الإثنين 2022/05/09

آخر تحديث: 13:35 (بيروت)

اقتراع المغتربين: المعارضة تغيّر المشهد السياسي و"الخارجية" تتفوق

الإثنين 2022/05/09
اقتراع المغتربين: المعارضة تغيّر المشهد السياسي و"الخارجية" تتفوق
اقترع نحو 130 ألف لبناني من أصل نحو 225 ألف ناخب تسجلوا في الخارج (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
انتهت انتخابات المغتربين اللبنانيين في مرحلتها الثانية صباح اليوم الإثنين في 9 أيار، في الدول الغربية ودولة الإمارات بنسب اقتراع مرتفعة، في عملية انتخابية يسجل لوزارة الخارجية تأمين نزاهتها وشفافيتها وتعاونها الوثيق مع كل الجهات المراقبة. وقد وصلت نسب الاقتراع في الدول الأساسية، التي يوجد فيها الكتلة الناخبة الكبيرة، إلى نحو 70 بالمئة.

نسب لافتة
في الإمارات العربية وصلت النسبة إلى نحو 70 بالمئة، ومثلها فرنسا. وبينما وصلت النسبة في المانيا إلى نحو 59 بالمئة، ارتفعت في بريطانيا إلى نحو 75 بالمئة. أما في أميركا الشمالية فوصلت إلى نحو 50 بالمئة (52 بالمئة في الولايات المتحدة)، وفي استراليا 54 بالمئة.

أما بعد إقفال آخر صندوق اقتراع في أميركا الشمالية، صباح اليوم الإثنين، فقد أظهرت النسبة النهائية، غير الرسمية، أن المغتربين شاركوا بكثافة في كل دول العالم، بعدما وصلت النسبة على مستوى العالم إلى نحو 60 بالمئة. فقد اقترع نحو 130 ألف لبناني من أصل نحو 225 ألف ناخب تسجلوا للإدلاء بصوتهم في الخارج، بينما في العام 2018 كانت النسبة العالمية نحو 56 بالمئة، عندما اقترع نحو 46 ألف ناخب من أصل 82 ألفاً.

ورغم أن البعض كان يطمح بنسب اقتراع أعلى نظراً لحماسة اللبنانيين للاقتراع في الخارج، إلا أن الأجواء التي رافقت التحضيرات للانتخابات وعدم حسم إجراء الانتخابات من عدمه، وتشتت قوى المعارضة بلوائح عدة، أدى إلى بلبلة في لبنان وفي الخارج. لكن ارتفاع النسبة بأربع نقاط كان أمراً جيداً، ويشي أن الحماسة لم تخفت كثيراً، كما كان متوقعاً. وفي حال انعكاس هذه النسب على الداخل اللبناني وتسجيل ارتفاع بنسبة المشاركة ببعض النقاط، تستفيد منها القوى التغييرية والمعارضة. فرغم شد العصب الحزبي في لبنان، كل مشاركة إضافية سيكون الجزء الأكبر منها صوتاً اعتراضياً، بعد سنتين من الانهيار الحالي. 

الحضور الحزبي
وكانت الانتخابات اتسمت بحضور حزبي لافت في مناطق معينة، ما أظهر توزع دول العالم على الطيف اللبناني الحزبي. ففي الدول العربية بدا لافتاً حضور القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي في السعودية، بينما في الامارات كان الحضور الطاغي لقوى التغيير. أما في قطر والكويت، ورغم الحضور الطاغي للقوات والاشتراكي، كانت نسب المشاركة لصالح قوى التغيير كبيرة. وبينما كان الطيف العوني غائباً في الدول العربية، برز حضور عوني في فرنسا وفي أميركا وكندا. لكن في فرنسا حيث كان حضور جميع الأحزاب واضحاً، كان نصيب قوى التغيير والمعارضة جيداً. هذا بخلاف ألمانيا، التي اتسمت بحضور كبير لحركة أمل أسوة بالدول الأفريقية. أما في استراليا، حيث الحضور القواتي طاغ، ولا سيما لدائرة الشمال الثالثة، فقد كان نصيب تحالف "شمالنا" جيداً (التقديرات بحصول شمالنا على نحو 10 بالمئة من الأصوات)، هذا فضلاً عن حضور لافت للنائب ميشال معوض. 

الصناديق إلى لبنان
وفي انتظار اقتراع الموظفين يوم الخميس، الذين يزيد عددهم عن 15 ألف موظف، تحدد هذه الانتخابات الصغرى مدى حماسة الموظفين المسحوقين للإدلاء بصوتهم أو حجبه عن القوى السياسية التي أوصلتهم إلى ما هم عليه اليوم من انهيار راتبهم وانسحاق قدرتهم المعيشية. 

وأكد الأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي أن المرحلة الاولى والثانية من انتخابات المغتربين انتهت، والآن بدأت المرحلة الثالثة مع بدء وصول الحقائب الديبلوماسيّة إلى لبنان، لافتاً أنهم على تواصل مع "DHL" لتتبع مسار صناديق الاقتراع ووصولها إلى لبنان لتصبح في عهدة وزارة الداخلية، بعد إيداعها في المصرف المركزي، في انتظار فتحها يوم الأحد المقبل. علماً أن الصناديق مقفلة بشرائط خاصة ومختومة بالشمع الأحمر ومزودة بنظام تعقب، يمكن معرفة أي تلاعب يحصل بها. 

متابعة الخارجية
وحول نسب الاقتراع، أكد مدير المغتربين في وزارة الخارجية السفير ​هادي هاشم أن النسبة الأولية عالمياً وصلت إلى نحو ستين بالمئة، لكن الأرقام النهائية تصدر عن لجان القيد في 15 أيار، وسيعملون خلال 48 ساعة على تحضير ملف كامل عن نسب الاقتراع بالأرقام، بانتظار حصول الوزارة على اعداد المقترعين في كافة أقلام الاقتراع في الخارج.

أما بما يتعلق بالشوائب التي حصلت يوم أمس فأكد هاشم أن الخارجية عملت على معالجة الخروق والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة، لكنهم في بانتظار ورود محاضر الاقتراع لمعرفة حجمها وإحالتها إلى القضاة الذين يُقرّرون احتساب أي صوت عليه شائبة من عدمه. 

وكانت الانتخابات جرت في بلاد الاغتراب يومي الجمعة 6 أيار وأمس الأحد في 8 أيار بتنظيم كبير من قبل وزارة الخارجية، التي كانت على تعاون كبير ووثيق مع الجهات المراقبة المحلية والدولية، لتثبيت نزاهة وشفافية العملية الانتخابية. حتى أن الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات أكدت التعاون الوثيق من الخارجية لمعالجة الخروق التي كانت تحصل. وأوردت الجمعية في تقريرها عن مجريات العملية الانتخابية، التي شهدت بعض المخالفات المتوقعة، والتي كانت ضمن المعقول، أن مراقبيها وثقوا على امتداد يومَي الاقتراع بعض المخالفات الانتخابية التي تفاوتت بين دعاية انتخابية في محيط العديد من مراكز الاقتراع، وتوجيه الناخبين من قبل بعض المندوبين والضغط عليهم، إضافة إلى وجود العديد من العوازل في الأقلام التي لا تضمن سرية الاقتراع.

وكذلك سجلت الجمعية حالات مرافقة لبعض الناخبين خلف المعزل، وورود أخطاء في لوائح الشطب، حول بعض المعلومات المغلوطة (في الجنس أو المذهب، إلخ)، أو عدم ورود أسمائهم نهائياً. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها