الإثنين 2022/05/02

آخر تحديث: 20:24 (بيروت)

بحماية الجيش: باسيل في زحلة يستحضر المشنقة لجعجع

الإثنين 2022/05/02
بحماية الجيش: باسيل في زحلة يستحضر المشنقة لجعجع
يافطات بالبقاع ضد زيارة باسيل للمنطقة (المدن)
increase حجم الخط decrease

مرّ "قطوع" زيارة رئيس التيار الوطني الحر ، جبران باسيل، إلى زحلة، من دون أي مشكل في منطقة البقاع، رغم الحركة الاحتجاجية التي نظمها بوجهه ثوار تعلبايا، وحاولوا أن يقطعوا الطريق أمام باسيل خلال تنقله بين محافظة بعلبك ودائرتي قضاء زحلة والبقاع الغربي.

يافطات وجيش
ففيما كان التيار الوطني الحر يزنّر براياته محيط أوتيل قادري الكبير الذي استضاف المهرجان الانتخابي لثالث الأحزاب المسيحية الموجودة في المدينة، ارتفعت لافتتان على حدود تعلبايا سعدنايل في دائرة زحلة الانتخابية، أكدتا رفض زيارة باسيل، نشرتهما صفحة ثوار تعلبايا 17 تشرين على صفحة "فايسبوك" مرفقة بعبارات "لا أهلاً ولا سهلاً، فشر على رقبتك تمر من تعلبايا الثورة".

اللافتتان كانتا كافيتان لاستنفار ثلة من الجيش اللبناني عند مفرق بلدة تعلبايا، وفي قب الياس والبقاع الغربي. إلا أن ما نشر من فرق الجيش عند مستديرة زحلة تحديداً أثار استهجان النائب جورج عقيص، الذي غرد قائلاً "إن حماية العسكر لمرشح في منطقة مسالمة مثل زحلة فيه تشويه لدور العسكر، مبالغة لحجم الشخص المحمي والخطر المحدق به، وسوء تقدير لأصالة المنطقة المحمي منها. فليحمي العسكر المرشحين الذين يتعرضون للرصاص في البقاع. وضع العسكر في خدمة مرشح يناقض الحياد والمساواة".

وفي كلام عقيص تلميح إلى ما يتعرض له المرشحون الشيعة على لائحة "بناء الدولة" التي تضم مرشح القوات اللبنانية في بعلبك من اضطهاد، من دون أن تؤمن حمايتهم هناك، ومحاولة للتصويب على التيار والجيش في آن معاً..

إلا أن تحرك الجيش جاء تداركاً لمشاكل قد تفتعل بالتزامن مع الزيارة، وهي زيارة كان يمكن أن تمر بهدوء لولا البلبلة التي أحدثتها اللافتة، وما تسببت به من شد لعصب مناصري التيار الوطني الحر في زحلة تحديداً، انعكس تكثيفاً للمشاركة في اللقاء الانتخابي مع رئيسه.

غياب الحلفاء
وكان التيار قد قصد أن يوجه الدعوات شخصياً إلى مناصريه، لتأمين المشاركة الفاعلة في الاحتفال، الذي على رغم تسميته بـ"اللقاء" جُهز لوجستياً لتحويله مهرجاناً.

والواضح أن التيار أراد الاحتفال عرضاً لقوته، أمام حلفائه قبل خصومه. وخصوصاً بعد حملة التشكيك بحجمه التي تعرض لها حتى من قبل مناصري التيار.

ومع ذلك لم يرق اللقاء إلى مستوى المهرجان الانتخابي للائحة مكتملة. وبقي محصوراً بمناصري التيار من دون جمهور حلفائه من حزب الله وحركة أمل وحزب الطاشناق. وفسر ذلك بأنه محاولة لقطع الطريق أمام محاولات رشق اللائحة وتحالفاتها. فاقتصرت المشاركة الشيعية على الحضور الصامت لمرشح حزب الله رامي أبو حمدان. وفي وقت قاطع كل من المرشحين الأرمني جورج بوشيكيان والسنّي حسين ديب صالح "اللقاء"، ترك المنبر للمرشحَين اللذين يدوران في فلك التيار وهما المرشح الكاثوليكي ربيع عاصي، والارثوذكسي أنطوان الشقية، إلى كلمة المرشح الماروني النائب سليم عون، والذي أعلن باسيل أن أصوات التيار الوطني الحر كلها ستذهب له.

السنيورة والحصان الأبيض
وقد سبق ذلك ترحيب من عون بباسيل في زحلة. متطرقاً بكلمته إلى الحركة الاحتجاجية التي رافقت زيارته. فقال لرئيس تياره "بتزور بيتك ومدينتك ويلي مش عاجبه يدق راسه بالحيط"، مستطرداً بأن زحلة ترحب بكل حزب لديه مناصرين ومحبين، وتعتبره من أهل البيت. وشكا من ما يعانيه التيار منذ سنتين وسبعة أشهر، وقال: "تحملنا ما لا يحتمل من أكاذيب وتنمّر وحملات تجنٍ وتضليل وإساءة للرموز، وقلة أخلاقهم، وزنختهم". مضيفاً "إننا سنوقفهم عند حدودهم ونظهر قيمتهم، ونرد اعتبار تيارنا ورئيسه ومؤسسه".

ووصف عون من اعترضوا طريق باسيل في البقاع "بشوية زعران ومرتزقة طارئين على زحلة لا يعرفونها ولا يشبهونها وإنما هم يشوهون صورتها". علماً أن بين من ظهروا في تحرك تعلبايا نهاراً كان رئيس لائحة زحلة تنتفض، المرشح الكاثوليكي جهاد الترك، مع المرشح السني على اللائحة حمزه ميتا.

وكان لافتاً أسلوب التصعيد الكلامي الذي اعتمده عون بوجه لائحة زحلة السيادة التي شكلتها القوات اللبنانية، منتقداً بشكل خاص التحالف الذي نسجته مع الرئيس فؤاد السنيورة. فوصف عون السنيورة بالفتنة المتنقلة، منتقداً من أدخله إلى زحلة على حصان أبيض. ورد عون الصاع للقوات بقوله "من ينتخب لائحة مرشح السنيورة ينتخب لائحة الفساد والعمالة والغدر".

باسيل ويوضاس
أما حضور حزب الله فكان من خلال كلمة المرشح أنطوان شقية الذي أكد أن له الشرف بأن يكون على هذه اللائحة مع رامي أبو حمدان (مرشح حزب الله) قائلاً: "اللي بيحب يصوت أهلاً وسهلاً واللي ما بيحب يصوت لا أريد لا صوته ولا صورته". وكذلك ذُكر حزب الله في كلمة باسيل، إنما من معرض سؤال من يدعون خوض المواجهة. فقال "يقولون أنهم يواجهون حزب الله، فليقولوا لنا كيف وأين، غير بالكلام وبالإعلام، إنما هل واجهوا الحزب مرة أو افتعلوا معه مشكل بمجلس النواب أو الوزراء على مشروع معين. هم لا يواجهون أحداً إلا التيار، لأننا الوحيدون الذين نواجه الحزب وغيره، إنما بقلب المؤسسات ومن داخل المؤسسات، وليس على الإعلام وبالحكي"

ومضى باسيل بالتصعيد الكلامي أيضاً، واصفاً رئيس القوات اللبنانية من دون أن يسميه بـ"يوضاس" وقائلاً له: "ستشنق نفسك مجدداً كما فعلت بالتسعينيات، ولكننا لن ندعك تشنق لبنان معك".

مهرجان التيار حقق مفعوله بكل الشوارع، من خلال شد عصب جماهير الخصوم المتموضعة أساساً في المواجهة. والتي يبدو أن زحلة ستشكل أم معاركها. في حين هادن باسيل العائلات السياسية التقليدية واعداً بفتح صفحة معها بعد الانتخابات. هذه الصفحة التي ستنتظر نتائج الانتخابات ومن سيخرج منها رابحاً أو خاسراً، وخصوصاً في مدينة زحلة، التي على رغم وضوح صورة معركتها تخفي دائماً مفاجآت لا تظهر إلا بعد فرز آخر صندوق من صناديقها.

أما الصورة الانتخابية التي تسبق فتح صناديق الاقتراع فستستكمل يوم الأربعاء المقبل، وهو الموعد الذي حددته الكتلة الشعبية لإطلاق لائحتها من أمام دارة النائب الراحل الياس سكاف.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها