الخميس 2022/06/23

آخر تحديث: 16:40 (بيروت)

تسمية نواف سلام: ضوّ والدويهي يخلطان أوراق "نواب التغيير"

الخميس 2022/06/23
تسمية نواف سلام: ضوّ والدويهي يخلطان أوراق "نواب التغيير"
رفضُ بعض النواب تسمية سلام ليس له أبعاد سياسية بل لأسباب شخصية (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
في خطوة لإظهار توحدهم ووحدتهم المهددة، شارك نواب التغيير في الاستشارات النيابية، وسمى عشرة نواب منهم القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام، لتشكيل حكومة. 

عدم التسمية
منذ أكثر من أسبوعين والنقاشات والاجتماعات متواصلة لتسمية شخصية في الاستشارات، تخللتها خلافات كثيرة وكبيرة بينهم، وصولاً إلى اجتماع يوم أمس الأربعاء في 22 حزيران امتد حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر، والذي خلص فيه النواب إلى قرار لا تسمية. أي عدم تسمية لا سلام ولا سفير لبنان في مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية سابقاً، خالد زيادة، بعدما كان رسا الخيار عليهما سابقاً. وتوصلوا إلى هذا الخيار لعدم انفراط عقد تكتلهم، مفضلين الوحدة على المشاركة السياسية. وحدة تتأرجح منذ انتخابهم بين التضعضع أو البقاء معاً.

ووفق المصادر، علّل النواب عدم تسمية أي أحد للحفاظ على وحدة التكتل، في ظل الانقسام بين سلام وزيادة والتصويت بورقة بيضاء.

لا للسقطة السياسية
بعد هذا الاجتماع استكمل النواب نقاشهم عبر تقنية الواتساب، بعدما بدأت بعض المجموعات تضغط باتجاه إعادة نقاش الموضوع من جديد. وكانت مجموعة شمالنا (ميشال الدويهي) من المبادرين إلى إعادة خلط الأوراق وضرورة التسمية في الاستشارات، لأن قرار "لا تسمية" غير سياسي وبمثابة سقطة. وكذلك فعل النائب مارك ضو، الذي كان أول المبادرين لتسمية سلام كخيار سياسي، وعدم الذهاب للتصويت لأي شخصية أخرى، لا من تكتلهم ولا من خارجه، لا تحصل على أصوات من كتل نيابية أخرى.

وتضيف المصادر أن النواب عادوا والتقوا ليلاً واستمر اجتماعهم حتى ساعات مبكرة من الصباح، وخلص إلى ترجيح سلام بعشرة أصوات. واستكمل الاجتماع صباحاً وسط ترجيح بذهاب 11 نائباً إلى تسمية سلام. فقد حسمت حليمة قعقور وسنتيا زرازير موقفهما بعدم التسمية، فيما النائب إبراهيم منيمنة كان متردداً لصالح عدم تسميته. لكن المفاجأة كانت بإقدام الياس جرادة إلى عدم تسمية سلام فيما منيمنة حسم خياره لصالح سلام، الذي نال عشرة أصوات من تكتلهم في الاستشارات.

مشكلتهم مع مارك ضو
ووفق المصادر، خطوة جرادة كانت استعراضية لإلقاء الضوء عليه. فهو لم يكن يمانع تسمية سلام، لا بل أبلغ أحد زملائه أنه سيسمي سلام. لكن ما حصل أن زملاءه فوجئوا بالموقف الذي أبلغهم به بعدم تسمية سلام، في الاجتماع الذي استمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر، أي قبل موعد الاستشارات بنصف ساعة.  

علماً أن الاجماع على سلام في الأيام السابقة كان شبه مؤمن باستثناء القعقور. لكن مسارعة مارك ضو لتسمية سلام منذ يومين جعل البعض يتوجس منه. ما دفع بعض نواب إلى رفض تسمية سلام. رفض ليس له أبعاد سياسية بقدر ما هو شخصي من أسلوب ضو، تقول المصادر. 

وتضيف المصادر أن مشكلة عدد من النواب مع ضو في أسلوب العمل فحسب. فقد جرى التوافق أن يُتخذ أي قرار داخل التكتل بالإجماع وليس بالتصويت. بينما هو بخطوة تسمية سلام ضغط على الجميع لتبني التسمية، ووضعهم في موقع حرج. 

الاجماع التعطيلي
ووفق المصادر، فإن تبني نواب التكتل فكرة الاجماع لاتخاذ أي قرار تعني استحالة التوصل إلى قرار مشترك وتعطيل للعمل. وبالتالي، يمكن لأي نائب أو مجموعة تقف خلفه التمسك بهذا المبدأ وكبح المضي بأي خيار سياسي، بخلاف المبدأ الديمقراطي الذي يؤمنون به. بمعنى آخر يمكن لتلك المجموعات تحميل المسؤولية للمجموعة الأخرى، كما هو حاصل في تحميل مسؤولية انفراط عقد التكتل في حال حصل الأمر لضو، أو غيره. هذا رغم أن التكتل غارق في الانقسامات وثمة نواب يتبادلون الأدوار في التعطيل، وفي الوقت عينه لا يجرؤون على تحمل وزر تشكيل تكتلات صغيرة منسجمة. والقائلون بهذا الرأي يعتبرون أنه لا يمكن الاستمرار بوحدة التكتل على حساب الخيارات السياسية غير المنسجمة بينهم.

في المقابل، ثمة آراء تعتبر أن التكتل موجودٌ ولا داعي لفرطه. فهو ليس حزباً ويجب على الجميع الاعتراف بهذا الأمر. أي لا يمكن فرض خيارات استراتيجية على الجميع لتبنيها. بل يمكن لكل نائب أن يأخذ القرار الذي يريده في الأمور الاستراتيجية. أما في المسائل التي يوجد عليها خلافات فيمكن العمل عليها معاً وتحصل بالإجماع. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها