الجمعة 2022/05/20

آخر تحديث: 15:55 (بيروت)

"فضل" باسيل على القوات.. وانتخابات رئاسة الجمهورية

الجمعة 2022/05/20
"فضل" باسيل على القوات.. وانتخابات رئاسة الجمهورية
لم ينتخب المسيحيون "التيار" والقوات فقط (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لوهلة، وبسبب الغبار الكثيف الناتج عن صراع "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" قد يبدو أن خيار المسيحيين في انتخابات 2022 انحصر في هذين الحزبين. وان ما تلاها يعيدهم إلى زمن "حرب الجبابرة" التي استنزفتهم وأنهكتهم على كل المستويات.

الكلام ليس دقيقاً.

صحيح، أن "القوات اللبنانية" سجلت تقدماً كبيراً على غريمها التاريخي. واحتفى رئيسها الدكتور سمير جعجع، عن استحقاق، بفارق نحو السبعين ألف صوت تفضيلي التي نالتها القوات، إلا أن لـ"التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل فضلاً عميماً في ذلك!

فباسيل لم يتوقف عن إدهاش اللبنانيين، والمسيحيين منهم تحديداً.

على الرغم من تشكيك كثر بـ"كاريزما" الرجل، فإنه ينجح مراراً وتكراراً في تركهم فاغري الفم.

مسٌّ في الوجدان
قد تكون ضرورات "العنتريات" الانتخابية تسمح ببعض "الشطط" في المواقف؛ إلا أن غلو باسيل في شططه مسّت الوجدان المسيحي. فليس تفصيلاً أبداً أن يقف باسيل في جونيه ويعلن ان "من ينتخب القوات ينتخب داعش وإسرائيل". في المحصلة، وسَم باسيل شريحة كبيرة من المسيحيين، تبين لاحقاً أنهم أكثر عدداً من مناصريه، بأبشع ما تختزنه مخيلتهم من تجسيد لصورة القبح والعنف والموت، معطوفاً على الجهل والتخلف.

لم يكتفِ. أضاف إسرائيل. وهو بذلك استخدم أكثر ما يعيبه عليه المسيحيون: التماهي مع خطاب حزب الله وتبنيه من جهة، ونبش أخطاء الماضي وخطاياه وقبوره من جهة ثانية.

لم ينتخب المسيحيون "التيار" والقوات فقط. انتخبوا "حزب الكتائب" بانحيازاته وحساسياته الجديدة. أعطوا أصواتهم لمستقلين أيضاً، منهم ميشال معوّض ونعمة افرام وميشال ضاهر وغيرهم.

كذلك انتخبوا وبأصوات وازنة، مستقلين مسيحيين آخرين لم يفوزوا بمقعد نيابي كمجد حرب (7076 صوتاً) وجاد غصن (8526 صوتاً) وميشال حلو (5483 صوتاً).

تعبّر أوساط كنسيّة عن رضاها و"احترامها" لهذه النتيجة. وتؤكد "أن التغيير مطلوب في كل انتخابات، كما المحاسبة عند كل استحقاق ديموقراطي". وتعتبر أن "النتائج حملت بعض المفاجآت، وهذا دليل عافية. فلو لم تفعل، لكان علينا أن نقلق لأنها تكون معلّبة ولا تعكس حيوية المجتمع". والأهم برأيها "استكمال احترام كل المهل الدستورية والانتقال بسرعة إلى تشكيل حكومة، ولاحقاً انتخاب رئيس للجمهورية، لننهض جميعاً بالبلد".

فتّش عن الرئاسة الأولى
معركة الأصوات والمزاج المسيحي وكل ما يرافقها، تتخذ بعدها الحقيقي في مدى انعكاسها على الانتخابات الرئاسية، وبالتالي إعادة تشكيل السلطة في لبنان، على مفترق طرق خطير في السياسة والاقتصاد والمال سترسم ملامح البلد لعقود مقبلة.

 وإذا كان اللبنانيون تيقنوا من فشل مقاربة "الرئيس القوي"، إلا أن الأكيد أنهم لن يأتوا بـ"رئيس ضعيف" بالكاد احتفظ بمقعد نيابي كسليمان فرنجية في دائرته، ولا رئيس كجبران باسيل تراجع تمثيله في "بيئته"، إضافة إلى "الحساسيات" الكثيرة تجاهه في سائر الطوائف.

وعليه، وكما كل ست سنوات، بدأت منذ الآن تكثر أحلام اليقظة لكل ماروني "ناشط" في الشأن العام، سواء على مساحة الجمهورية أو خارجها.

يعلم الطامحون أن تقاطعات ومصالح وظروف متشابكة، هي من تحمل الرئيس العتيد إلى القصر الرئاسي. لكن الانتخابات ونتائجها والتحالفات التي ستليها ستشكل من دون شك، معبراً واسعاً لمن سيسلك طريق بعبدا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها