها فالرغيف والقمح والطحين لا لون ولا تموضع سياسي لهم وكذلك الكهرباء والبنزين والاقتصاد".

اللقاء الديمقراطي: لن نشارك
سمّت كتلة "اللقاء الديمقراطي" نواف سلام لتشكيل الحكومة، وطالب النائب تيمور جنبلاط باسمها " أن يقوم المسؤولون بتسهيل تأليفها". مؤكدا ان "اللقاء الديموقراطي" لن يشارك فيها ولكن "سنساعد في تأليفها”.

"كتلة جمعية المشاريع" سمّت الرئيس ميقاتي، وطالب النائب طه ناجي الاسراع في تأليف الحكومة".

كذلك سمّى النائب عماد الحوت، باسم كتلة الجماعة الاسلامية، الرئيس ميقاتي، وتمنى "حكومة تنطلق بالبلد في الاتجاه الصحيح".

الوفاء للمقاومة
سمّت كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس ميقاتي وتحدث باسمها النائب محمد رعد الذي قال: "موقفنا سهل ممتنع، لبنان اليوم بحاجة إلى حكومة فاعلة وفي الأزمات تتطلب الملصحة الوطنية توفير الفرص من أجل تأليف حكومة تواجه الاستحقاقات. وشخصية الرئيس المكلف من شأنها تعزيز الفرص لهذه الغاية".

وأعلنت كتلة شمال المواجهة التي تضم النائبان ميشال معوض وأديب عبد المسيح تسميتها السفير نواف سلام، وقال معوض:" أمام الخيارات المتاحة لمواجهة المنظومة وأمام تسمية اسم آخر يزيد من تشتت المعارضة، اعتبرنا اختيار نواف الخيار الافضل لمواجهة المنظومة".

الجمهورية القوية
لم تسم كتلة "الجمهورية القوية" أحدا لتكليفه تأليف الحكومة، وقال النائب جورج عدوان باسم الكتلة "لم نختر ميقاتي لأن برنامجنا لا يلتقي مع برنامجه، وخصوصا في موضوع حكومات الوفاق الوطني التي تمنع المحاسبة وتحول مجلس النواب إلى مجلس مصغر في الحكومة. أما في ما يتعلق بتسمية السفير نواف سلام، فيجب أن تترافق التسمية مع معرفة الشخص، ولم  يتواصل معنا مع العلم أننا سميناه في الفترة سابقة، ولم يطلعنا على برنامجه".

عدد من المستقلين
لم يسمّ النائب جميل السيد أحدا، كذلك فعل النائب فؤاد المخزومي. في حين سمى النائب حسن مراد والنائب جان طالوزيان الرئيس ميقاتي معتبرا أن "الأفضل ألا تأتي حكومة جديدة تماما".

لم يسم النائب عبد الرحمن البزري أحدا " لقناعتنا أن المشروع الإصلاحي لم يكتمل بعد"، كما قال.

 بدوره، لم يسم النائب أسامة سعد أحدا لرئاسة الحكومة، وقال: "الحاكم الفاشل عليه أن يرحل، لا جديد اليوم سوى التجديد لواقع سياسي مأزوم. نحن أمام انسدادات سياسية جديدة وتعميق الانهيارات. ليس أمامنا إلا أن نسعى إلى موازين قوى جديدة".

كذلك لم يسم النائب ميشال ضاهر أحدا وقال: "معروف أن النتيجة ستكون لمصلحة ميقاتي واعتراضي عليه هو في ما يخص خطة التعافي ولذلك لن أحمل ضميري إعادة تسميته".

 وأكد النائب نعمة افرام باسم كتلة "مشروع وطن" التي تضمه والنائب جميل عبود أن الاخير "صوّت لميقاتي وأنا امتنعت عن التسمية".

وبعد استراحة، استؤنفت الاستشارات  وسمّى كل من النواب فراس سلوم وبلال الحشيمي وعبد الكريم كبارة الرئيس ميقاتي.

وفي حين لم يسمّ شربل مسعد أحدا، إختار النائب غسان سكاف نواف سلام.

نواب التغيير
حضر نواب التغيير معا، بعد أن كانت مواعيدهم منفصلة. عشرة منهم سمّوا نواف سلام، في حين تمنّع كل من الياس جرادي وسينتيا زرازير وحليمة قعقور عن التسمية.
وتلا النائب فراس حمدان ورقة مكتوبة قال فيها  "من غير المقبول الاستمرار بالنهج والوجوه نفسها". مؤكّدًا أنّ "مواجهتنا مستمرة في الدّاخل، وقريبًا في الشّارع".

التنمية والتحرير
اختلت "كتلة التنمية والتحرير" برئيسها نبيه بري لدقائق قبل أن تدخل الى مقابلة الرئيس عون، وتخرج ليتحدث باسمها النائب ميشال موسى معلنا تسمية ميقاتي مركزا على "النّهج الّذي يجب أن يُتّبع من حكومة تصريف الأعمال أو من الحكومة الجديدة، سيّما لجهة الأزمات المقبلة، وبصورة خاصّة الحفاظ على أموال المودعين".

لبنان القوي
لم يسمّ "تكتل لبنان القوي" ايّ مرشح لرئاسة الحكومة. ونفى النائب جبران باسيل في كلمته "أي شروط مسبقة للمشاركة في الحكومة" . معتبرا أن "لا فرصة للاصلاح الحقيقي مع الرئيس ميقاتي في البلد".

نواب الأرمن
أما النواب الارمن فصوتوا للرئيس ميقاتي "رغم المآخذ والملاحظات الأساسية على خطة التعافي" كما قال باسمهم النائب هاكوب بقرادونيان.

وكذلك سمّى النائب محمد يحيى الرئيس ميقاتي متمايزا بدوره عن "تكتل لبنان القويّ".

ميقاتي : دعوة للتعاون

وبعد إنتهاء الاستشارات توجه الرئيس ميقاتي الى بعبدا والتقى رئيسا الجمهورية ومجلس النواب وخرج بعدها ليؤكد أن "الفرص لا تزال سانحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولم نعد نملك ترف الوقت والغرق في الشروط والمطالب نحن أمام الإنهيار التام وفي الأشهر الماضية دخلنا باب الإنقاذ عبر الإتفاق مع صندوق النقد الدولي وهذا الإتفاق قابل للتعديل". داعيا الى "التعاون لاستكمال مسيرة الإنقاذ".