برّي وموعد البرلمان الثلاثاء: التغييريون سيأتونه بورقتهم البيضاء

وبالفعل، بدأ النواب بنقاش المسودة الأولى للبرنامج، وإضافة التعديلات عليها، خصوصاً في مسألتي الصندوق السيادي وسلاح حزب الله (راجع "المدن"). وستكون الساعات المقبلة حاسمة في حسم توجهات الجميع، سواء لإنشاء تكتل نيابي جامع، أو التوزع على أكثر من كتلة.

وأتت دعوة الرئيس برّي إلى عقد جلسة عامة، في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل الواقع في 31 أيار 2022، في القاعة العامة لمجلس النواب بساحة النجمة، وذلك لانتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس النيابي وأميني سر وثلاثة مفوضين وذلك عملاً بأحكام المادة 44 من الدستور.

الصندوق السيادي
وقد توافق النواب التغييريون على ضرورة المشاركة وتأمين النصاب للجلسة، على أن يقترعوا بورقة بيضاء، وتم تكليف لجنة صياغة البرنامج. وقد عرضت المسودة الأولى على النواب وتم حسم فكرة رفض إنشاء الصندوق السيادي لإدارة أملاك الدولة، وذلك انطلاقاً من مبدأ رفض بيع أو استثمار أملاك الدولة، وتحميل المصارف أولاً تبعات الأزمة المالية. فالأساس هو أن يتحمل من تسبب بالأزمة ثمن الانهيار، طالما أن المجتمع اللبناني دفع الثمن الأكبر خلال العامين المنصرمين، سواء من خلال تعاميم مصرف لبنان أو من خلال تآكل الرواتب أو الصناديق الضامنة وغيرها. 

وستتضمن الورقة السياسية أفكاراً واضحة حول كيفية توزيع الخسائر التي يجب أن تقع بالدرجة الأولى على المصارف ثم أصحاب فرؤساء مجالس إداراتها، وصولاً إلى كبار المودعين. أي ينطلق النواب التغييريون من مبدأ معاكس لقوى السلطة التي تدعم المصارف، من خلال انشاء صندوق سيادي الهدف منه تجنيب المصارف أي خسائر في عملية سداد أموال المودعين.

سلاح حزب الله
أما النقطة الثانية التي تتناولها الورقة السياسية، فهي قضية السيادة وسلاح حزب الله. وسيصار إلى صياغة أفكار حول هذه النقطة تكون جامعة لكل التباينات، تحفظ حق الشعب اللبناني بالمقاومة وبالسيادة أيضاً، وعدم جعل هاتين المسألتين متناقضتين، تتصارع وتتصالح أطراف السلطة عليها. وستتضمن الورقة مبدأ حصرية السلاح بيد الشرعية، والسيادة المطلقة في قرار السلم والحرب، وعدم حصر المقاومة بيد فئة طائفية تلحق البلد بطرف إقليمي. 

ويفترض أن ينتهي النواب من نقاش هذه التفاصيل في الساعات المقبلة، على أن يخرج التكتل إلى العلن، بمؤتمر صحافي في حد أقصى يوم الاثنين المقبل.