الأربعاء 2022/05/18

آخر تحديث: 14:10 (بيروت)

رغم الفرص الضائعة: كتلة التغييريين توازي كتلة حزب الله!

الأربعاء 2022/05/18
رغم الفرص الضائعة: كتلة التغييريين توازي كتلة حزب الله!
انتصار كبير كان من الممكن أن يتضاعف فيما لو تمكنت جميع القوى من توحيد اللوائح (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
حققت لوائح القوى التغييرية انتصاراً كبيراً في لبنان حاصدة 13 مقعداً نيابياً، هذا من دون احتساب نواب آخرين لقوى المعارضة. وتوزعت المقاعد على مقعدين في الجنوب الثالثة، وثلاثة في الشوف عاليه، وثلاثة في بيروت الثانية، ومقعدين في بيروت الأولى، ومقعد في البقاع الغربي ومقعد في الشمال الثالثة، ومقعد في الشمال الثانية. 

بعدد كتلة حزب الله
توازي هذه الكتلة النيابية للقوى التغييرية كتلة نواب حزب الله البالغ عددهم 13 نائباً في لبنان. هذا رغم أن الإمكانيات المادية واللوجستية والتقنية لهذه القوى الجديدة تكاد تساوي صفراً أمام إمكانيات حزب الله. وعلى سبيل المثال رصد حزب الله 5 آلاف مندوب لبيروت الثانية وبعبدا وحدها، كما أعلن في حفل إطلاق ماكينته الانتخابية، بينما كانت معظم لوائح المعارضة بلا مندوب واحد في أكثر القرى.

تراجع شعبية الأحزاب
هو انتصار كبير كان من الممكن أن يتضاعف فيما لو تمكنت جميع القوى من توحيد اللوائح في لبنان والاستفادة من حماسة الناخبين أكثر وتشجيعهم على المشاركة. ففي لبنان ورغم الحماسة التي حصلت في الأسبوع الأخير لصالح التصويت لـ"التغيير"، عقب اقتراع المغتربين، كانت نسبة المشاركة أقل من العام 2018، بنحو 0.4 بالمئة. فقد وصلت النسبة النهائية إلى 49.3 بالمئة فيما كانت 49.7 بالمئة في العام 2018. وهي نسبة تعكس مدى تراجع شعبية الأحزاب لصالح القوى الجديدة، التي دخلت إلى المجلس للمرة الأولى بهذه الكتلة النيابية الكبيرة.

ورغم ذلك كان من الممكن أن تحدث قوى التغيير صدمة أكبر من تلك الحاصلة حالياً، خصوصاً أن نتائج الانتخابات أكدت أن اللبنانيين كانوا تواقين للتغيير والاقتراع للقوى الحديثة، التي نشطت منذ نحو سبع سنوات بشكل أساسي، وعقب انتفاضة 17 تشرين.

تفادي تجربة شربل نحّاس
ولعل أبرز ما يجب الإضاءة عليه لتفادي الأخطاء في المرحلة المقبلة وضرورة تجميع القوى، تجربة الوزير السابق شربل نحاس، الذي شارك في أربع دوائر مع باقي مجموعات الثورة في لوائح مشتركة، لكنه رشح في الدوائر الـ11 المتبقية لوائح ضعيفة، أظهرت نتائج الانتخابات أنها كانت لزوم ما لا يلزم. بل عرقلت التحالفات وأضاعت الفرص. فقد حصدت لوائحه تحت اسم "قادرين" نحو 15 ألف صوت في هذه الدوائر، بما يوازي أصوات لائحة شبابية واحدة مثل "شمالنا" في دائرة الشمال الثالثة (الأصوات مفصلة أدناه).

المجموعات أضاعت فرص عدة. ففي بعض الدوائر كانت قوى التغيير قاب قوسين وأدنى من تحقيق أكثر من خرق رغم الظروف الحالية لتشتت اللوائح.

خسارة زحلة والمتن
في المتن أدى انسحاب النائب السابق غسان مخيبر والاقتصادي وليد أبو سليمان من المعركة إلى خسارة لائحة "نحو الدولة" بفارق بلغ 88 صوتاً لنيل الحاصل، إذا وصل مجموع أصوات اللائحة 11555، فيما الحاصل كان 11643 صوتاً. وفي دائرة البقاع الأولى حصدت لائحة زحلة تنتفض 7713 صوتاً، ولائحة "قادرين" 1316 صوتاً، ولائحة التغيير 1440 صوتاً. أي بتوحدها كانت قادرة على إحداث موجة، ونيل حاصل انتخابي.

بعبدا تنبذ العونيين
أظهرت نتائج دائرة بعبدا تضعضع الصوت العوني الرافض للتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، وللعونيين القدامي على حد سواء. فقد حصدت لائحة بعبدا تنتفض، التي يرأسها نعيم عون 5010 أصوات، ونال هو والقيادي العوني السابق رمزي كنج نحو 800 صوت تفضيلي. بينما كانت لائحة "بعبدا التغيير" قريبة من الفوز بعد نيلها 13201 صوتاً، بحاصل وصل إلى 14121 صوتاً.

وإذا ما أضيفت أصوات لائحة نحّاس قادرين (952 صوتاً) وأصوات لائحة نحنا التغيير (766 صوتاً)، وهي من مجموعات انتفاضة 17 تشرين، لكانت قوى المعارضة حصدت مقعدين مضمونين. فقد بينت نتائج بعبدا مدى ابتعاد "الجمهور العوني" عن العونيين، مفضلاً التصويت لأي قوى بديلة عن "التيار" والمنشقين عنه معاً. فقد تراجعت أصوات "التيار" إلى أقل من عشرة آلاف صوت، فيما كانت سابقاً أكثر من 15 ألف صوت. وبينت الأصوات تقدم المحامي واصف الحركة إلى 4100 صوت تفضيلي، فيما مرشح حركة أمل النائب فادي علامة نال 4800 صوت فقط.

انقسامات طرابلس
وفي طرابلس حيث نجحت لائحة قوى التغيير بمقعد، كان بإمكانها نيل المقعد الثاني فيما لو تشكلت لائحة واحدة، وهذا ليس بتشتت الأصوات مع لائحة قادرين، بل بسبب ضعف اللائحة وانقسام المغتربين حول التجييش لدائرة طرابلس، وانسحاب مرشحين يملكون حيثيات في المدينة مثل المهندس يحيى مولود.

عكار الضياع
وفي عكار انقسمت قوى المعارضة بين ثلاث لوائح، عكار التغيير التي نالت 14145 صوتاً، ونحو المواطنة 3154 صوتاً، وعكار تنتفض 1371 صوتاً. ورغم أن الحاصل الانتخابي كان 21231 صوتاً، إلا أن انقسام شبكات الاغتراب حول دعم اللوائح وضياع الناخبين لمن يصوتون أدى إلى ضياع الفرصة.

حرق الأصوات جنوباً وبقاعاً
في صيدا، وفي دائرة الجنوب الثانية، وفي دائرة بعلبك الهرمل، ورغم صعوبة المعركة، إلا أن انقسام المجموعات والقوى المعارضة أدى إلى ضياع فرص ممكنة.

في صيدا، حصلت لائحة قادرين على 1128 صوتاً، ونحنا التغيير 4919 صوتاً، ما يعكس رغبة أهالي صيدا بالتغيير. ولو توحدت المعارضة لكانت حققت انجازاً، خصوصاً أن القدرات اللوجستية والإعلامية لهذه المجموعات كانت متواضعة.

وفي الجنوب الثانية، توزعت الأصوات بين اللوائح، ورغم ذلك حققت لائحة معاً للتغيير أكثر من عشرة آلاف صوت. علماً أنها قوى التغيير خاضت المعركة بمرشحين ضعفاء كما دلت نتائج الأصوات التفضيلية. فباستثناء الطبيب هشام حايك الذي حصل على 4 آلاف صوت، نال معظم المرشحين الستة المتبقين أقل من ألف صوت، حتى أن مرشحاً منهم اقتصرت أصواته على 195 صوتاً تفضيلياً.

أما في بعلبك الهرمل، فقد خاضت المجموعات، التي كانت تتفاوض على تشكيل لائحة واحدة، المعركة ضمن ثلاث لوائح، وصل مجموع أصواتها إلى أكثر من عشرة آلاف صوت. وتبين سوء إدارة اختيار المرشحين، من خلال نيل العديد منهم نحو خمسين صوتاً أو أقل من مئتي صوت تفضيلي، فيما نال ثلاثة مرشحين أكثر من ألف صوت من أصل 22 مرشحاً توزعوا على اللوائح.

أصوات لوائح نحّاس
حصلت لوائح قادرين، التي رشحها نحّاس في 11 دائرة على نحو 15 ألف صوت، وهي موزعة على: بيروت الأولى 1510 أصوات، وبيروت الثانية 1797 صوتاً، وزحلة 1316 صوتاً، والبقاع غربي 653 صوتاً، وبعلبك الهرمل 1937 صوتاً، وجبيل-كسروان 1926 صوتاً، وبعبدا 952 صوتاً، والشوف-عاليه 1596 صوتاً، وطرابلس 1839 صوتاً، والشمال الثالثة مع الحزب الشيوعي 974 صوتاً، وصيدا 1128 صوتاً.  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها